لاشَكّ تَرتَسِمُ عَلَى مَحَيَّاكَ عَلامَاتُ الرِّضَا وَتَلُفُّكَ السَّعَادَة من كُل جَانِب وَتَتَرَاقَصُ دَقَّاتُ قَلْبُكَ
فَرِحَاً وَأنتَ تَشْعِرُ بِقُرب مَوعِد ( زَوَاجُكَ ) وَبِعَقَارِبُ الزَّمَن تَتَوَقَّفُ ..
لِتَتَرُكَ لَكَ فُرصَةُ الإسْتِمْتَاعُ بِمَا أنتَ فِيْهِ..لِتُتِيْحُ لَكَ وعَلَى حِين غرَّة..أمنِيَة طَالَمَا حَلَمتُ بِهَا
مِنذُ نعُومَة أظَافِرُكَ..لِتَستَمِرُّ فِي التَّحلِيْقُ عَالِيَاً مَعَ (الزَّوجَة)الَّتِي تُرِيدُهَا وَمَن أختَارَهَا قَلبُكَ
بِمَحض إرَادَتهُ .. دُونَ ضغُوط من إنسَان .. أو إكرَاهُ ُمن أحَد ..
الجَمِيلُ فِي ذَلكَ أنَّ السَّعَادَة تَزدَادُ شَيئَاً فَشَيْئَاًحِينَمَا تَكتَشِفُ أنَّ مَاأنتَ فِيْهِ من مَشَاعِر حِلوَة
وَمُتَأجِّجَة مَاهِيَ الاّ البِدَايَة .. وَإنَّ أمَامُكَ الكَثِيرُ وَالكَثِيْر من المُفَاجَآت السَّارَّة الَّتِي تَنتَظِرُكَ
كَي تَستَمتِعُ بِهَا وعَلَى مَهَل .. أنتَ مَعَ ( زَوجَتُكَ ) وَفِي الأجوَاء الَّتِي تَتَمَنَّاهَا وَتَحلِمُ بِهَا؟!
وَإذَا كَانَت السَّعَادَة يَا إخوَان مُرتَبِطَة بِالعَيش فِي تِلك الأجوَاء الحَالِمَة؟!
فَأنَّ الشّعُور أنَّكَ مَازِلتَ فِي بِدَايَة الطَّرِيق مَعَ تِلْك المَشَاعِر الرَّائِعَة فَهَذَا هُوَ قِمَّة السَّعَادَة؟
نَتَّفِقُ عًَلَى أنَّ البِدَايَة فِي كُل شَيء عَادَة ًمَاتَكُون صَعْبَة وَمُتعِبَة .. هَذَا إن تَخَلَّلْهَا الكَثِيرُ من
العَقَبَات وَالصّعُوبَات الَّتِي تُعَرقِلُكَ فِي مُنتَصَفُ الطَّرِيقُ ..
وَتُجبِرُكَ عَلَى التَّرَاجِع وَالتَّخَلـِّي عَن مِشوَارُ حُلمكَ الَّذِي طَالَمَا شَعَرتَ به وَالبِدَايَات كَتِلْك
أن كَانَت صَعبَة وُمُتعِبَة أحيَانَاً الاّ أنَّهَا مُمْتِعَة كَونهَا تَجرُبَة جَدِيدَة فِي حَيَاتُكَ وَمُغَامَرَة مُثِيْرَة
لَمْ تَتَعَوَّد عَلَيْهَا؟!
تُرِيدُ أن تَستَمِرُّ فِيْهَا تُتَابِعُ السَّيرُ فِيْهَا حَتَّى تَصِل إلَى مَاتَصبُو إلَيهِ أوعَلَى الأقَلّ تَجِدُ لِنَفسكَ
مَوطِيءُقَدَم تُثَبِّت فِيْهَ أقدَامُكَ لِتَكُون وَاثِقَ من نَفسُكَ من خَطوَاتُكَ المُقبِلَة وَهِيَ عَلَى كُل حَال
تَجرُبَة مُثِيْرَة تَستَحِقُّ المُغَامَرَة وَالمُخَاطَرَة حَتَّى؟!
وَإذَا كَانَت البِدَايَات المُخَطَّط لَهَا..وَالمَرسُومَة بشَكِل جَيِّد من قِبَلُكَ أومن قِبَل ( زِيجَتُكَ )
تَتَطَلَّب مَجهُودَاً شَاقَّاً وَعَزِيمَة لاتَفتَر .. فَمَا بَالُكَ إذَاً بِتِلك البِدَايَات .. الَّتِي تُفرَضُ عَليك ..
رَغمَاً عَنكَ؟!
تِلك البِدَايَات الَّتِي لم تَحسُب حِسَابُهَا وَلاتَتَوَقَّعهَا تِلك البِدَايَات الَّتِي تُفَاجِئكَ عَلَى حِين غَرَّة
لِتَبدَأ مَعهَا مشوَارَاً جَدِيدَاً لَم تَعهدهُ من قَبل..مشوَارَاً جَمِيْلاً وَلَكنّكَ لاتَعرِفُ إلَى اينَ سَيَأخُذكَ
وَإلَى اينَ سَيَرحَلُ بِكَ .. وَإلَى اي مَحَطَّة سَوفَ يَقِفُ بِكَ؟!
وَلَعَلّ التَّجَارِبُ العَاطفِيَّة الَّتِي نَعِيشُهَا هِيَ نَوع من تِلك البِدَايَات الجَمِيلَة وَرُبَّمَا المُتعِبَة
الَّتِي تَجِدُ نَفسُك بَدَأت السَّيرُ فِيْهَا دَونَ أن يَكُون لَكَ القَدرَة عَلَى إيقَافُهَا بَل أن مُجَرَّد التَّفْكِيْر
فِي التَّخَلُّص مِنْهَا .. يَجعلكَ مُتَوَتِّرُ الأعصَاب..عَصَبِي المَزَاج..مُشَوَّش الذِّهن؟!
وَلَعلّ الفَرق بَينَ البِدَايَات المَرسُومَة .. وَغَيرُ المَرسُومَة .. يَمكن أن تَتَوَقَّف مَتَى شِئتَ ..
وبِطَوع إرَادَتكَ للبَحث عَن بِدَايَات أخرَى .. فِي مَكَانٍ آخَر .. أومَعَ أشَخص آخَر؟َ
أمَّا مَعَ تِلك البِدَايَات غَير المُخَطَّطلَهَا الَّتِي تَقتَحِمُ عَلَيكَ حَيَاتُكَ فَجأة فَالأمر مُختَلِف تَمَامَاً؟
فَأنتَ لاتَسْتَطِيع التَّوَقِّف بِمُنتَصَفُ الطَّرِيق وَحَتَّى لَو حَاوَلتَ وَنَجَحتَ فَإنَّ هَذَا سَوفَ يُكَلِّفكَ
وَلَو لِبَعض الوَقت .. لأنَّكَ حِينهَا قَد دُستَ عَلَى قَلبُكَ .. وَتَجَاهَلتَ مَشَاعِرُكَ بِنَفسُكَ
وَهَذَا أمر قَاس ٍوَمُؤلِم؟!
لِذَا لاقَرَابَة إذَا قُلنَا أنَّ البِدَايَات الَّتِي تَقتَحِمُ عَلَيكَ حَيَاتُكَ .. لِتُجبِرُكَ عَلَى السَّير مَعْهَا..
وَالإبحَارُ فِي عَالَمهَا الخَاص .. وَالغَوص فِي أعمَاقُهَا .. وَالرِّضَا بِالوُجهَة الَّتِي تَأخُذُكَ إلَيْهَا
أشَدّ صعُوبَة عَلَى قَلبُكَ من البِدَايَات المُخَطَّطُ لَهَا وَالسَّبَب أنَّكَ قَد تَسِيرُ مَعْهَا عَلَى غَيرُ هدَى
وَلَكنّكَ مُستَمتِعُ بِهَا .. وَلاتُرِيد أن تُفَكِّرُ فِي أمر آخَر .. فَيَكفِيكَ مَا أنتَ فِيهِ من سَعَادَه ..
تَسِيرُ مَعهَا دُونَ أن تَعرِفُ نِهَايَتُهَا فكُل مَايَهُمُّكَ هُوَ أن تُلازِمكَ لَحظَات البِدَايَة لحظَة بِلَحظَة
وَأن تَستَمتِعُ بِمُرَافَقَتُهَا لَكَ دُونَ التَّفكِيرُ بِمَا سَوفَ تَكُون عَلَيهِ النِّهَايَة؟!