إشتد الجَدَل في الآوِنَة الأخِيرَة حِيَال المَوَافَقَة للمَرأة في قِيَادَة المَركَبَة من عَدَمهَا
مَابَينَ مُؤيِّد وَآخَر مُعَارِض وكلاً مِنهُمَا جَاءَ بِمَا يُؤيِّد مَوقفه وَبِمَا أنِّنِي أقِفُ ..
فِي صَفّ المُؤيدِيْن لَهَا وَبِقِوَّة فَبَاتَ من الضرُورَة المُلِحَّة بِالمُوَافَقَة الفَورِيَّة لَهَا ..
حَتَّى لاتَشعُر بِالنَّقْص عَن نَظِيرَاتُهَا فِي الأوطَان المُجَاوِرَة ..
كَمَايَنبَغِي ألاّ نَتَشَدَّقُ بِذَرَائِع عَفَى عَلَيهَا الدَّهر كَمن يَقُول أنَّ هُنَاكَ شَابَّاً سعُودِيَّا
سَوفَ يُلحِق بِهَا أويَتَحَرَّش بِهَا وَ ( يَتَغَزَّل ) ..
لأنَّنِي وَالحَالُ كَذَلك .. لا أرَى أنَّ يَصِل الأمْرِ بِالشَّاب السعُودِي إلَى هَذِهِ الدَّرَجَة
من الإنْحِطَاط وَقِلَّة الأدَب وَمُصَادَرَة السّلُوك وَإفتِقَاد الحَيَاء العَام؟
هَاهِيَ الفَتَاة ( البَحرَينِيَّة ) تَقُود مَركَبَتهَا وَحِيدَة دُون أن يُرَافِقهَا أحَد فَهَل شَكَت ..
من مُضَايقَات أو تَحَرُّشَات..هَاهِيَ ( الكُوَيْتِيَّة ) تَتَرَجَّل من مَكَانهَا وَتَجُوب الشَّوَارِع
طُولاً بِعَرضاً فَهَل هُنَاكَ من إلتَفَتَ عَلَيْهَا مُجَرَّد إلتِفَاتَة .. أو نَظَرَ إلَيْهَا بِنَظرَة عَابِرَة ..
تَضمِرُ أشيَاء أو مَعَان ِغَير حَضَارِيَّة أوسلُوك سَيِّيء أومَاشَابه؟
قَد يَقُول أحدَكُم وَمَعه الحَق ولكِن ثَقَافَة الشَّاب البَحرَينِي وَالكُوَيتِي تَختَلِفُ عَن ثَقَافَة
الشَّاب السّعُودِي الَّذِي دَائِمَا مَايُوصَف بِالهَمَجِيَّة ألَيْسَ كَذَلك؟
وَحِينَئِذٍ سَنَقُولُ لَهُ أرِح نَفسُك لأنَّنَا وَالحَقُّ يُقَال سَوفَ نُوَاجه مَتَاعِب فِي بِدَايَة السّمَاح
للمَرأة بِقِيَادَة المَركَبَة وَلَكِن بَعد حُقبَة زَمَنِيَّة قَصِيْرَة..سَوفَ يَكُون الأمر عَادِيَّاً جدَّاً !!
بَل أقَل من عَادِيَّاً إسوَة ًبِالهَاتِف الجَوَّال حِينَمَا سُمِحَ بَيعُه فِي السُّوق السّعُودِيَّة الصَّعبَة
الكُل من الرِّجَال أطلَقَ التَّهدِيْد وَالوَعِيد لِزِيجَته وَشَقِيقَته مُحَذِّرَاً إيَّاهَا من ( الجَوَّال )
وَمُذَكِّرَاً إيَّاهَا بِالعَوَاقِب الوَخِيمَة الَّتِي سَوفَ تَنفَجِرُ حَال إمتِلاكهَا لَهُ!!
ولَكِن مَاحَصَل بَعدَ سَنَوَات قَلائِل ..
أن الرَّجُل هُوَ الَّذِي أصبَح يُطَالِب زِيجَته بِإقتِنَاء الهَاتِف الجَوَّال لِمَا لَهُ من أهَمِّيَّة كُبْرَى
فِي تَسيير أمُور الحَيَاة..وَالرَّبط بَينَهُمَا بِشَكِل مُبَاشِر وَإطمِئنَان كُل مُنهُمَا عَلَى الآخَر..
لاسِيمَا فِي الوَقت الَّذِي يَكُون الزَّوج يَعمَل فِي جهَة وَالزِّيْجَة فِي جهَة أخرَى بَعِيْدَة
وَهُنَا ثَمَة سُؤال يُرَاوِدنِي الآن ..
وَأرمِي إلَيكَ أختِي الأستَاذَة ( أتفَهَّمُكَ ) وَبِمَعِيّتُكَ الأستَاذَه القَدِيْرَة (مَملَكَتِي غَيْر)
فَأيّهُمَا أفضَل أن نَسمَح لِشَقِيقَتُنَا بَالرَّكُوب مَعَ سَائِق ( هِنْدِي ) ..
وَرَجُل غَرِيب لاتَحلُّه عَلَيهَا كُل الأدْيَان السَّمَاوِيَّة الحَقَّة وَبِشَكِل يَومِي دُونَ أن يَفصِل
بَينُهُمَا سِوَى مِتْر وَاحِد من وِحدَة الأبعَاد وَالمَسَافَات أو أن نَسمَح لَهَا بِالقِيَادَة وَتَذهَب
وَتَأتِي لِوَحدُهَا بِكُل طَمَأنِينَة وَثِقَة؟
ألَيسَ مَا إجتَمَعَ رَجُل وَإمرَأة .. ألاّ وَكَانَ الشَّيطَانُ ثَالِثهُمَا .. فَأينَ نَحنُ من هَذَا؟
كَم من فَتَاة خَرَجَت من مَنزِل أبِيْهَا ( بِكراً ) وَعَادَت إلَيهِ ( مَفضُوضَة ) البِكَارَة ..
بَل أحيَاناً مَنفُوخَة البَطْن تَجَرُّو أذيَال الفَضِيحَة وَبِخُطَى وَئِيْدَة فِي وَضع يُصعَب بِمَكَان
تَقَبّله أوتَصدِيقُه ألَيسَ هَذَا مُحبِطَاً؟
كَيفَ لَنَا أن نَتَوَخَّى الأمَان أن نَشعُرُ بِالطّمَأنِيْنَة أن نَحسُّ بِالإرتِيَاح وَلَو لِبَعض الوَقْت
وَنَحنُ أنفُسْنَا من وَضَعَ البِنزِين بِمُحَاذَاة النَّار وَبَارَكَ فِيْهِ؟
كَيف لَنَا أن نَطلُب من بُركَان أيسلَنْدا..وَحِمَم أيَافلُوْل بِعَدَم الإنفِجَار وَنَحنُ أنفُسنَا
من أشعَلَ عُود الثِّقَاب وَرَمَاهُ بِجَانِبهُمَا؟
أشيَاء وأشيَاء كَثِيرَة وَخَطِيرَة..بِمَقدُورِنَا أن نَكُون فِي مَأمَن مِنْهَا فِي حَال سَمَحنَا..
للمَرأة بِقِيَادَة المَركَبَة..فَقَط كُل مَاهُو مَطلُوب مِنَّا .. هُوَ أن نُعطِيهَا الثِّقَة المَفقُودَة..
فَهَلاّ مَنَحنَاهَا إيَّاهَا وَإن كَانَ كَذَلك فَمَتَى؟
/
/
إنتـَــر