استخدم المفتشون الدوليون لنزع الاسلحة الثلاثاء وللمرة الاولى مروحيات في مهمات التفتيش التي يقومون بها في العراق بينما اعلنت واشنطن تعبئة قصوى كبرى لعشرين الف احتياطي تحسبا لشن حرب على النظام العراقي.
واعتبر الرئيس الاميركي جورج بوش ان موقف العراق "غير مشجع" بالنسبة لكل الذين يريدون حل الازمة مع هذا البلد بطريقة سلمية مؤكدا ان "من واجب العراق نزع سلاحه" بعد تصريحات الرئيس العراقي صدام حسين الذي اتهم فيها المفتشين بالتجسس.
من جهتها نددت الصحف العراقية الثلاثاء بالادارة الاميركية التي وصفتها بانها "شريرة" واعتبرت الرئيس الاميركي جورج بوش بانه "مجرم وكذاب ومتهور" يسعى الى شن حرب عالمية ثالثة.
وقالت صحيفة "العراق" ان المسؤولين في النظام الاميركي "وعلى راسهم المجرم بوش ليسوا سوى قارعي طبول الحرب واقزام ممتلئين بالحقد وعقد معاداة الانسانية فبوش صورة مشوهة لاسوا كذاب ومرتش وغارق في فضائح الشركات النفطية".
اما صحيفة "الثورة" فاعتبرت التصريحات التي ادلى بها الرئيس الاميركي واتهم العراق بانه يهدد الولايات المتحدة بانها "اخر البالونات الكاذبة". وقالت ان "بوش ادعى دون خجل بان العراق يهدد الولايات المتحدة اما كيف فلم يدرك له تفسيرا يقنع به الاخرين الذين اصابتهم الدهشة والعجب على ما تفوه به رئيس البيت الابيض".
وميدانيا استقل الخبراء الدوليون للمرة الاولى منذ بداية عمليات التفتيش في 27 تشرين الثاني/نوفمبر ثلاث مروحيات وتوجهوا الى مصنع للفوسفات قرب مدينة القائم على بعد حوالى 400 كلم غرب العاصمة بغداد قرب الحدود مع سوريا. ورافقت مروحيات الامم المتحدة مروحيتان عراقيتان. ويملك المفتشون على حد قول الناطق باسمهم هيرو يواكي ست مروحيات ستستخدم لنقل المفتشين بصورة اسرع من سلوك طريق البر ولمراقبة منشآت ومواقع عراقية.
حاملة الطائرات البريطانية "آرك رويال" (ارشيف اف ب ) جيري بيني
في واشنطن اعلنت وزارة الدفاع (البنتاغون) الاثنين عن اول تعبئة كبرى لجنود الاحتياط الذين يناهز عددهم 20 الف رجل قد يدعى بعضهم للخدمة في الخليج. وقال متحدث باسم جنود الاحتياط ان حوالى 20 الف احتياطي وعناصر الحرس الوطني تلقوا الامر بالاستعداد للانتشار في الايام الثلاثين المقبلة. وغادرت مجموعة هجومية برمائية تضم 2200 من المارينز وسفينة-مستشفى من الف سرير الولايات المتحدة الاثنين في طريقها الى الخليج.
من جهة اخرى امر البيت الابيض حاملة الطائرات ابراهام لنكولن كبرى حاملات الطائرات الاميركية بعدم العودة الى الولايات المتحدة في وقت تزداد فيه التكهنات بمشاركة السفينة في حرب محتملة ضد العراق.
ويرى المحللون ان القسم الاكبر من القوات الاميركية المرسلة الى الخليج سيكون في وضع عملاني قبل بداية شباط/فبراير حيث تصبح الظروف الجوية مناسبة لهجوم محتمل على العراق اذا اصدر الرئيس جورج بوش اوامره باستخدام القوة.
واعلن مسؤول في وزارة الدفاع الاميركية ان ابرز اهداف الاستراتيجية الاميركية سيكون اسقاط النظام العراقي قبل ان يتمكن من التحصن في المدن حيث يمكن لحرب المدن ان توقع خسائر كبيرة في الجانبين.
وحذر الزعيم الكردي العراقي جلال طالباني رئيس حزب الاتحاد الوطني الكردستاني (معارضة) قائلا "ان المسؤولين الاميركيين قرروا تغيير النظام العراقي واذا لم يغادر صدام السلطة فان الهجوم سيقع".
ومن المتوقع ان يوجه رئيس الوزراء البريطاني توني بلير كلمة في وقت لاحق الثلاثاء لحوالي 150 سفيرا ودبلوماسيا بريطانيا يجتمعون استثنائيا في لندن ليقول انه "ان لم يتخذ العالم موقفا بشان موضوع اسلحة الدمار الشامل فسناسف بمرارة على نتائج ضعفنا". واعلنت وزارة الدفاع البريطانية ان مجموعة بحرية تضم اكبر حاملات الطائرات البريطانية "آرك رويال" ستغادر الى الخليج السبت.
وبحسب الصحافة البريطانية الصادرة في نهاية الاسبوع فان وزير الدفاع جيف هون سيعلن امام البرلمان وربما اعتبارا من الثلاثاء عن تعبئة حوالي سبعة الاف احتياطي ونشر اكثر من عشرين الف جندي في الخليج.
منقول
العرض العادي
