بعض الدُعاة ينظر ألى الناس بمنظار واحد لايتزحزح فأما أسود أو ابيض ، ولايستطيع أن
يرى الناس بما يحملون من حسنات وسيئات ، فأذا رأى أنسانا يغلب عليه الشر فأنه يهيء
نفسه ويعوِّدها على التعامل معه دائما تعاملا سلبيا ، وكذلك العكس ، فأن رأى من يغلب
عليه الخير ، فأنه يعامله دائما تعاملا ايجابيا فتراه يغض الطرف عن اخطائه ويحملها
على محمل اللين والتسامح !! متمثلا بقول الشاعر
عين الرِّضا عن كل عيبٍ كليلة ************ وعين السَّخط تُبدي لك المساويء
وهو بتصرفه ذاك يُجانب الصواب فالأصل في الشريعة العدل في تعامله مع الناس
قال الله تعالى (( ولايجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى ))
فأن رأى خيرا أيده واثنى على صاحبه وأيده ، وأن رأى شرا أنكره ونصح صاحبه
بالأقلاع عنه كائنا من كان ذلك الأنسان فالحق أحق أن يُتبع ، فمن الخطأ الجسيم
أغفال جوانب الخير عند الناس مهما ولغوا في الشر واتصفوا فيه وفي هذا يقول
حبر هذه الأمة وتُرجمانها عبدالله بن عباس رضي الله عنهما ((لوأن فِرعون
مصر أسدى اليَّ يدا صالحة شكرته عليها )) وقال احد السلف (( أذا قصرت يداك
عن المكافآت فليطل لسانك بالشكر)) فقد يكتب شخصا ظاهره الفسوق والمجون
يوما مقالا به خيرا عميما ونصرة لقضايا امتنا السليبة فلاينبغي تجاهله
واساءة الظن فيه بل الأحرى شكره والثناء على موقفه ، لنشجع فيه عامل الخير
فلعل ذلك يكون جسرا لتأليف قلبه ، فلايخلو أنسان من بذور خير تنتظر
من يهيء لها التُربة الصالحة لكي تُزهر ..
تقبلو تحياتي
بااااايوووو:)