فوائد المرض :_ [/COLOR]
إن الله لم يخلق شيء إلا وفيه نعمة
فلولا المرض لما عرف قدر الصحة ولولا الليل لما عرف قدر النهار ، فكم من البلاء يكون نعمة نعمة على صاحبه ، فإنه يبتلى بالنعماء والبأساء ، وكم من بلاء على صاحبه ، فرب عبد تكون الخيرة له في الفقر والمرض ، ولو صح بدنه وكثر ماله لبطر وبغى (( ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض )) مثلاً : _ لو أن المرآة نظرت إلى آلام الحمل والولادة لما تزوجت ، لكن لذة الأمومة ولأولاد أضعاف أضعاف تلك الآلام ، ولو حرمت الأولاد لم تترك طبيباً إلا وذهبت إليه من أجل الحصول على الأبناء .
المرض له فوائد جمة ومنها : _
* تهذيب للنفس وتصفيها من الشر الذي فيها (( ومآ أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفوا عن كثير )) فإذا أصيب العبد فلا يقل من أين هذا ومن أين أتى فما أصيب إلا بذنب قل " ولا يزال البلاء بالمؤمن في أهله وماله وولده حتى يلقى الله وما عليه خطيئة " فإذا كان للعبد ذنوب ولم يكن له مل يكفرها ابتلاه الله بالحزن والمرض وهذه بشارة فإن مرارة ساعة وهي الدنيا أفضل من مرارة الابد .
* أن يعقبه من اللذة والمسرة في الآخرة أضعاف ما يحصل له من المرض فإذا نزل بالعبد مرض أو مصيبة فحمد الله بُنِيَ له بيت في جنة الخلد فوق ما ينتظره من الثواب
أخرج الترمذي عن جابر مرفوعاً (( يود أناس يوم القيامة أن جلودهم تقرض بالمقاريض في الدنيا لما يرون من ثواب أهل البلاء )) .
* ومن فوائد المرض أيضاً قرب الله من المريض وهذا قرب خاص يقول الله " ابن آدم ، عبدي فلان مرض فلم تعده ، أما لو عدته لوجدتني عنده " رواه مسلم
* يُعرف بالمرض صبر العبد يمتحن الله صبر العبد وإيمانه به فإما يخرج ذهباً وإما يخرج خبثاً " عن أنس مرفوعاً " إن عظم الجزاء من عظم البلاء ، وإن الله إذا أ حب قوماً ابتلاهم ، فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط "
* ومن فوائده أيضاً تعلق القلب بربه فيدعوه مخلصاً له الدين فسبحان مستخرج الدعاء بالبلاء وستخرج الشكر بالعطاء قال تعالى " وإذآ أنعمنا على الإنسان أعرض ونئا بجانبه وإذا مسه الشرُّ فذو دعاءٍ عريض "
* ظهور أنواع التعبد فإن لله على القلوب أنواعاً من العبودية كالخشية وتوابعها وهذه العبوديات لها أسباب تهيجها فكم من عبد لم يتوجه إلى الله إلا لمَّا فقد صحته فهذا المرض في حقه نعمة .
* إن الله يخرج به من العبد الكبر والفخر .
* انتظار المريض الفرج وأفضل العبادات انتظار الفرج .
*علامة على إرادة الله بصاحبه الخير فعن أبي هريرة " من يرد الله خيراً يصب منه " رواة البخاري "
* أن يحفظ الله به عمله الصالح إذا حبسه المرض وهذا كرم من الله فوق تكفير السيئات وعن النبي" ما من احدٍ من الناس يُصاب بالبلاء في جسده إلا أمر الله عز وجل الملائكة الذين يحفظونه ، فقال اكتبوا لعبدي كل يوم وليلة ما كان يعمل ، فما يزال يبتليه بما يكره حتى يبلغه إياها"
* إنه تخويف للعبد .
إنه إحسان ورحمة من الرب للعبد فما خلقه إلا ليرحمه لا ليعذبه ولكن كثير من النفوس جاهلة بالله وحكمته ومع هذا فربها يرحمها لجهلها وعجزها ونقصها ، ورد في بعض الأ ثر أن العبد إذا أصابته البلوى فيدعوا ربه ويستبطى ء الإجابة ويقول الناس ألاَّ ترحمه يا رب ؟ فيقول الله كيف أرحمه من شيء به أرحمه ؟ " فمثلاً الوالد عندما يجبر ابنه على شرب الدواء المر وهو يبكي وأمه تقول له : ألا ترحمه ؟ مع أن فعل الوالد هو رحمة به ولله المثل الأعلى ، فلا يتهم العبد ربه وهو يعلم إنه إحسان إليه .
اللهم اجعلنا ممن إذا أُعْطِيَ شكر ، وإذا أذنب أستغفر ، وإذا ابتلى صبر .