إن الحمد لله نحمده و نستعينه و نستهديه و نستغفره و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و سيئات أعمالنا من يهدى الله فلا مضل له و من يضلل فلا هادي له
و أشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له و أشهد أن محمدا عبده و رسوله اللهم صلي و سلم و بارك عليه و على أله و صحبه أجمعين و من تبعهم باحسان الى يوم الدين :
الحمد لله أن هدانا للإسلام
ذلك الدين الذي جمع مكارم الاخلاق و الاقوال و الافعال
و مما أوصانا به ديننا الحنيف هو التحذير من الإسراف و التبذير
و الاسراف و التبذير يكون في العديد من المواطن لاكن ما خصصت له هذا الموضوع هو الاسراف في الأكل و الشرب
يقول تعالى:
{يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} (31) سورة الأعراف
يقول الشيخ السعدي رحمه الله في تفسير هذه الأيه
" يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد "
أي : استروا عوراتكم عند الصلاة كلها ، وفرضها ونفلها ، فإن سترها زينة للبدن ، كما أن كشفها ، يدع البدن قبيحا مشوها . ويحتمل أن المراد بالزينة هنا ، ما فوق ذلك ، من اللباس النظيف الحسن ، ففي هذا ، الأمر بستر العورة في الصلاة ، وباستعمال التجميل فيها ، ونظافة السترة من الأدناس والأنجاس . ثم قال :
" وكلوا واشربوا "
أي : مما رزقكم الله من الطيبات
" ولا تسرفوا "
في ذلك . والإسراف ، إما أن يكون بالزيادة على القدر الكافي ، ولشره في المأكولات التي تضر بالجسم ، وإما أن يكون بزيادة الترفه والتنوق في المآكل ، والمشارب ، واللباس ، وإما بتجاوز الحلال إلى الحرام .
" إنه لا يحب المسرفين "
فإن الإسراف يبغضه الله ، ويضر بدن الإنسان ومعيشته ، حتى إنه ربما أدت به الحال إلى أن يعجز عما يجب عليه من النفقات ، ففي هذه الآية الكريمة ، الأمر بتناول الأكل والشرب ، والنهي عن تركهما ، وعن الإسراف فيهما .
و من الملاحظ اليوم كثرة الاسراف في الأكل و الشرب
بل اننا اليوم نأكل كثيرا و نرمي في القمامة أجلكم الله الكثير الكثير
حتى أصبحت مزابل بعضنا اجلكم الله تصلح بأن تكون موائد لبعض الفقراء الذين لا يجدون ما يأكلون
طعام بلا حساب يرمى على قارعة الطريق
حتى ان قططنا قد أصابتها التخمه و ظهر عليها اللحم بعد ان كانت عظما
فيا عجبا لناس ينامون فارغي البطون من الجوع يعانون
و ناس مزابلهم تحوي من الطعام ما تقر به العيون
علينا ان نشكر الله عز و جل على ما رزقنا من النعم
و ان لا نبذر و نسرف في كل أمورنا
فشكر نعم الله سبب لدوامها و البركة فيها
قال أحد العلماء ان الله سبحانه و تعالى قد لخص الطب كله في أية واحده ((كلوا و اشربوا و لا تسرفوا))
فان الاسراف في الأكل و الشرب سبب لقدوم الأمراض و الأسقام عافانا الله و اياكم
نسأل الله ان يجعلنا من المتوسطين في الانفاق و ان يرزقنا شكره على نعمه و يبارك لنا فيها
تحياتي