جددوا لدينِكُم عزَّتـَهُ المفقودة
الحمدُ للهِ ربَّ العالمينَ, الناصرِ مِن قِلـَّةٍ, والمُعزِّ مِن ذلة .
ثم الحمدُ للهِ القائل ِ: (وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ {105} ) التوبة .
وبعدُ أيُّها الناس:
أتـُحبونَ أن يَغفرَ اللهُ لكُم؟
ويُغيرَ ما بكُم ؟
فيُذهِبَ عنكُم الحَزَنَ،
ويَرفعَ عنكُم ما تكرهُون،
ويَأتِيكُم بما تـُحبون،
إن جـِمَاعَ ذلكَ كلـِّهِ في أمرٍ واحدٍ، بهِ تـَلحَقونَ بسِلـَفِكُمُ الصالح ِمعَ النبيينَ والصديقينَ والشهداءِ والصالحينَ، وحسُنَ أولئكَ رفيقا.
أيها الناس:
جددوا لدينِكُم عزَّتـَهُ المفقودة َ،
وأظهرُوهُ على الدين ِكلـِّهِ،
بإقامةِ دولتِكُم،
ونصبِ خليفتِكُم,
هذا الفرضُ الذي تقامُ بهِ الفروضُ
وهوَ الذي يُرضِي عنكُمُ المَعبودَ،
ويَكسِرُ عنكُمُ القيودَ،
فبهِ تكونوا جماعة ً,
وتعودونَ سادة ً،
دولتـُكُم أولى،
ويَدُكُم طولى،
عِرضُكُم مَوفور،
ورِزقـُكُم تحتَ ظلِّ رِماحِكُم،
كونوا جَمرة ًلا قصعة ً،
كونوا السيلَ ولا تكونوا الغـُثاء،
كفاكُم عُقوقاً لأمِّكُمُ الخلافة َ،
فأنتـُم أحوجُ إليها منها إليكُم،
آن لكُم أن تعقِلـُوا هذا، وتعمَلوا لهَا مَعَ العاملين.
اللهمَّ اهدِ أمة َالإسلام ِلِمَا يُرضيكَ عنها، اللهمَّ إنـَّا نسألكَ عِزة ًوجَنـَّة ًفيحاءَ, ومَجدَاً يُطاولُ عنانَ السماء، اللهمَّ تقبلْ طاعاتِنا, واغفر زلاتِنا, واستـُر عوراتِنا، وآمنْ روعَاتِنا، وتولَّ أمرنا، وألـِّف بينَ قلوبـِنا, واجعلنا مولانا مَعَ الأحبةِ محمدٍ وصَحبَهُ، وصلِّ اللهمَّ وسلم وبارك عليهِ عدَدَ ما ذكرَهُ الذاكرونَ، وعدَدَ ما غـَفـَلَ عنهُ الغافلون، ربنا حَبِّبْ إلينا الإيمانَ وزينهُ في قلوبـِنا، وكره إلينا الكفرَ والفسوقَ والعصيان ِ، ولا تـُؤاخِذنا بما فعلَ السفهاءُ مِنـَّا، إنكَ مولانا تعلـَمُ السـِّرَ وأخفى, وتعلـَمُ ما نـُسِرُّ وما نـُعلن, فاجعلنا لِـرضاكَ أهلاً، فإنا لِعفوِكَ فقيرون، ولكوثـَرِكَ عطشى، ولِنعيمِكَ مُشتاقون، فلا تجعلنا منَ المحرومينَ، وألحقنا بالفائزين يا ربَّ العالمين, واجعلنا وإيَّاكُم مِنَ الوارثينَ الذينَ يَرِثونَ الفردوسَ الأعلى، واجمعنا مولانا مَعَ الذينَ أنعمتَ عليهم من النبيينَ والصديقينَ والشهداءِ والصالحينَ وحَسُنَ أولئكَ رفيقا .
منقول
العرض الشجري
