بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيد المرسلين
بالامس جلسة امام التلفاز بعد عودتي من العمل التي كانت متأخرة
بسبب مروري لتعزية احد الاصدقاء في موت اخيه اثر حادث اليم اودى بحياته ويالكثرة مانعاني من هذه الحرب الباردة فلا يوجد
شعب يموت منه العشرات في الحوادث في كل شهرمثل الليبين ولو حدثتكم بكل حادث في حينه لستغربتم اشد الاستغراب لهذا الامر العجيب فاشباب عندنا يموتون بالجملة وهذا امر يطول الحديث فيه المهم حاولت تقليب اللقنوات بحثا عن قنات الجزيرة لاعرف مستجدات الاحداث في القدس الشريف وخالطني شعور تجاه هذا الجهاز
ياله من جهاز ناطق عجيب لايميز بين السرور والحزن والافراح والاتراح يحدثك كلما جلست امامه ورغبت في ذلكوبأي لغة تريد وبأي حالة تريد لا يخلو منه بيت تجتمع الاسرة امامه في صمت عندما يتحدث وحتى اذا تحدث احد امر بالسكوت وتضايق منه الجميع والكل يبحث عن الآخر لخبره بأن الوقت قد حان وعلينا أن نتجهز ونعد انفسنا للاستماع اليه البعض يعد الشاي والآخر القهوة والباقي يختار المكان المناسب للجلوس قبالته بالتمام فلا يريد الانحراف عنه فهل هذا خير ام شر هل الجلوس امام من يحدثك عن مائة جريح في القدس وما يفعل بالفلسطنيين وغيرهم ويحدثك في نفس الوقت عن آخر افلام هوليود وآخر الاغاني والموسيقى الصاخبة والراقصات وعارضات الازياء ومن مثل هذا كثير
اذا حدثك بذلك انسان فلا شك انك ستقول انسان مريض بلا مشاعر ولا احساس ولا انتماء ولكن الذي يحدثك ليس انسان انه تطور الحياة انه الجهاز الوفي الطيب الذي لا يخبراحد عن اسرارك وما اخبرك به وشاهدته فيه اخر الليل والناس نيام او عن فلسطين والشهداء فهوا لا يمل حتى تمل انت فكل اوامرك مطاعة اما عن حواسه ومايشعر به فلا توجد لايحس بالالم ولا بالفرح ولا يهتم للخبيث ولا الطيب ولا يميز بين ان يقول القدس الشريف او ان يقول اورشاليم
ورغم انه لا يملك احساس البشر الا انه جليس طيب وبأمكانك الانسجام معه ولكن عليك الحرص فهو يلقن تلقين وعليك ان تصفي وتختار من كلامه ماينفعك وينفع وينفع اهلك
تقبلوا تقديري وهذياني
العرض الشجري
