يا اللهُ ما أجمل هذا (الحب)حينما ينطلق بحرية في فضاءات رحبة مشروعة لا يحدها حدود
ما أجمله حينما يجد من يشاركه هذا التحليق في عنان السماء ..
ما أجمله حينما لا يكون له وقت محدد ينتهي فيه او يتوقف عنده ..
ما أجمل هذا ( الحُب ) الصادق الطاهر حينما يتمكن من قلوبنا ..
ما أجمله حينما يملأ علينا حياتنا سعادة .. بل ما أعذبه حينما يشعرنا بقيمتنا وشخصيتنا
ويجعل لنا وجوداً في هذه الحياة؟!
أعتقد ان كل انسان منا بداخله كم هائل من ( الحُب ) ولكن ليس كل انسان محظوظاً ..
في ان يعطي هذا الحب لانسان يستحقه ..
ليس كل انسان وجد هذا الانسان المناسب حتى الآن .. بل ليس كل انسان لديه القدرة
على مشاركة ( حبه ) مع انسان آخر لاسباب خاصة به نحترمها ونقدرها ..
ولعل من أهمها ربما تخوفه او تجاربه السابقة غير المشجعة او الظروف الصعبة ..
المحيطة التي تمنعه حتى من اظهار حبه ومشاعره والتعبير عنه؟!
وحينما نُحرِمُ هذا ( الحُب ) الصادق الذي يختَزِنُ صدورنا من ان يلتقي بتوأمه ..
حينما نحرم أنفسنا من أن نعيشه كما يجب ..
حينما نظهره على استحياء وكأنه جريمة لا تغتفر .. فحينئذٍ نكون قد ساهمنا في قتل ووأد
اجمل شيء في الحياة وطمسُ معالمه وتشويهها الا وهو ( الحُب ) ذلك الاحساس المميز
المرتبط بأسماء مميزة؟!
وهناك بالفعل فئات من هذا النوع ..
التي تخفي حبها بداخلها ولا تستطيع اظهاره رغم براءته وتَجتَرُّ أحزانها وآلامها بمفردها
دون ان يحس بها احد أو يلتفت إليها او يسَل عنها .. اليس هذا مؤلِماً بحَق الرَّب؟!
وفي حالات كهذه ربما تتبادر لكِ أستاذه ( مَلِكَة الرَّومَانْس ) تساؤلات كثيرة لعل اهمها
تُرى الى متى يظل هذا الحُب صامداً في قلوبنا رغم الظروف الصَّعبة التي تقفُ في وجهه
إلى متى يظل يقاوم تلك الرِّباحُ الهَوجَاء التي تهُبّ في طريقه .. الى متى يظل يلتفتُ ..
لاولئك الحاسدين الذين ( حَرَّمُوهُ ) ويحاولون النيل منه والإساءة إليه وتشويه صورته؟
أليس هو احساس جميل يستحق ان يعبِّر عن نفسه!!
فياؤبَّاهُ ما اتعبُ تلك القلوب..حينما تحب بصدق ولا تجد صدراً حنونا تضع رأسها عليه
وحضناً دافئاً ترتمي فيهِ كي تشعر بالامان والطمأنينة؟!
ما أشد قسوة الحياة عليها حينما تحب بعمق .. ولا تجد من يسَل عنها او يفكر بها ..
او يشتاق إليها .. أو يقدر حجم تضحياتها الكبيرة .. ومعاناتها المستمرة؟!
ما أشد نار الغيرة بداخلها حينما تعلم انها احق بذلك ( الحب ) من غيرها ممن لا يقدرون
قيمة ذلك الحب ولا يعرفون كيف يصونونه ويحافظون عليه؟
بل ما أشد نار الحِرمَان .. حينما تريد من يشاركك ذلك ( الحب ) الصادق ..
ولا تجد سوى اقنعة مزيفة .. سوى سراب خادع .. سوى ظروف قاسية اقوى من الجميع
لا تفرق بين حب صادق وبينَ حب زائف مغشُوش أو بين حب لذاتك وشخصك وبين حب
لمآرب وأغراض شخصية؟!
هذا الحب الكبير الذي دخل قلوبنا دون استئذان..هذا الود الذي استأثر بكل شيء في حياتنا
تـُرى هل هو بحاجة ليذكرنا بأن لا ننساهُ حينما نغيب او نبتعد عنه قليلاً هل هو بحاجة
لأن نؤكد له بأنه معنا أينما ذهبنا .. هل هو بحاجة لان نذكِّره بأنه مهما كان الاشخاص
الذين معنا ومهما كانت منزلتهم يظل هو صاحب المنزلة المتفردة مهما كان غائبا ..
او بعيداً عنا وقتياً ..
هل هو بحاجة لان نخبره ونؤكد له بأن سفرنا يظل ناقصاً من دونه..فاقداً لطعمه اللذيذ
بسبب عدم وجوده معنا ومصاحبته لنا!!
يا الله كم من الوقت يكفينا لنعرف مقدار ( الحب ) بقلوبنا لأناس معينين .. كم من الوقت
يلزمنا لنعرف حقيقة حب اولئك الناس لنا كي نتخذ قرارا بتفعيل هذا الحب بشكل صحيح
يزيد من روابطه .. ويعمق جذوره داخلنا!!
تُرى هل الوقت مقياس كافي او معيار دقيق .. للتأكد من حقيقة هذا ( الحب ) ..
أحيانا لا نشعر بحب الآخرين الاّ عندما نلمس اهتمامهم بنا وحرصهم على معرفة اخبارنا
والاطمئنان علينا وهذا في حد ذاته شعور جميل لا يقدر بمال او يعوض بأشياء مادية!!
ليس ذلك فحسب..بل اننا يمكن ان نرى محبة الآخرين لنا من خلال تشجيعهم الدائم لنا ..
ودعمهم المتواصل لما نقوم به ..
وعدم بخلهم علينا بأي شيء .. طالما كان هذا الشيء يزيد من محبتهم لنا ..
ويضاعف من تقديرهم واحترامهم لذاتنا .. وهذا من شأنه ان يجعلنا نضاعف الجهد ..
لنكون عند حسن الظن .. ولنرد جزءاً من الجميل الذي أغدغُوه علينا وأمطرونا به ..
قد نعاتب من نحب لانه لا يسَل عنا ..
ولا يطمئننا عليه لفترات طويلة تكادُ تقتلنا من شوقنا ولهفتنا وحرصنا عليه ..
وقد نقرر ان نعاتبه بالمثل ولو وقتياً .. ولكننا حينما نعرف انه ليس اي انسان وان حبه
ليس كأي حب بل حينما نعرف حقيقة ظروفه نلتمس له العذر وننسى شيئا اسمه عتاب
وكل ما تتمناه في تلك اللحظات !!
هو ان يكون بخير وسعيداً .. وماذا أجمل وأروع من أن ترى أعز الناس الى قلبكِ بخير
وسعيداً وبعيداً عن الهموم النفسية والمشاكل الاجتماعية؟!
صحيح انه لا يسَل عنكِ في احيان كثيرة لكن ماذا تقولِ في هذا الحُب الذي مافتأ يلازمنا
مشكلة الحب ان هناك اناساً يحاولون ان يشوهوا صورته بمفاهيم خاطئة ..
ويسيئوا إلى اسمه بتفسيراتهم السيئة .. يتعاملون مع ( الحب ) وكأنه لاغراض دنيوية
ويتناسون او يتجاهلون ان ( الحب ) اسمى من ذلك بكثير ولكن ماذا تقولي؟!
انه الحب ولا شيء غيره هو من يضيء لنا طريق الحياة ويجعل حياتنا جميلة ورائعة
انه الحب ولا شيء غير الحب الصادق ما يجعل لحياتنا معنى آخر مختلفا وطعما فريداً
انه الحب الذي يجعلنا نعطي دون مقابل .. ونضحي بلا حدود دونما تأفُّف أو شكوى!!
انه الحب الذي يجعلنا بطواعية وبنفس راضية نتحمل الآلام والمعاناة والقسوة والحرمان
من اجل صاحبه .. من اجل أن نبقى بالقرب منه .. من اجل ان نحصل على رضاه ..
فهل يدرك مثل هذا الإنسان ذلك .. هل يحس بمثل هذا الاحساس المتدفق النَّمِير؟!
ولابد أن تعرفي أستاذه ( مَلِكَة ) ..
انه ينبغي ان ندرك انه مهما كان هذا (الحب) جميلاً ورائعاً فإن حب الله سبحانه وتعالى
يظل هو الحب الاسمى الذي لا يعلو فوقه حب ولا يجاريه حب على وجه الارض مهما كان
لانه متى ما تمكن منا بصدق .. وهذا ما يجب ان يكون؟!
اضاء لنا طريقنا .. يسَّر لنا امرنا .. وفّقنا في حياتنا .. في دنيانا وآخرتنا بإذن الله ..
لانه ببساطة ليس اي حب .. الستِ معي؟!
/
/
/
إنتـَـــر