حِينَمَا أخسِرُ أقرَب النَّاس إلَى قلبِي ..وَحِينَمَا أفقِدُ أكثرهُـم إلتِصَـاقاً برُوحِي..
فلَم يعُد يهمَّنِي شَيء وأنسَ كُل شَيء لأن ردُود فِعلِي حِينُهَا تَكُون أكبَر من التَّفكِير
في مَصِيرِي ومَاسَيَلحَقُ بِي من ضَرَر أوحَبس أو إعدَام حَتَّى ..
هَذَا بالنِّسبَة ُلَكِ أستَاذَه (فَوْق الغيُوم ) .. أمَّا بالنِّسبَة ُلَكِ أستَاذَه ( سَندَرِيْلاَّ )
فأن حُرص المُستَشفِيَات الخَاصَّة .. على إستِقطَاب الإطِبَّاء ( الأرخَصُ سِعراً ) ..
أو مُرَتَّباً ؟!
فأن هَذَا هُوَ السَّبَب الرَّئِيسِي فِي الأخطَاء الطَّبِّيَّة الفَادِحَة .. والَّتِي تُكَلِّف الكَثِير ..
من الخَسَائِر فِي الأروَاح البَشَرِيَّة .. ودعِينَا نَتَحَدَّثُ بِشَيء من الوضُوح وَالصَّرَاحَة
كَمَا هِيَ عَادَتُنَا دومَاً؟!
الآن أنَا حِينَمَا اكون (رجُل أعمَال) وَأنشِيء مَشرُوع (مُستَشفَى) أومَركَز طبِّي
تُرَى مَاهُوَ هَدَفِي من ذلك هل رِسَالَة إنسَانِيَّة سَامِيَة أحرِصُ على إيصَالُهَا للشَّعب
وَتَقدِيمُهَا فِي أبهَا حُلَّة وَأجمَلُ ثَوب أبداً!!
فَالهَدَف هُنَا (تِجَارِي) بَحت وهُو الرِّبح الوَفِير فِي أسرَع وَقت وَبِمُختَصَر الطُّرُق
وَخُذِي مَثَلاً بَسِيْطَاً إن شئْتِ إذَا كُنت أحتَاجُ لطَبِيبَة مُتَخَصِّصَة فِي النِّسَاء وَالوِلادَة
فَلِمَاذَا آتِي بِطَبِيبَة مُتَخَرِّجَة بِدَرَجَة ( إمتِيَاز ) ..
وَمُرَتَّبهَا الشَّهرِي ( 25,000 ) ألفاً من الرِّيَالات السّعودِيَّة؟!
فمن الأوفَر لِي أن آتِي بِطَبِيبَة مُتَخَرِّجَة بِدَرجَة ( مَقبُول ) ومُرَتَّبُهَا الشَّهرِي لايَزِيدُ
عن الـ ( 5,000 ) آلاف رِيَال ألَيسَ كَذَلك؟!
والحالُ يَنطَبِقُ علَىَ جَمِيع التَّخصُّصَات الأخرَى وهَذَا هُوَ السَّبَب الرَّئِيسِي فِي كِثرَة
(الأخطَاء)الطَّبِيَّة وَالمُستَشفِيَات الحكُومِيَّة أيضاً لَيسَت بِمَنآى عَن ذلك هِيَ الأخرَى
لأن وَزِير الصِّحَّة يَسلُك نَفس المَسَار .. لأنه يَبحَث عن الطَّبِيْب ( الرَّخِيص ) ..
وليسَ الكُفء كَمَا يُفتَرَض..ولأنَّ الدولَة حفظهَا الله تَرُف لهُ مَبلَغ ( مئتَا مليُون )
للسنَة الوَاحِدَة كَمِيزَانِيّة لِوِزَارَته..فَهُو يُرِيد أن تَنتَهِي السَّنَة وَيَكُون قَد وَفَّرَ مِنَهَا ..
على الأقَل ( خمسِين مَليُون )!!
حتَّى إذَا إجتَمَعَ بِخَادِم الحَرَمَين الشَّرِيفَين المَلِيْك المُفَدَّى ( عبدالله بن عبدالعزيز )
حفظه الله وأبقَاهُ .. يقُول لهُ تفَضَّل..هذا المَبلَغ زَائِد وبِالتَّالِي يكبَر فِي عيُون المَلِيك
وَتأخَذ عَنه فِكرَة بأنّه ( أمِين ) وحَرِيص على أموَال الدَّولَة ..
بِالتَّالِي يَكُون لَمَّعَ نَفسه وحَصَل عَلَى مُكَافَأة مَالِيَّة مُجزِيَة وكُل ذلك عَلَى حِسَاب
مِمَن هُم مثلِي ومثلَكِ من الشَّعب الفَقِير المَغلُوب عَلَى أمرِه ولاحَول وَلاقِوَّة ألاّ بالله
العَزِيز الحَكِيْم؟!
مَرَّة أخرَى أستَاذَه (سَندَرِيْلاّ) هَذَا الكَلام لايَنبَغِي أن أقُوله لَكِ ولكن لابأس عليكِ
نعلَم أنَا وَأنتِ وغَيرُنَا كَثِير أنَّ مُعظَم الأطِبَّاءُ لَدَيْنَا فِي خَلِيجُنَا العَرَبِي الكَبِير هُم من
الجَالِيَة ( المِصْرِيَّة ) .. وَللمَعلُومِيَّة فأن هَؤلاء الأطِبَّاء ..
هُم الأسوَأ في جمهُورِيَّة مِصْر العَرَبِيَّة .. لأن وزَارَة الصِّحَّة المَصرِيَّة تَرفُض خروج
اي طبِيب مَصرِي ( بَارِع ) للعَمَل فِي الخَارِج ..
والسَّبَب فِي ذلك يعُود لعَام( 1973م )أومَايُسَمَّى بِحَرب إكتُوبَر حَيثُ تَعَرَّض
الكَثير من أفرَاد الجَيش المَصرِي لإصَابَات ..حَال هجُومهُم على الجَيش الإسرَائِيلِي
فِي يوم السَّبْت ( 6/10/1973م ) الموَافِق ( 10/9/1993هـ ) ..
وذَلِكَ لِطَرد (الجَيش) الإسرَائِيلِي الغَاشِم المُحتَل لِمُحَافَظَة (بورسَعِيد) آنَذاك!!
وَحِينَهَا لم تَجِد الحكُومَة المَصرِيَّة أطِبَّاء أكُفَّاء..لِمُعَالَجَة هَؤلاء المُصَابِين من الجَيْش
وَتَأهِيلهُم والزَّج بِهُم من جَدِيد إلَى سَاحَة المَعرَكَة ..
حَيثُ كَانًوا جَمِيعهُم يعمَلُون فِي خَارِج الأسوَار وبِالذَّات فِي خَلِيجُنَا العَرَبِي الكَبِيْر
وَحِينَهَا أصدَر الرَّئِيس المَصرِي آنَذَاكَ ( أنوَر السَّادَات ) رحمه الله وأسكنه الجَنَّـة
مَرسُوماً جمهُوريَّاً يَنِصُّ صَرَاحَة على عَدَم سَفَر الطَّبِيب المَصرِي (الكُفء) للخَارِج
وَيُقتَصَر عمله دَاخل أرض الوَطَن .. وفِي خِدمَة الشَّعب المِصرِي ..
فأستَمَرَّ هَذَا المَرسُوم الجمهُورِي إلَى يَومِنَا هَذَا فَكَيف بالله عليك لا تَرِي (أخطاءاً)
طبيَّة كثيرة ونَحنَ لايَأتيَنَا ألاّ ( حُثَالَة ) الأطِبَّاء .. كَيْف؟!
/
/
إنتـَــر