كل عام وأنتِ بخَير أختنا الكبيرَة ( وِد الجَوف ) وعيدُكِ مُبَارَك أيضاً !!
بالنسبَة ُلِي .. إستسلَمت للنوم بعد إن أدَّيت صَلاة العِيد مَعَ الجَمَاعَة ..
فَدَلَفتُ حُجرَتِي .. وَقَصَدتُ مَضجَعِي .. فأغمَضتُ عينِي ..
إلَى إن دَقَّت عَقَارِب السَّاعَة عِند الثَّانِيَة وَقت القَيلُولَة ..
فتَرَّجَّلت من سَرِيرِي وأخَذت حَمَّامِي الدَّافِيء .. وَتَوَشَّحت لِبَاسِي الجَدِيد
قد تقولين في غرَارَة نفسكِ .. لِمَ لم تستيقُظ من نومك بكِّير لتُعَايِد أبيكَ ..
وَوَالدَتُكِ والمقرَّبِين منكَ ..
أليسَ هَذَا مَايَدُور فِي دَهَالِيز رَأسُكِ الآن؟
حَسَناً !!
أنَا وَأعُوذُ من الأنَا .. ومنذ إن كُنتُ طِفلاً يافِعاً .. عُرِفَ عنِّي فِي أركَان البَيت
وكل زوَايَاه .. إنِّي أكُون معكَّر المَزَاج حِينَمَا أصحوا قُبَيل أن آخُذ كِفَايَتِي من النَّوم
يَعنِي لابُد أن أصحُوا مِن تِلقَاء نَفسِي .. وألاّ قَلَبت البَيت رأساً على عِقَب !!
لأنِّي وَالحَالُ كذلك .. لَن أسمَح لإنسَان كَان مَاكَان أن يُفسِد عليّ حُلمِي الوَردِي
الذِي ظللت أنتظره لأيامٍ وَأعوَام ..
وَلَيسَ لَدِي أيمَا مَانَِع مِن إستِخدَام الأسلِحَة المَشرُوعَة وَغير المَشرُوعَة ..
حِينَمَا أجِد إنسَان يصرُّ علَى إيقَاضِي من نَومِي الجَمِيل من أجِل أسبَاب لاضَير
من تَأجِيلهَا لِوَقتٍ لاحِق ..
بالنسبة لمعايَدَة أمِّي وأبِي .. فهُمَا لن يطِيرَان فِي عَنَان السّمَاء بلاعَودَة
كَي أصرُّ على معَايَدَتهُم فِي الصَّبَاح أليسَ كذلك؟
ثُمَّ دعِينِي أسألكِ .. أيُّهمَا أفضَل أن اُعَايِد عَلَى أهلِي وَأحبَاب قَلبِي وَأنَا ..
بوَجه مُشرِق بَشُوش وَرَاحَة تَامَّة .. وَإبتِسَامَة عَذبَة .. أم اُعَايِد عَلَيهُم ..
وَأنا عَابِس الوَجه .. شَارِد الفِكر .. معكَّر المَزَاج .. نَتِيجَة عَدَم أخذ كِفَايَتِي ..
من النَّومِ وَالأحلام قُولِي بصَرَاحَة؟
فبَعد إن صَحَوت من نَومِي ذَهَب لأبِي وَعَايَدته .. ومن بعده لوالِدَتِي يا الله
منها وَهِي مُبتَسِمَة حِينَمَا أقبَلتُ عَلَيهَا جَمِيلَة جداً رغَم مايُصَاحِبهَا مِن تَعرِّيَات
الأيَّام وَشَحب الزَّمَن وَإنكِسَارَات السّنين التِي عَاشَتهَا وَلَم تَزَل !!
فَسَألتُكَ يَارَبَتَاه الاّ تَحرُمنِي مِنهَا .. إن تُبقِيهَا لِي مَاحَييت .. أن تَمدُّ فِي عُمرِهَا
أن تُسعِد أيَّامهَا..أن تَشرَح صَدرهَا..أن تُسَهِّل عَلَيهَا فَهَل هَذَا كَثِيراً فِي حَقِّهَا؟
الأستَادَة القَدِيرَة ( وِد الجَوف ) لاتَقلَقِي وَلاتَجزَعِي فلَن اُطِيلُ أكثَر من هَذَا..
بعدَ ذلك ذَهَبت إلى سَاحَة خَاصَّة حَيثُ تُقرَع الطبُول والدفُوف إبتََََََََََََََََهاجاً بفَرحة
العيد التي لاتُضَاهِيها أيما فرحة ..
بعد ذلك جلست على مائدة الطعام في نفس الموقِع ..
قبل ان اترجّل من مكاني وأذهب إلى شاطِيء الخُبر لتلفح وجهِي نسمات البحر
وتنقِّيهِ من ماعلق به من شوائب ونمش وغيره .. لأن ذلك بفعل الطبيعة ..
وأفضل بكثير من تنظيف بشَرة الوجه الصناعية في مختلف الصّوالين المنتشِرة
على جانبي الطرقات في المدينة .. أفلا توافقِينِي؟
ثم بعد ذلك عُدت أدراجي .. إلى حيثُ مكاني .. إلى منزلي فقط ليس أكثر
أعرف إنني أطلت الحِوار .. وشَرحت قصّة حياتِي وقلت مالاينبغي علي أن اقوله
أو أفصح عنه ..
اعرِف كل ذلك وأكثَر ..
ولكن أليس من حقنا حينما تطرقي أبوابنا وتقتحمِي أسوارنا وتفتشِي في دواخلنا
أن نأتيكِ بالجواب دون زِيادة أو نِقصَان؟
/
/
/
إنتـَـــر
إذا كان العيد جميلاً ..
واستطعنا فيه ان نطفئ اشواقنا ..
برؤية بعض ممن نريد ..
ومن نُحب ..
فالأجمل منه ..
ان نعود منه ..
ونحن اكثر اشتياقاً ..
لمن لم نره في العيد ..
ولم نكن بالقرب منه رغماً عنا وعنه ..
نعود إليه بعد أن عرفنا ..
مقدار مكانته لدينا ..
ومدى شوقنا إليه ..
ومن هنا يبدأ عيدٌ آخر فما رأيُك؟
.