هلا اخوتي
الموضوع هو عن قصيده كتبتها الاخت باربي
وهي للشاعر فهد الفوزان وقام بغنائها الفنان الشعبي عزازي
لقيت القصيده وحبيت اني انقل لكم احدى الحوارات التي دارت حولها
كتب الصحفي محمد الشهري من جريدة الرياض
===========
تقول الممثلة القديرة مديحة يسري ان نسبة الجريمة في المجتمع كانت اقل بكثير عندما كانت السينما الرومانسية في أوجها خلال عدة عقود مضت، وهذا يشير الى فعل الفن التحريضي على الجوانب السلوكية للمتلقي سلباً او ايجاباً، وهو ما نلمسه ببساطة من نوعية الفن الذي يتعاطاه أي منا واتجاهاته ومحتواه الفكري والوجداني.
والفنان الواعي يحرص على أن يكون اثره على متلقيه ايجابياً، والفنان الحقيقي داعي سلام ورسول محبة، يدرك ان دوره يتمثل في مخاطبة وجدان الجمهور برقي وحساسية لأن عطاءه بشكل او بآخر يترك وقعه في هذا الجمهور وينعكس في حالات عديدة على الممارسات والظواهر السلوكية.
ما دفعني لوضع هذه المقدمة مطرب شعبي له قاعدة جماهيرية في أوساط شريحة كبيرة من الشباب. هذا المطرب ضمّن آخر أشرطته بكائية صارخة تخطت بفجاجتها كل خطوط المعقول.. ولكم أن تتخيلوا أن يصل الحال بمحب غدرته حبيبته إلى ردة فعل كهذه:
ليتك تموت اليوم وارتاح أنا منك
ويرتاح قلب بالخيانة طعنته..!!!!
والأدهى من هذا أن تمرر اغنية بهذا المحتوى دون حسيب أو رقيب، وتطرح في اصدار رسمي عبر شركة انتاج فني..! ليتصاعد سؤال متبوع بعدد لا منته من علامات الاستفهام والتعجب: أين دور رقابة المصنفات الفنية بوزارة الإعلام، وكيف تم فسح أغنية كهذه؟!!
ويستطرد هذا الفنان في سرد صور الانتقام لدرجة انه يتمنى قتل هذه المحبوبة الخائنة:
ليتك قبل ما تموت بصدرك أطعنك..!
وأصيح بأعلى صوت حقي أخذته
يلعنك قلبي والاحاسيس تلعنك..!!
ويلعنك دمعٍ صافي لك نثرته..!!
في تقديري أن مشكلة فكرية أو وجدانية يعاني منها فنان يُقدم على غناء هكذا كلمات.
في حوار مع المطرب العراقي مهند محسن سألته عن غنائه (أنا شمتان فيك والله) فقال ان الشعور بالشماتة موجود وانه لم يخترع شيئاً من عنده، لكن الفكرة أعجبته لأنها جديدة ويمر بها الكثيرون في تجارب عاطفية، وقلت له حينها ان دور الفنان ليس التقاط الواقع كما هو كما يظن البعض وإلا فإن أقذع عبارات السباب والشتائم الشوارعية قابلة للغناء أو تضمينها الحوارات في الأعمال الدرامية، وبالمثل من نفس المنطلق يمكن عرض المشاهد الاباحية والعري في الأفلام والأغاني المصورة دون الحاجة لمقص الرقيب أو المنع، لكن دور الفنان - ككائن مسؤول له رسالته - أن يقدم صيغاً مهذبة من الواقع تساهم في الارتقاء بفكر المتلقي والسمو بوجدانه ومعالجة علاقاته الانسانية، وامتاعه والتخفيف من معاناته بدلاً من تعميقها بالتحريض على ردود فعل ثائرة وخاطئة.
هذه ليست المرة الأولى التي أتطرق فيها للكلمة المغناة من هذه الزاوية ولن تكون الأخيرة طالما نحن نصدم بأغنيات على شاكلة (ليتك تموت اليوم وارتاح أنا منك) تكشف افتقار غالبية الفنانين للوعي بدورهم الاجتماعي ان تبقى لهم دور يمكن احترامه.