من السهل التمييز بين الإرادة والعاطفة

[رهـ من انا ـين]

بسم الله الرحمن الرحيم

يرتبط العقل بصورة دائمة بكلمة الفهم



لان طبيعة الأشياء لا يفسرها مجرد الإحساس بها



من خلال حواس الإنسان

ولكن الفهم يستطيع إن يصل إلى العلة


التي يرتكز عليها الأثر الذي تدركه الحواس

ولذلك فان عملية الفهم مشتقة


من قدرة العقل على معرفة الأشياء وما هي عليها

( ولكن ما هي علاقة الإرادة بالعقل )

( كيف نفهم إرادتنا )

أعلم أن الإرادة في مفهومها :



ميل قوي يحمل صاحبة على فعل شي ما



إنها تتحكم في تفكيره وسلوكه دون إدراك أو وعي منه



ـ تدرك الإرادة عندما تكون ذاتك محط لعلامات


المكابرة والعناد. والافتقار إلى التهذيب الداخلي


الذي يجعلك غير قانع أو راض لما أنت عليه



( لهذا يقال : تشاؤم العقل ، تفاؤل الإرادة )

عندما نود أن نتقدم نحو رقي أفضل


ينبغي منا التصميم والتصميم يحاج إلى كفاح


والكفاح يحتاج إلى إرادة

في رأي الطب النفسي المعاصر


اضطراب الإرادة يتميز بعدم مقدرة المرء على


اتخاذ قرارات في حياته أليوميه


وبالسلبية المطلقة في التصرفات التي يبررها غالبا


بحجج واهية ، ويتخلل هذه السلبية علامات عناد


وتشتت رأي وعدم قدرة على اتخاذ قرار

من السهل التمييز بينالإرادة والعاطفة


لأن الاثنين يمكن أن تتصادما


والأعمال المفاجئة آو الصعبة تبرهن


على أن الإرادة تفرض نفسها على العاطفة

فالعاطفة تثيرها الحواس


ولكن الإرادة تختار وفقا لما يراه العقل


ولا ترى النظريات الحديثة استحالة تأثير الإرادة


في المادة وانه يمكن بالتفكير والإرادة التحكم في الأفعال

والعاطفة ذاتها أفعال لا تندرج تحت الإدراك الحسي


فالخوف لا يدل على مجرد إحساس بشيء ما


وإنما يدل على موقف أو رد فعل إزاء ذلك الشيء


فالعاطفة ليست عملية تتم من خلال الحواس الخمس


ولكنها رد فعل إزاء الشيء المحسوس به


والذي يجعلنا نميل إليه أو يدفعنا بعيدا عنه

وقد قسم الخالق سبحانه وتعالى الكائنات إلى درجات



فالنبات تحرك نفسها ولا تعرف إلى أين تسير



والحيوانات تعرف إلى أين تسير ولكن لا تعرف السبب



ولكن البشر لا يعرفون فقط إلى أين يمضون


بل يعرفون أيضا لماذا يمضون في هذا الاتجاه


ويستطيع الإنسان أن يتفهم علل الأشياء


بقوة الله ثم قوة سلطة العقل

ولأمر كما يبدو ليس سهلا

بان نجعل كل ما نقول منطقيا لان المنطق مبني

على الحقائق والحقائق تتغير بمرور الزمن

والإنسان يعيش محبوسا داخل ما يحمل
من أفكار مدة من الزمن ويقوم بتجاهل أو تشويه الحقائق


التي تتعارض مع الحقائق السابقة التي يحملها


ولذلك فان الإنسان يفكر غالبا فيما يريد أن يفكر فيه


حتى يحمي ما يحمل من معتقدات وأفكار راسخة

وعند ما يتحول الإنسان إلى سجين



لأفكار ومعتقداته السابقة فترة طويلة من الزمن



سيجد نفسه غير منطقي في تفكيره



حيث يتحول التفكير إلى نوع من الأفكار المسبقة



التي تستجيب لمعتقدات سابقة



وبتالي يقتصر استخدامنا لعقولنا في التبرير ؟

!!!!!!!

صادق الحب