سنكبر حتى نصبح اطفالاً
الإنسان هو اللبنه الأساسيه لبناء المجتمع وتكوين الأمّة.. بدونه لن تعّمر الأرض ولن تكون للحياة أي قيمة تذكر.. الإنسان هو الركيزة الأساسية لدوران عجلة التقدم نحو بناء حضارة علمية واقتصادية وفكرية في كل بلاد العالم.. والطفل هو البذرة الأولى لنشوء إنسان هذه الأرض.. هو الذي يجب أن يحظى بالرعايا الكاملة على كافة المستويات العلمية والفكرية والاجتماعية، فعلى المستوى العلمي يجب أن توجه جميع الكوادر البارزة والمؤهلة بأعلى تأهيل علمي نحو بناء الطفل منهجياً من خلال المدارس والتحصيل العلمي الابتدائي والمتوسط وبما أن)) العلم في الصغر كالنقش في الحجر(( فهم بحاجة ماسة أن ننقش في أذهانهم كل مقومات البناء العلمي السليم.. بل يجب أن نحاول من خلال توظيف هذه الكفاءات المؤهلة لصالحهم بناءهم من خلال النشاط اللا منهجي لتنمية قدراتهم ومواهبهم نحو إعمال الذهن في كل ما من شأنه تنشيط بذرة الذكاء في عقولهم الصغيرة .
وها هو مركز الملك عبد العزيز ورجاله للموهوبين يعلن رعايته لأبناء هذا الوطن في عهد خادم الحرمين الشريفين – حفظه الله- وبرعاية ولي عهده الأمين – حفظه الله – ومباركة سمو النائب الثاني – حفظه الله – تأكيداً لما تتمتع به هذه البلاد من رعاية ونهضة وتقدم لبناء جيل فعّال يخدم أمته.
وعلى المستوى الاجتماعي يأتي دور الأسرة التي لاتنفك بأي حال من الأحوال عن المدرسة في غرس بذور القيم والعادات والتقاليد الحميدة في نفوسهم، حتى تتهذب بكل ما يتوافق مع معتقداتنا وعاداتنا وتقاليدنا كمجتمع مسلم، ويأتي الدور الأهم الذي تتكامل فيه الأسرة مع المدرسة في تربيتهم تربية وطنية صادقة، تزرع في عقولهم حب الانتماء والولاء لدينهم ثم لمليكهم ووطنهم حتى نتمكن من إنشاء جيل فاضل تجني أمته حصاد ما غرسته في عقله وقلبه عندما كان صغيراً وما أمليه منه عندما كبر وأصبح لبنة أساسية من لبنات البناء الفعال في وطنه وأمته…
أما على المستوى الفكري فيأتي دور الأدباء والشعراء في توجيه عقلية الطفل نحو سمو روحي وفكري عظيم من خلال تقديم أدب وثقافة تتعامل مع خصوصية الطفل بشكل بناء وسليم لا يتعالى على مقدرته العقلية بأي شكل من الأشكال، نحن بحاجة فعلية إلى تغطية هذا الجانب الذي يعاني من نقص كبير في مجتمعاتنا العربية… نحن بحاجة الى أن نوجه أدبنا العربي نحو الطفل وذلك بمحاولة تكثيف الجهود نحو توظيف كل ما نملكه من فكر بإتجاه الطفل .. نحن بحاجة ماسة إلى أن نعرف كيف يمكن للأديب أو الشاعر أن ينزل بلغته الى مستوى الطفل والتعامل معه.. كل ما نحتاجه هو لغة بسيطة توظف من خلالها أفكار عظيمة ذات مضامين تتعامل مع براءة الطفل وطفولته المتعطشة لتلقي كل شيء خصوصاً إذا ما شعر أن الأعمال المقدمة على المستوى الأدبي والإعلامي موجهة نحو عقله هو بالذات.. وكلنا نعلم مدى انجذاب الطفل نحو المادة العلمية الموجهة إليه.. نحن بحاجة ماسة الى تصميم أعمال كرتونية مثلاً موجهة الى الطفل العري عموماً والطفل الخليجي خصوصاً، نخدم من خلالها مضاميننا الدينية والاجتماعية والفكرية والعلمية على حد سواء.. نحن بحاجة الى أن يتكاتف الأديب والشاعر مثلاً لتصميم عمل مسرحي يتضمن أناشيد موجهة بلغتها نحو الطفل بصورة تجذبه نحوها في ذات الوقت الذي تخدم المضامين التي نريد تلقينه إياها .. فنحن من خلال هذه المضامين نستطيع غرسها في نفوسهم.. فهل يستجيب لهذا النداء كل شعراء الساحة الأدبية الفصحى وشعراء الساحة الشعبية والفنان العربي والخليجي وكاتب القصة العربي ويتذكرون بأن هناك طفلاً منسياً بأمس الحاجة إليهم..هل هناك مانعَ من أن نكبر بأدبنا وفكرنا وفنّنا لنصبح أطفالاً نجيد التعامل مع أبنائنا بلغتهم التي يفهمونها ..
اتمنى ابداء رأيكم حول الموضوع وشكرا
أخوكم الوافي1*4 *4
العرض الشجري
