إنَِّ الظرُوف المَادية الصَّعبَة التِي يكُون عَليهَا بَعض الناس منَّا لَم تكُن ..
وليدَة الصَّدفَة .. وإنما وليدَة الظرُوف التِي لَم تسمَح لهُم بالحصُول عَلَى ..
وظائِف مَرمُوقـَة .. ذات دَخلاً شَهرياً جَيِّداً .. يَتَمَاشَى وَمَاتتطلبه الحَيَاة ..
مِن مَصَاريف أضحَت تزيد بشكل يَومِي دُون أن يِكُون هُناك زيَادَة كَافية..
في المرتبات الشهرية تتناسَب مَع هَذهِ الزيَادَات..مِمَا أجبَرالبَعض للتخَلِّي
عَن أمُورٍ كَثِيرَة مِن مُتطلبَاتهُم اليَومِيَّة التِي إعتَادُو عَلَيهَا إلَى وَقتٍ قـَريب ..
وَقـَرِيب جـِداً !!
وَمِن هَذهِ الأشيَاء التِي إعتَادُوا عَلَيهَا..بَطائِق الشَّحن الجوَّاليَّة للحَدِيث..
مَع الآخرين ..
سَوَاء الأقـَارِب أو الحَبَايب أو أصدِقـَاء العَمَل..الذينَ يتواصلون معهم..
بشكل يَومِي وَأبَدِي وهَلمّجَرَّة وَحِينمَا تـَسأل أحَدهُم عَن الإنقطاع المَلحُوظ
وَعَدَم التواصُل ( الهَاتفِي ) مَعك الذي كَان بشَكِل شُبه يَومِي ..
يَقـُول لكَ وَبنـَبرَة خـَافِتـَة خـَجلـَة ( مَاعِنـْدِي رَصِـيد ) !!
كُل ذلك وَارِد..والفـَقر لَيسَ عَيب..والظرُوف تَجبرنا عَلَى مَا لا نُرِيدُه..
حتـَّى وإن لـَم يكُن لـَيسَ مِن طبَاعِنـَا ..
ونَحنُ ولاشك نلتَمِس العُذر لهؤلاء النَّاس لأننا وبأمَانـَة نَعرف طبَاعهُم ..
الطيبَة لولا ظرُوفهُم التِي أجبَرَتهم عَلَى الإقتصَاد فِي كُل شَيء ..
ليوَاصلُو السَّير بثِقة وأمَان فِي طريق حَيَاتهُم إلَى أن تتحَسَّن أوضَاعهُم ..
ويعُودُوا إلَى حَيثُ طبَاعهُم الأصِـيلـَة ذات الكَرَم الفيَّاض ..
السُّؤال ..
هَل نقـُول لمثِل هَؤلاء النَّاس..يَجِب أن تتواصَلُوا مَعنـَا وألاّ تقاطعُونا..
وإننا عَلَى اُهبَة الإستِعدَاد للتكفـُّل بكُل مكَالمَاتكُم الوَارِدَة لنا وَمَاعَليكُم
سِوَى أن تبعثـُوا لنَا رِسَالـَة..أو رَنـَّة وَاحِدَة عَلـَى سَبـِـيل المِثـَال ..
وَسَنَقـُوم عَلى الفـَور بالإتِّصَال بكُم دُون أن تـَلحَق بكُم أيمَا مَصَارِيف..
أو نـَفـَقـَة؟
بدُون شـَك رَائِع هَذا التـَصَرُّف للحِفـَاظ عَلَى الوِد وَالتَّآخِي الذي بينَنَا..
وَالـَّذِي تـَخلـَّله كَمَا نَقـُول أحيَاناً ( عَيشُ ُوَمِلح ) .. أليسَ كذلك؟
وَلَكِن مَاذا لـَو كَانَ هَذا النََّفـَر ذو ظرُوف مَاديَّة طـّيِّبَة وَأفضَل بكَثِير ..
من ظرُوفـُك أنت نـَفسُك؟
هَـل نـَقـُول هُنَا وَجَبَت المُقـَاطعَة لَهَذا النـَّفـَر .. لأنُّه وَالحَق يُقَال ..
إكتـَشَفنـَا بأنه (طـَمَّاع) وَيُرِيد التـَّوَاصُل مَعنا دُون أن يَتَكَبَّد القليل ..
مِن المَبَالِغ الزهِـيدَة..الخـَاصَّة بالتواصُل مَعنَا..وَالإتـِّصَال بـِنَا..
وإنه إستـَكثَر عَلـَينَا هَذا الشَّيء وَبالتـَّالِي لايَستَحُق الحَدِيث مَعنَا ..
مُتَّخِذاً مِن عِبَارَة (مَاعِندِي رَصِـيد) ذرِيعَة ًله بَينَمَا هُوَ يَملُك ..
مَالَم نـَملكُه نـَحنُ؟
فـَيَا لهَؤلاء النـَّاس..الذينَ يدَّعُون الفـَقر..بَينـَمَا الفـَقرُ بَعِيدَاً عَنهُم
وَلا يَلتـَقِـيهُم مِن كِثرَة مَايَملكُون مِن أموَال طـَائِلَة وَأرقـَام خيَاليَّة..
فِي أرصِدَتهُم البَنكِيَّة.. قد لانَجِد حَاسُوب .. يَستـَطِـيع أن يَجرِدهَا ..
أو يُحصِي أرقـَامِهَا الفـَلـَكِـيَّة ..
يَالهَؤلاء النـَّاس الذينَ يَوهمُونـَا بأنـُّه (لَيسَ لـَدَيهُم رَصِـيد)..
بَينَمَا هُم الأرصِدَة بـِكُل ألوَانِهَا وَأشكَالِهَا..بَل وَحَتـَّى أصنـَافهَا..
إن كَانَ لَهَا أصنـَافٍ أخرَى غـَير التِي نـَعرِفهَا ..
ويَالِهَؤلاء النـَّاس..الذِينَ يقـُولُونَ مَالـَيسَ فِيهُم ..ويَستَكثرُون عَلَينَا
أتفَه الأمُور التِي مِن شـَأنِهَا أن تـُقـَوِّي أوَاصِر المَحَبَّة ُبَـينِنَا لتَجعَل..
عِلاقـَتنـَا بهُم مَضرباً للأمثـَال..وَكُل ذالك مِن أجل زيَادَة الأرصِدَة..
البَنكيَّة وَكَأنـَنَا أضحَينَا فِي سِبَاق مَحمُوم عِنوَانُه أيُّهُمَا أكثَرُ رَصِيداً
فِي زمَن طـَغـَت عَـلـَيهِ المَاديَّات ..
وَأصبَح عَدِيم الإنسَانيَّة .. أفـَلا يَزعُجك هَذا؟
فِي الوَقت الذِي تَكُون فِيهِ المَادِّيَات فِي آخِر دَرَجَة مِن سِلَّم إهتِمَامُك
وَلـَكَ أن تـَتـَخَيَّـل تِلك المَوَاقِف المُؤسِفَة..وإن تُراقِب بـِمَضَض..
تِلك الشَّخصِيَّات المَرِيضَة إن تُدقِق أكثَر وأكثَر فِي تِلك الفِئَات المُزيفة
التِي تـَدَّعِي الكَرَم .. بَينَمَا الكَرَم بَراءُ ُ مِنهَا ..
وحينئذٍ سَوفَ تستغرِب ذلك العَدَد الهَائِل مِن التَّخيلات ذلك العَدَد المُهوِّل
مِن المتناقضَات فِي حَيَاة ذلك الانسَان ..
الذي يَقِف عَلَى خشَبَة المَسرَح الحَيَاتِيَّة ..
وأمَام الآخرِين .. لا ليتصَنَّع ادوَاراً تمثيلية انِـيطت بهِ ..
بل ليطبقها من تِلقاء نفسُه..وَبمَحَض ارَادَته عَلَى مَسرََح الحيَاة الكَبير
بكل واقعية وجُرأة.. وتبجُّح احياناً.. وَبدرجَة إمتيَاز..غيرُ مُكترِث..
بمَا يسببه للآخرين مِن اسَاءَة..وَمَا يُوقِع بهُم..مِن ضَرَر جَسِيم..
فأي عَالمٍ هَذا الذي نعِـيشه اليَوم؟
وأي بَشَر أولئك الذينَ نـَتـَعَامَل وَنـَتـَعَايَش مَعهُم؟
تـُرَى مَاذا حَدَث وَيَحدُث للكَثِـير مِن بَنـِي البَشَر هَذهِ الأيَّام؟
كَيف تغيرَت نـَظرتهُم للحَيَاة؟
كَيف تـَغيَّر إسلُوب تعَاملهَم مَعَ غيرهُم .. مِن بـَنِي جـِلدَتهُم؟
هَل أضحَواأنانيين للدرجَة التِي لَم يعودُو يفكرُون بهَا سِوَى فِي انفسهُم
وَفِي مَاسَوفَ يحصَلُون عَلَيهِ مِن ( مَال) بأيتُهَا طريقة مَهمَا كَانَت..
سِوَاء مَشرُوعَة أو غـَيرُ ذلك؟
للدرجة التِي لم يعُد يهمهُم مَصَالح غيرهُم وَمَشَاعِر حتَّى اقرَب الناس
اليهُم بَـل وألصَقهُم بهُم؟
تـُرَى أي تـَبرِير يَمكِن ان يُجـِـيز تـَصَرّفَاتهُم اللامَسؤولة؟
واي منطق عَقلانِي يمكُن أن يرضِى بمَا يقومُون بهِ مِن نِكرَان لحقُوق
غيرهُم وتجَاهلهُم لمَشَاعِرهُم..وَقتلهُم لطمُوحهُم ..وَوَأدهُم لفَرحَتهُم
التِي لا تدُوم وَلا اُخَالـُهَا سَتـَدُوم ..
أسأل الله جلَّت قدرته ألاّ نَكُون مِن أولـَئِك النـَّاس الذينَ كُل هَمّهُم..
جَمع الأموَال بأيَّتـُهَا طرِيقة..وَأن نَكُون بَارِّين بأصدِقـَائِنَا وَقـَبل ذلِك ..
بأهلِنَا .. لَيسَ لشَيء فـَقـَط ليَذكرُونَا بَالخَير عِندَ مَمَاتِنَا وَإن يَدعُو لَنَا ..
بـِإتـِّسَاع قـُبُورِنـَا ..
لأنَّ الإنسَان لايَنفعَه شَيء عِندَ مَمَاتِه .. ألاّ ذِكرِه الطـَّيِّب .. ألاَّ الدُّعَاء..
وَالعَمَل الصَّالِـح .. الذِي اُخـَالـُنَا نـَبحَث عَنه جَمِـيعَاً..وَدُمتُم لِي ،،،
/
/
/
إنتـَـر