السلام عليكم إخواني أخواتي عمالقة الود الغالي
تحية طيبة من القلب لكم جميعاً من صغيركم لكبيركم
موضوعي هذا كتبته وأنا أسامر البحر وأحدثه عن ظلم البشر يوم ضاع الضمير
حينما غدت لغة المال هي اللغة السائدة بين البشر
فأجابني بصمت رهيب رافقتها زمجرة خرجت من بين أمواجه آآآه يا ولدي
أفرغ ما بداخلك فأنا من يحفظ سرك
صوت فتاة تجهش بالبكاء هكذا ابتداء صباحي وأنا أغلق خلفي باب منزلي كان هذا النحيب صادراً من المنزل المجاور لمنزلي وسرعان ما قادني فضولي المضطرم للتقصي عن سبب النحيب أسرعت وطرقت بابهم وأنا أتوجس خيفةً من سماع نباء موت أحداً ما ...
فتح الباب ووقعت عيناي على ليلى المنتحبة وبلمحة خاطفة شاهدت وجوه كل من حولها متهكمة مقتضبة , نظرت الى أخيها الذي فتح لي وتجشمت عناء السؤال بكوني جار لا أكثر , وقبل أن أنبسُ الفاهَ قال لي : ليلى طلقت , طلقت وهي لم تذق من سعادة الزواج غير إسبوعين كانا قبل أن يسافر زوجها , طلقت وهي في الشهر الأول من حملها .
فقلت ما فرض عليكم سؤالي أما من سبب للطلاق ...... رفعت رأسها وبعيون مشوشة مطردة أجابت بصوتها الغائب المخنوق لأنه لا يريد الحمل ولا يريدني
لقد ابتاعني ولايريد الإستمرار في الزواج ...... لا يريد ...... لا يريد
وعادت وانكفأت على نفسها ولاذت بالصمت هي ومن حولها , كان صمتاً خليساً مطبقاً مركباً من آلاف الصيحات البعيدة جداً أو من هذه الأعماق داخلنا التي لا يمكن أن نسمعها , زاولني الضيق فاستأذنت دون أي تعقيب على ما سمعته وتركتهم لحزنهم وألف سؤال يراودني , هل يعقل ؟؟
ليلى ذات التسعة عشر ربيعاً المزدانة بالأدب والجمال والتي رقصت عيونها فرحاً يوم زفافها تطلق بعد شهرين من الزواج وهي حامل .
ترى أي ضمير وأيةُ انسانية تلك التي تقترف ظلماً وتجترح مأساة بحق فتاة لم ترد ولم تحلم بأكثر من حياة زوجية تسودها السعادة والحبور والراحة تنعم فيها بوسائل عيش وثيرة .
يلتحف داخلي ضيقاً مفرط من أجل هؤلاء الفتيات اللاتي يتزوجن أو يزوجهن أهلهن من أصحاب الأموال والثراء واهمين بزيجات ميتافيزيقية مترفة .
تُرى ضحية من كانت هذه الفتاة البائسة الحظ ومن الذي أجرم بحقها هل هو والدها الذي منعته نرجسيته بالتفكير لأبعد من رهطٍ من الهدايا الباهظة والمهر الكبير الذي ينظرون إليه وهو بين أيديهم لشبق , متناسين كل ما نسمعه وغدا مجتمعنا يعلم به أن تلك الزيجات بالنسبة لأولئك الناس هي لتزجيه وقتهم لا أكثر , أم أنها ضحية هذا الرجل أتى ووضع يده بيد والدها طالباً الزواج على سنة الله ورسوله ماحياً من ذاكرته إن الله سبحانة .. أسمى الزواج (( بالميثاق الغليظ)) لكثرة المعايير السامية التي يحملها وأن في تحمل وفك تلك المعايير غلظةً فأبغض الحلال عند الله الطلاق
ولم يكن من سفاسف الأمور , فأي أيديولوجية تلك التي لديهم والتي تجعلهم يتزوجون لفترة قصيرة لقضاء نشوتهم وعند أول مهاترة بينهم وبين الزوجة يتم الطلاق منهم ومن دون مهاترة أو سبب..
مثل ليلى التي وضع زوجها النهاية لحياتهما سوياً فقط لأنه قرر ومن دون أي إعتبارات لأحد أو لأي شئ أنه حان الوقت لإنهاء هذا الزواج مع عدم المبالاة لذاك الطفل الذي في أحشائها .
فما الذي يمنع أن تبقى هذه الزوجة معه وأن يأتي هذا الطفل ليحيى بين والديه خصوصاً أن المقدرة المادية متوفرة !
وما الذي يجعلهم يعتقدون أنهم يأتون إلى سوق النخاسة يبتاعون أي فتاة بمالهم ومن ثم يرومنها وكأنها شئ فقد صلاحيته بعد أن سلبوا عذريتها وذاقوا حلاوتها ..
فويلاً لهم ولظلمهم ومَحيَِهُمْ لشعائر الله ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم
ففي صباح اليوم التالي صحوت فزعاً على صوت الصرخات والبكاء المرعب
فــ تعلثمت بكل ما كان أمامي وأنا مسرع لأفتح الباب وخرجت مرتجفاً جاحظ العينين وأنا أرى أمامي جثمان ليلى يخرج في نعشه من باب منزلها .
وبحركات لا إرادية أُمسِك كل شخص من ذويها وأهزه صارخاً
كيف؟؟ ومتى؟؟
وأتاني صوت والدتها إنتحرت ليلى يا ولدي رحلت فلذة كبدي فانطفأ برحيلها نور عيوني يا أنس
ليقع الخبر كفاجعة تهد وتشل أطرافي حزناً على تلك الطفلة البريئة التي حكم عليها
حزنها وتعاستها بأن تختار بيدها الموت ليكون نهاية ً لمصيرها فما كان فعلها إلا فجيعة ً لقلوب ذويها الذين وقفوا يلوحون بأيدي مرتجفة ودموعاً تقتل عين ناظرها فما حَيـَتْ بينهم سوى سنوات قليلة.
خطفها ذاك الظالم الغير مكترث لمصيرها وهو من عاشرها تحت ستار زواج
تليت عليه أيات الله عز وجل وهو الآن يجعل تلك الآيات تتلى على تشييع ودفن جثمانها المقهور
مرت أياماً وشهوراً وبين الفَيْنَةْ والأخرى أتذكر تلك الحادثة المروعة ..
واليوم وأنا عائداً إلى منزلي وإذا بزفاف ٍ مبهجِ ٍ للناظرين في البناء المجاور
فتسارعت خطواتي لأعلم زفاف من...
ترنو عيوني على فتاة في مقتبل العمر تمسك بيد عريسها المقارب عمره لعمر والدها وقد بدت عليه وعلى مراسم زفافهم مظاهر الترف فعلمت أنها فتاةٌ أخرى
بيعت لصاحب مالا ً وثروة , فضحكت ضحكة ترافقها دمعة خفية على تلك الغشاوة التي غطت عيون ذويها وهي غشاوة المال وحزنت بداخلي على تلك الفتاة المجهول
مصيرها مع من إختار أن يشتريها لا من يحبها
فهل ياترى ستُكْتَبُ نهايتها كما بدأت قصتي ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أخوكم الصغير انـــــــــــــس
بقلم أنـــــــــــــــس