ღ أحلام أجهضت فوق عتبات الارتقاب ღ

[الناي العبد الله]

يغرق مسائي في أوراقي وقلمي
لـيهرب إلى زوايا قلبي
لـ يتخذ مكانًا ضيقا تكاد زواياه تجتزئ
لـ ينثراَ بعضَا من حروف أجزم أنها باتت متشابه
تُمحى في ظلمات
الوقت الذي خرج منها ويعود إليها
فلا أرى سوى تلك الظلمة الخانقة
مهما سُلطت عليها الآمال
التي اعتادت بدورها أن تعود إلى رحمً
خرجت منه لتتراكم بعضها فوق بعض
فباتت الحروف تتحدث ولا يسمعها أحد
فا صبح ملاذها
للكآبة
والدموع
والحزن
/
/
/
فـ أصبحت تطرق نوافذ الليل
تبحث عن غياب يرافق وحدتها ويرتب
على سطورها التي مزقتها الأيام
وكأنها جزعت من أنين لاينتهي
وأحلام أجهضت فوق عتبات الارتقاب
التي باتت كـ معزوفة تعزف عندما تطرق ساعات
الليل الأخيرة لـ تذكرني
بــ ساعة الفقد التي قتلت حلم عند ولادة فجر
كان أقرب من أنفاسً تلبدت بها السماء وبقيت
منتظره أن تسقط غيثًا يملئ
كؤوسي التي فرغت وأنا ارتشفها
كـ حُلمً أراودهُ ويراودني كل مساء أن تلامس شفتيها كؤوسي
وأبقى مستمعًا إلى ضحكاتها وتمتمت حروفها
و قدميها تداعب أوراقي ترقص رقصة
غجرية يكتحل الليل في عينها و تجدل خيوط القمر
شعرها فتبعثر جنونها فوق أوراقي فـ أميط لثامها
و أحملها وأتلبسها وأغتسل بعطرها وأطوف بها
في زوايا قلبي وأتركها بطرفهِ
حتى أُسقطها في دفئِ و حناني وجنوني وعشقي
/
/
/
فلم تعد حُلم أو أمراءه عاديه
بل أصبحت ساعات العمر والاشتياق
و سما حبها فوق كل شيء فقد عبثت بتفاصيلي
فها أنا أ حبو إليها بـ رؤؤس أشواقي وأخالها في كل شيء
فـهي أول الصباح وآخر المساء
هي ترنيمة السهر
غيابي وحضوري
فاكهة وأشهى
هي حواء وجنتي التي لا تخرج منها أبدا
هي حُلم تعلق بقلادةً على صدرها
فسقط في ظلمة ليل قُتل حلمهُ عند ولادة فجر
فاستنشقت أنفاسها ثم زفرتها نهاية حلم وموت أمل
آآآآآه يا سخرية الأقدار تسير عكس الأمنيات
كيف السفر إليها
أين الطريق إلى الخلاص من كل سلاسل الخوف والتردد
التي تجعلني قادر على أن أبث بالأقمار الصناعية
رسالة للبشرية تصرخ بما في قلبي من مشاعر
متردد أنا وخجول
لا أحسن فن الكلام
ولا أعرف من أين أمسك بخيوط المبادرة
ولا أبرع في نظم القصائد
أصبحت مشكلة حياتي هي
كيف أتحدث معها ولو جملة واحدة
أصبحت مشكلة
التاريخ
والجغرافيا
والاقتصاد
والسياسة
أن أحصل على انتباهها وأثير اهتمامها
وأخبرها بالانقلاب الدموي الذي حدث
في عقلي واستولى على الحكم في جمهورية قلبي
لست أعرف كيف أبدأ ذلك
هل أرسل زهوراً ؟
أم أنظم قصيدةً ؟
أم أرسم لوحةً ؟
أم أبعث برسالة مكتوبة بمزيج من الدم والدموع والعطر ؟؟
مازلت خائفاً
مازلت أتدرب كيف انطق الكلمات
في حضورها
مازلت لا أعرف كيف سأقول
بكل وقار واحترام وحب
/
/
/

أنت عمري
أنت قلبي
أنت معي
بداخلي
تلازميني
لا أستطيع
أن أرحل منك
ولا تستطيعي أن ترحلي مني
لا سفر يبعدني عنك
ولا تفكير إلاّ من خلالك
ولا مشاعر إلاّ من قلبك
ولا حنان إلاّ من كلامك
كيف يمكن أن أجد
وسيلة للتعبير عما بداخلي
أصبحت أشعر أن الكلمات مهما كانت صادقة
هي أدنى من قدرتي على التعبير
كيف يمكن للمسافات أن تختصر وتقربني
منها
/
/
/
الأميال مسافة
والكيلومترات بل
والمليمترات مسافة
لا أريد أن ابتعد قيد أنملة
أريد أن تدرك كم تغتالني مسافة البعد عنها
كنت أحلم بها
ووجدتها فبدأت أحلم
فهي الأزمنة الثلاثة
الماضي والحاضر والمستقبل
هي الفصول الأربعة
الربيع والشتاء والخريف والصيف
ترى كيف أصل إلى مينائها الأخير ؟
كيف يمكن لمركبتي الفضائية
أن تهبط على سطح كوكبها
دون عودة
حينهاسأرفع علمي الأبيض واكتب عليه
استسلم إليها
دون قيد أو شرط
لن أفعل مثل غيري
وأقول أنني
خجل من إظهار مشاعري
بل سأقول من خلال البث المباشر
بالقمر الصناعي لكل الكرة الأرضية
والكواكب الأخرى
حبها هو أهم
وأثمن قيمة في حياتي
فحبها
أنار لي دربي
وقلل من عثراتي
في الحياة
حبها صنعني صنعا جديدا
جعلني أنظر بأمل مشرق
إلى المجهول الذي يتمخض
عنه الغد
سأدنو منها
محدثاً لنفسي
وهامساً
بعبارتي التي
سـ أخلدها مهما حييت
/
/
/
أتوسل إليها أن تعطني ما بقى من
الحزن ألملمهُ في قنينة أحزاني
وأتركه يتعرق من الاعتصار
فيمتزج بقطرات غيث تسقط رحمةً لـ تغسل
كل أوجاعي وتبقي مسائي هاربًا في
غياهب أحلام أن عبرت لاتكاد تُراى
إلا كطيف يسابق السراب


20/8/2010
الناي