المجتمع ، وتقبل الرأي الآخر
لم نعتد تقبل سماع الرأي الآخر ، وخصوصاً عندما يتعارض مع قناعاتنا الموروثة !!
نعم هذه حقيقة ..
طرح أحد الأعضاء " أو ربما للأمتثال فقط " مواضيع تخالف قناعاتنا ، فكانت ردة الفعل عنيفة غريبة ، فبعضهم صارَخ وبعضهم ولوَل ، وبطريقة ساذجة تجسد عقلية رجل الشارع البسيط ، الذي لا يعرف شيئاً عن الفلسفة أو الفكر الحر ،، بل ولا يتقبل شيئاً لا يتوافق وقناعاته ..
فهل يريد هؤلاء أن نبقى نسخاً متشابهة بالية تجترها سنوات التاريخ بطولها ؟؟؟
حقيقة أنا لا ألوم هؤلاء !!
فهم نتاج التربية التي لا تسقينا إلا رأياً واحداً ،، ويجب أن لا نحيد عنه ..
نحن غذينا في تربيتنا على آراء متشنجة ، بدءاً من دراستنا والتي حقنوا عقولنا بتفسيرات مجحفة لبعض الأمور ولا داعي لذكرها الآن لكي لانجترف خلف تلك المتاهات ..
المسألة معقدة جداً ..
فعدم تقبل الرأي الآخر في مجتمعنا ، شيء طبيعي بسبب طريقة التفكير التي يدار بها المجتمع ، والذي ينمي التطرف ونبذ الآخر بقوة ..
والمشكلة تكمن في مسألتين مهمتين " طبعاً برأيي المتواضع " ..
الأولى ..
وهي حقن العداوة والإنتقاص لمن يتبنى فكراً يخالف فكرك ، وهذا واضح جلي في المجتمع ، فالدهماء من الناس ينفرون بل وينتقصون دين من إختلف معهم في أشياء بسيطة ..
ولكن ماذا تقول أمام مجتمع لا يعرف إلا لوناً واحداً ، ورأياً واحداً ، ورجالاً لا يخطئون ، ولا يأتيهم الباطل بين أيديهم ولا من خلفهم !!
الثانية ..
أن تربية الرأي الواحد ، والتي يشعرونك معها، أنهم أعطوك الحقيقة المطلقة ، التي لا يتسرب إليها الخطأ أو الشك ، وذلك بعدم إطلاعك على الرأي الآخر ، أو تعريفه لك ولو بشيء بسيط ، جعلك تجهل أن هناك آراءً أخرى ، حتى أن بعضهم يعتقد أن ما جئت به شيئا جديداً ، بينما هو رأي له أساسياته وأصوله ..
تحيتي للعقول الهادئة ..