وبينما كان الغلام يسير بالطريق رأى وحشًا قد منع الناس من المرور على هذا الطريق، فقال في نفسه: اليوم أعلم هل الساحر أفضل أم الراهب أفضل.
ثم أخذ الغلام حجرًا فقال: اللهم إن كان أمر الراهب أحب إليك من أمر الساحر فاقتل هذه الدابة حتى يمضي الناس.
ورمى الغلام الدابة بالحجر فقتلها، ومضى الناس، فأتى الراهب فأخبره، فقال له الراهب: يا بني أنت اليوم أفضل مني، قد بلغ من أمرك ما أرى، وإنك ستبتلى، فإن ابتليت فلا تدل عليَّ.
وكان الغلام يشفي الأكمة –الذي ولد أعمى – والأبرص، الذي بجلده مرض، ويداوي الناس من سائر الأمراض ، كل ذلك بإذن الله.
وكان للملك صديق أعمي، فلما سمع عن معجزات الغلام، أحضر له هدايا كثيرة، وقال: ما هاهنا لك أجمع إن أنت شفيتني.
فقال له الغلام: إني لا أشفي أحداً إنما يشفي الله؛ فإن أنت آمنت بالله دعوت الله فشفاك.
فآمن الرجل فشفاه الله، فأتى الملك فجلس إليه كما كان يجلس، فقال الملك: مَنْ رَدَّ عليك بصرك؟
قال الرجل: ربي.
قال الملك: وهل لك رب غيري؟
قال الرجل: ربي وربك الله.