السلام عليكم
تعود الإنسان على حب التجديد دائما و الملل مما هو بين يديه فتراه يغير دابته بعدما مل طول البقاء معها و تراه يغير ثوبه و يغير منزله و يجدد الأثاث فيه أو يعيد ترتيبه و قد يبيعه بالكيلة و يشتري غيره و يجدد المكان الذي هو فيه فترى الحاجة إلى السفر أو النزهة و هكذا هو الحال مع معظم الناس و لا غرابة في ذلك و لكن الغريب في الأمر أن التجديد يمس كل شئ في أمورنا الدنيوية و يتغاضى عن التجديد لأمور الآخرة فتجد معظمهم يبقى على ما هو عليه من حال ضعف أو قسوة قلب و بلادة حس و فتور همه و انهماك في معاص كثيرة و لا يمل من طول الفترة على تلك الحال من دون تجديد و هكذا يكون أمر الفلاح و الخيبة في الدنيا و الآخرة و ذلك في قوله الكريم:
قد افلح من زكاها و قد خاب من دساها .
فربط أمر الفلاح بأمر التجديد لهذه النفس و الاترقاء بها دوما , و رفض البقاء على حال واحدة و جعل الخيبة و الخسارة لمن ترك نفسه و تتوغل بالمعاصي دون أن ينتشلها من ذلك العفن.
الشيخ /عبد الحميد البلالي
العرض الشجري
