الكويت تبدو اليوم مثل هيوستين.. 36 مطعم ماكدونالدز.. وأكبر متجر للاشرطة في العالم العربي
2003/02/03
تساءلت مجلة نيوزويك الامريكية في تقرير لها عن تحول الكويت الي مركز تسوق امريكي حيث قالت ان الامارة التي يتدرب علي ثلث اراضيها الاف الجنود الامريكيين استعدادا لضرب العراق تبدو اكثر واكثر وكأنها مدينة امريكية، مثل هيوستين مثلا اكثر من قربها من محيطها الجغرافي، 36 محلا للوجبات السريعة ماكدونالدز ، وعدد آخر من مقاهي ستارباكس ، و هارديز ، وافتتح رجل الاعمال البريطاني وصاحب مجموعة فيرجين ريتشارد برانسون اكبر محل للتسجيلات والاشرطة الغربية في الشرق الاوسط، حيث افتتح الفرع في قاعة مارينا في حي السالمية المطلة علي الخليج العربي.
وفي حفلة الاحتفال قال برانسون انه لم يشاهد مبني اجمل من هذا المبني في العالم . وعن توقيت افتتاح الفرع في الكويت قال برانسون انه ربما لم يكن الوقت مناسبا لافتــــتاح المحــل الا ان الحياة يجب ان تسير ، حيث ردت عليه امرأة في الجمهور الذي اجتمع لحضور الاحتفال انشاء الله .
ومنذ خروج العراقيين من الكويت، والامارة تعيش ما اسمته المجلة مصيدة الصناعة الاستهلاكية تبدو في كل مكان، والزائر للكويت خاصة الامريكي يشعر انه في ميامي او هيوستن اكثر من دولة عربية، ففي هذه المنطقة يشاهد الزائر الشباب الكويتي الغني وهو يقود احدث السيارات، فيما تعرف دور السينما آخر فيلم لجيمس بوند مت يوما آخر ، ويتسابق الشباب علي تناول الاكلات الشعبية الجديدة التي تقدمها محلات هارديز وماكدونالدز.
ومع ان محل الاشرطة والتسجيلات الموسيقية الجديدة يعد جماهيره بكل ما هو متاح في سوق الصناعة الموسيقية الا ان الحكومة تقوم برقابة علي الاشرطة التي قد تحتوي علي مظاهر او مشاهد تخل بالقيم الاسلامية. ويعترف مدير المتجر الجديد بالرقابة الا ان برانسون يقول انه لن يسكت عندما نواجه بقوانين ساذجة .
مظاهر الثقافة الامريكية وان وجدت لها مشجعين ومعجبين بين الشباب الا انها ادت لولادة تيار يري فيها خطرا علي كل ما هو اسلامي وعربي، ويقود الحملة النائب وليد الطبطبائي الذي يقود الكتلة الاسلامية والذي يري ان مهمته الاساسية هي حماية الاخلاق العامة. ويقول الطبطبائي ان الكويتيين بعـــد خروج العراقيــــين شاهدوا ظهــور الكثير من التصرفات الغربية ، ويتحدث النائب الكويتي تحديدا عن تهريب الخمــور والمخدرات. كما انتشرت ظاهرة الحفلات الراقصة التي تظهر فيها الفتيات عاريات او شبه عاريات. هذه الدعوات التي ينادي بها حريصون علي هوية البلاد تتناقض بالضرورة مع المظاهر المنتشرة في الشوارع او الاذاعات المحلية التي تقدم آخر ما انتجته صناعة الموسيقي الغربية ولاربع وعشرين ساعة مثل سوبر .
هذه المظاهر الجديدة والمبالغ فيها تترافق مع وجود القوات الامريكية التي اصبح وجودها في الكويت، يثير شك الكويتيين وكان هذا الموقف وراء قيام العديد من الشباب بالهجوم عليهم، مع ان القوات الامريكية محصورة في المعسكرات والقواعد العسكرية.
ويعتقد مراقبون ان السؤال يظل مفتوحا حول وضع الكويت الامن كمكان لتواجد القوات الامريكية وكمركز للاستثمار البريطاني والامريكي، فالعمليات التي قام بها شــــبان وصفتهم السلطات بانهم من اتباع القاعدة تشــــير الي نوع من القلق داخل قطاع من الكويتيين من حجم التأثير الغربي علي بلادهم. وهذا الشعور العام تنكرت له الحكومة حتي الان، حيث اكدت في اكثر من مرة وقوفها لجانب اي قرار امريكي، وتنتشر اليافطات في كل مكان وتحمل شعارات مثل امريكا وحلفاؤها حفظكم الله . بالنسبة لريتشارد برانسون فالكويت بداية لمغامرته التجارية وهو يأمل ان يفتح في يوم ما متجرا في بغداد، كما يقول.