فأنا أقول ( هَلاّ زَرَعنَا الحُب )؟
ان ما ذَكَرتِيهِ بعاليه هو زرع (الحُب) وسقيه والعناية به
والمحافظة عليه لتلك القلوب العطشَى والأرواح الظَّمأى
التي هي بحاجة لحديقة خضراء غنَّاء بداخلها ..
تطلِّق تلك الأجواء الحارة الجافة من قِلَّة المَشَاعِر الجميلة
المحرومة منها ..
وغير المتوفرة لها..لتجعل من تلك القلوب واحة خضراء
تشعر ببرودة رذاذها المنعش المريح للأعصَاب !!
كما لو كنتِ قريبَة..من شلاَّل كبير متدفق بغزارة ..
من جبل عالٍ ..
ترفعِي رأسُكِ عالياً لتُحدقِي فيه ..
ولا تريدِي ان تنزلِي نظركِ عنه ..
وأنتِ تتأملي عظمة الخالق عز وجل في بديع مخلوقاته
وعجائب صنعه ..
نعم ذلك(الحُب)الذِي تتحدثِي عنه ليسَ وحياً من خيال
ليسَ صعب المنال .. بل يمكن ان يتحقق بأشكال ..
وصور كثيرة .. أنتِ ادرى منِّي بِهَا ..
ويكفي ان تري الإبتسامة ماثِلَة على شفاة الآخرين
والسَّعادة ترفرف عليهم بسببكِ .. لتعرفِي انكِ زرعتِ
بداخلهم ( حُب ) جَمِيل ..
( حُب ) يتجدد كل يوم .. ويتفتَّح كل لحظة ..
ويتَألَّق حينما يشعُر بك بجانبه .. تدعميه وتراعيه ..
وتأخذي بيده الى عوالم أخرى داخل الحياة ..
لم تُفتَح عينيهِ عليه بعد..وأنتِ بزرعُكِ لذلك (الحُب)
في نفوس الآخرين لا شك تساهمي في توسيع رُقعَة ..
وكمية ( الحُب ) للآخرين ..
ممن لا تعرفيهم لأن كل من أحسّ بقيمة وطعم وجمال
هذا (الحُب) سوف يُسَاهِم بزرعه في قلوب الآخرين
سِوَاء بشكل أو بآخر!!
وقد يكون هناك بعض الأشخاص الأنانيين ..
مِمَن يودُّو الإستئثار بذلك (الحُب)الجَمِيل لهم وحدهم
ولكن صدقني أستاذَه ( عَبِيْر ) هم لا يستطيعون ذلك
هَذَا لأن الإنسان حينما يكون سعيداً ..
لا يستطيع يُخفِي سعادته أو ان يمنعها ان تَصِل لِغَيره
لأن مجرد ابتسَامَته الصَّادِقَة الحِلوَة سَوفَ تبث الأمل
في الآخرين وتريحهم نفسياً ..
وهنا تبدأ جولة أخرى من زراعة ( الحُب ) للآخرين
فهلاً زرعنا ( الحُب ) بداخلنا وداخل قلوب الآخرين؟
وإن كَانَ كَذَلك فَمَتى؟
/
/
إنتـَــر
صدقني ..
لا أستطيع أن أخفي مشاعري ..
وأنا معك..
وأنا أستمع إليك ..
بكل جُزء فيني؟
/
/
بل حتى وأنا أسمع عنك ..
من غيري ..
مِمَن هم حولي ..
لا أستطيع أن أخفي فرحتي بك ..
أن أخفي غيرتي عليك ..
أن أداري حرجي من غيري؟
/
/
فكم حاولت أن أقنع نفسي ..
بأن ما يحدث لي ..
معك وبسببك ..
هو شيء عادي ..
يمرُّ بسلام ..
كغيره من الأمور ..
كم حاولت وحاولت ..
ولكنني عبثاً حاولت؟
/
/
نعم ..
لا ..
لا أستطيع ..
أن أخدع نفسي ..
لا أستطيع أن أوهمها ..
بأنك نزوة عابرة ..
أتت في وقت ضائع ..
ولابد أن تزول ..
أو مجرد ورقة مُتداعِية ..
لا تلبث أن تسقط ..
مع أول هبَّة ريح!!!
/
/
لا أستطيع أن أقول لقلبي ..
بأنك محطة إستراحة ..
قابلتها في مُنتصَف الطَّريق ..
وسوف أغادرها بعد حين ..
حينما أتزوّد منها بالراحة؟
/
/
أبداً ..
فلا أنت هذا ؟
ولا أنت ذاك ؟
أنت أكبر من ذلك بكثير؟
.