محـظـورة
كتب حسين الحربي: امتدت أمس رقعة المناطق المحظور دخولها لاعتبارها مناطق عمليات عسكرية، لتشمل، بعد حظر دخول المنطقة الشمالية الغربية في اكتوبر الماضي، مناطق الشمال الشرقي للبلاد أيضاً، اعتباراً من 15 فبراير الجاري، فيما أعلن مسؤولون عسكريون أميركيون أن الكويت لم يحصل ان شهدت نشر مثل هذا العدد من بطاريات صواريخ «باتريوت» المضادة للصواريخ، منذ حرب تحريرها العام 1991.
واعلنت وزارة الدفاع أمس ان كل المناطق الشمالية في البلاد تعتبر منطقة عمليات عسكرية محظورة اعتباراً من 15 فبراير الجاري, وقال مدير التوجيه المعنوي والعلاقات العامة في الجيش العقيد يوسف عبدالرزاق الملا في مؤتمر صحافي مساء أمس ان قرارا وزاريا يحمل الرقم 141/2003 صدر مساء امس باعتبار المنطقة الشمالية منطقة عمليات عسكرية محظورة اعتبارا من 15 فبراير والى اشعار آخر, وأوضح العقيد الملا ان «من الاسباب الرئيسية لجعل المنطقة الشمالية محظورة المناورات المشتركة بين الولايات المتحدة الاميركية والجيش الكويتي».
وشرح ان «المنطقة المحظورة تبدأ شمالا من خط السالمي الحدودي غربا والممتد شرقا في موازاة طريق السالمي الاطراف حتى تقاطع طريق العبدلي مع طريق الصبية وتمتد شرقا بمحاذاة جون الكويت الشمالي حتى رأس الصبية ومن ثم تمتد الى المياه الاقليمية شرقا حتى جنوب جزيرة فيلكا مرورا بجزيرة عوهة وتمتد باتجاه الشمال الشرقي حتى حدود المياه الاقليمية مرورا بخور عبدالله والحدود الدولية الشمالية الى ام قصر على الحدود الشمالية لدولة الكويت».
واضاف العقيد الملا «لن يسمح لأي شخص او جهة بدخول هذه المنطقة المحظورة الا بتصريح من هيئة الاستخبارات والأمن في الجيش الكويتي، لمن لديه كل البيانات الرسمية التي توضح ان لديه مزارع في منطقة العبدلي», وأشار الى أن الدخول الى الممتلكات الخاصة كالمزارع في العبدلي «يحتاج الى تصاريح بالدخول من بدء الحظر بتاريخ 15 فبراير، تصدرها هيئة الاستخبارات والامن».
ودعا العقيد الملا الافراد والجهات المعنية بهذا القرار والتي تستلزم طبيعة عملهم وجهودهم في تلك المنطقة مراجعة هيئة الاستخبارات والأمن في الجيش الكويتي مصطحبين معهم اوراقهم الثبوتية ومستنداتهم الشخصية من أجل اصدار تصاريح تسمح لهم بالدخول في هذه المناطق.
وشدد العقيد الملا على أن «اقامة المخيمات او الصيد أو رعي المواشي باتت محظورة في تلك المنطقة», واضاف «بناء على هذا القرار الوزاري فستتم ازالة جميع المخيمات والمرافق الخاصة بالشاليهات والاستراحات والمزارع الخاصة غير المرخص بها اعتباراً من 15 فبراير الجاري، ويمكن ان يعتبر هذا الاعلان بمثابة تنبيه للازالة».
ودعا الافراد والجهات المعنية بهذا الموضوع التعاون مع الوزارة وازالة وتفكيك ممتلكاتهم الشخصية قبل التاريخ المحدد لبدء سريان مفعول القرار,وقال العقيد الملا «سيتم وضع علامات ولوحات خاصة تدل على ان منطقة الشمال محظورة والتشديد على منع إزالة هذه اللوحات الارشادية», وأشار العقيد الملا الى «احتمال نشر نقاط تفتيش للسيطرة على تنظيم مرور ارتال الجيش واصحاب المزارع الذين لديهم تصاريح بدخول المنطقة، وذلك بالتنسيق مع وزارة الداخلية», وهل ثمة توجه لحظر الطيران المدني فوق شمال البلاد؟ اجاب العقيد الملا: «لم تصلنا اوامر في هذا الخصوص حتى الآن».
وقال العقيد الملا ان «قيادة الجيش الكويتي وافقت على انشاء مركز اعلامي عسكري في مديرية التوجيه المعنوي خلال المرحلة المقبلة للاجابة عن استفسارات الصحافة المحلية والاجنبية و توفير كل المتطلبات الاعلامية»، مشيرا الى ان «هذه الخطوة تعتبر الاولى من نوعها في وزارة الدفاع وتعتبر نقلة نوعية لمواكبة التغطية الاعلامية لاحداث المنطقة», واشار في هذا السياق الى أن المركز سيزود بكل اجهزة الاتصالات والطباعة والحواسيب وبمعمل لتحميض افلام الصور الضوئية لتسهيل مهمة الاعلاميين.
من جهة أخرى، وفيما عرض رئيس الاركان العامة الفريق الركن الطيار فهد الامير امس مع قائد قيادة قوة المارينز الاميركي الفريق اول مايكل هايفي «للاوضاع والمستجدات في المنطقة ومواضيع ذات اهتمام مشترك تتعلق بالجوانب العسكرية والدفاعية وسبل دعمها وتعزيزها بين البلدين الصديقين»، واصلت الولايات المتحدة الاميركية تعزيز وجودها العسكري في الكويت بنشر بطاريات صواريخ مضادة للصواريخ من نوع «باتريوت».
وقالت الكابتن جنيفر شولكي انه لم يحصل ان شهدت الكويت مثل هذا العدد من صواريخ الباتريوت منذ حرب الخليج 1991. واكدت الكابتن في لقاء صحافي في قلب الصحراء ان بطاريتي باتريوت نشرتا في الكويت تحسبا لاي هجوم عراقي محتمل, وقالت «لدينا حاليا عدد اكبر من البطاريات, لا يمكنني كشف عددها ولكن هذا العدد سيزيد» في المستقبل,واكدت شولكي ان وحدة «باتري سي» التي تقودها تؤمن حماية احد اهم المواقع في الكويت.
ويبلغ مدى عمل باتريوت 40 كلم غير ان شولكي اوضحت ان القذائف تعمل بشكل ادق عندما يكون الهدف اقرب, اضافت «غير انه من الافضل اصابة (صواريخ سكود العراقية) ابعد ما يمكن لانها قد تكون مزودة برؤوس كيميائية».
وفي الاطار نفسه، دعا مدير ادارة العلاقات العامة في وزارة الداخلية المقدم احمد الشرقاوي المواطنين المخيمين في البر الى عدم المكوث بالقرب من الحدود الجنوبية بما لا يقل عن كيلومترين اثنين، اذ لوحظ عدد كبير من العوائل بالقرب منها على طول امتداد الحدود الجنوبية مما يشكل تجاوزا امنيا.
واعلنت رئاسة الاركان العامة للجيش ان «القوة البحرية الكويتية سوف تقوم ضمن تدريباتها الموسمية بتنفيذ تمرين تستخدم فيه الرمايات بالذخيرة الحية اليوم من الثانية بعد الظهر وحتى الرابعة والنصف عصرا في المنطقة الواقعة ما بين جزر ام المرادم وقاروه وكبر.