أما قبل :
الإستسلام مرض العصر ينهش آمال الغد ويدمي بطموحات الفرد
إلى حيث الفشل طريق ولخيبة الأمل معلم وبريق يجعل اللسان يتلعثم هذا وما خفي أعظم ..
لن أروي قصة خرافية أو رواية سمعتها من قريب أو حتى من بعيد بل كانت من مستشفى ذاتي حيث إيماني كان الطبيب وآمالي لن تخيب كيف
لا ولنا ربٌ يجيب ..
أما بعد :
هذه حكايتي مع مرضي الذي أكتشف بي منذ زمن قريب لم يكتشفه الأطباء بل كانت مؤشرات نجاحاتي تهوي نزولاً على غير عادتها فكانت
هي الدليل على بزوغ نجم المرض لدي ..
بعد تلاشي الزائرين وخروج كل الأنفس من غرفتي بقي الاستسلام جالساً بقربي يروي كيف أُجبر على نهشي لم يكن دخيل العنوه بل أنا من
سمحت له بالتجول في جسدي ليقبع على عرش مملكتي ويلعن سقوط دولة النجاح وبداية عصرٍ جديد لمملكة الفشل الغير مبالية بحال سكانها ..
تجادلنا أطراف الحديث تهامسنا كما العشاق رويت له حالي قبل إستعماره شكوت ألمي من ذاتي المتعبة وذهاب ملامح الأمل على تقاسيم وجه
حياتي أقنعته أنه لا جدوى من عقد الصداقة معي فأنا لا أريده أبداً كيف يقبع في جسدٍ لا يريده بل يوم خروجه هو يومُ عرسي حيث تتراقص
الكريات ويعيد الدم الأمل لكل الأعضاء وتحلق أنفاسي نحو الشموخ الذي فقدته منذ استعماره..
محاولات ومحاولات ومحاولات
كهذا بدت لي وبهذا أسمتيها محاولات والنتيجة مضمونه بقاء المرض في ذاتي ومقاومته جيوش أنفاسي المنهكة حيث أنني لم أحقن بدواء ولم
أعطى شراب المقاومة بل كان الحل خروج المرض أو إنتهاء عدد أيامي ..
قررت بإيماني وبحضور الأنفاس أن أجهاد المرض وأقلب الهم هِمه فالهِمه عند العظماء إبتلاء لأن النجاح والإنتصار يتطلب الصبر والكفاح
والنضال فأنا لم أولد وأنا أزحف لأن ذاك لا يستطيع الطيران بل ولدت بفطره ترفض الإستسلام وتقاوم إستعمار الذات من كل من تسول نفسه
الحد من نجاح الفرد ..
المتفرج على حاله وهي تهوي أمامه لا يلد إلا الأمنيات والأحلام حيث يفرح بما يراه لا ما صنعته يداه فقوت القلوب هي موائد من العزائم
السامية التي تنبع من الشريعة الإسلامية ..
الحياة ستسير ولن تنتظر قافلتها الخاملين المستسلمين لأمراض الذات لأن مقاعدها محجوزة لمن زين ذاته بالهِمه فالمستسلمين أحياء لكن في عالم
الأموات يأكلون ويشربون في دنيا المقابر ..
أكسر زجاجة الإستسلام فلن تعود أبداً مثلما كسر بقراط الطبيب زجاجة حزنه فالأمر المحزن قد فرغ منه وأعلم أن للمرض شفاء وللعلة دواء
وللشدة رخاء وبعد الضراء سراء فدواء الإستسلام الهِمه العالية ..
فالليل الغاشي عليه العتمه بعده صبح سافر والجوع إثره شبع والمرض يعقبه شفاء فلا تتعجب إن طال مرضك وتكدست ألامك وتحطمت
أحلامك فأنت السبب في ذلك لأنك أصغيت لصدى الإستسلام فطالت الآلام ..
.
.
.
.
تمسك بالقران والسنة ستجد دواءاً لكل داء
" وصفة من صيدلية حياتي "