كان هذا الرجل بالرغم من أنه صاحب ثروة كبيره الا إنها لم تغيره على الناس وخاصة أخيه الوحيد فكان يلبسه ما يلبس ويشاركه بكل شي رغم قلة ماله وجاه وكان الشيخ أبو وليد كريم لدرجة الإسراف متواضع للغاية يحب المساكين والضعفاء عمره على مشارف الستين وأخيه الأصغر بالخمسينات رغم إن الشيخ أبو وليد لم يرزق بولد ذكر الا انه يلقب أبو الوليد وعنده زوجته الطيبة المصونة وبنته المدلعة العاقلة صاحبة الأخلاق المثلى . أحس أبو وليد بدنو أجله فأتصل بأخيه ورفيق عمره وعضده بدنياه وأخبره أنه يعاني من مرض ليس له حل في الشفاء وأنه لن يخبر أحداً حتى زوجته فقدم له الوصية ألا خيره وهي العناية بأهله وماله والوقوف معهم على ظروف الحياة الصعبة . وما هي الا شهور حتى توفي الشيخ أبو وليد دون تعذيب بالمرض . وأخبر الأخ زوجة اخيه وابنة أخيه بأنه كان على علم بمرض والدهم ولكن هو طلب منه إخفاء الأمر . وبعد أسابيع بداء الأخ يرأس مؤسسة أخيه ويدير مكاتبها ولكن سبقه الشيطان ووسوس له بأن يطلب التوكيل المطلق على التصرف بمال أخيه مدعياً أن له حقوق عند الغير ولابد من التوكيل وبطبع الزوجة الكريمة وأبنتها التي تتسم بطيبة الخلق والجمال والذكاء قدموا له التوكيل متعشمين في أبوهم الثاني بعد وفاة والدهم . وما هي الا فتره حتى تغيرت معاملة الوالد الجديد بحيث طلب منهم تغير المنزل والسكن بمنزل آخر وسحب الرصيد الذي في حساب الزوجة وحساب الفتاة . وشي فشي حتى تخلى عنهم إلى درجة أنهم سكنوا بشقه صغيره دون الخدم والحشم وليته اكتفى بذلك بل أصر على تزويج الفتاة على رجل كبير بالسن لعله يظفر بكم م ل ي و ن من وراء هذه الصفقة المربحة . ولكن الفتاة وقفت بوجه هذه المرة رافضة التنازل عن مشاعرها وقلبها مهما حدث . وتواصل الفتاة تعليمها الجامعي وتتخرج وتتعين مدرسه بالرياض وتمر السنوات وقبيل زواج الفتاة من أبن خالها الذي أحبها منذ الصغر ولكن لأن ظروفه المادية لا تسمح له بالتقدم لها رغم عدم محاولته بذلك الا إنها كانت تشعر بذلك وتتمنى أن يتقدم لها . وكان زواج الفتاة قبيل الشهر الكريم بأيام قلائل وفجأة يمرض العم مرض ليس له دواء أو حل فلا هو بالخبيث ولا هو بالبسيط . فقد أحتار الأطباء بأمره . ورفض الزيارة من الجميع وطلب فقط أن تزوره بنت أخوه أبو وليد وزوجة أخيه . وفوراً استجابة الوالدة والبنت الكريمة لنداء عمهم المريض . وعندما دخلوا عليه لم يعرفوه من أثر السنوات وشدة المرض الذي حل به . فطلب منهم السمـاح والدعــاء له وانه كتب كل شي باسمهم وارجع لهم حقهم كاملاً وطلب العفو من الله ومنهم . وبعدها وقبل خروجهم من غرفته إذا بروحه تخرج وهو بعد كل هذا التعب مستسلماً
وبكت الفتاة ووالدتها ووقفوا بجانب زوجته وولديه وبنته وقررت البنت الكريمة أن تؤجل زواجها حتى أكمال زوجة عمها من الحداد ومواساتها لأن زوجة عمها وأبنائه لم يخطئو بحقهما . وهكذا رجعت الحياة والحق لأهله برغم من مرور السنين والأعوام . فسبحان مغير الأحوال .
* قصة واقعيه غيرت فقط الأسماء لمراعاة مشاعر الاخرين فهل نعتبر من هذه الدنيا الزائلة
الاخت الغاليه شوق مشكوره على المرور الكريم وعلى الدعاء فلك مثله واكثر حقق الله امالك واسعدك
الاخت الغاليه ستره جدا مشكوره على المرور الكريم اتمنى ان نكون استفدنا منها
وتقبلوا خالص ودي واحترامي