العودة   منتديات الـــود > +:::::[ الأقسام العامة ]:::::+ > المنتدى العام
 
   
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 29-12-2007, 11:05 PM   رقم المشاركة : 1
خالد الفريدي
( ود نشِـط )
 






خالد الفريدي غير متصل

انا ليبرالي سعودي

أنا ليبرالي سعودي، لست كأي ليبرالي، بل ليبرالي سعودي، ظاهرة جديدة، سرعان ما تزول. أنا ردّة فعل ولست فعل، أنا مجرد تحصيل حاصل، أنا عضو ضار في المجتمع، ولي مواصفات كثيرة وأطباع غريبة.

أنا لست إصلاحي، أنا مجرد صرخة في وجه التيار المحافظ، أنا أكرههم وأكره سيطرتهم الشعبية، لذلك أنا موجود، فإذا هم رحلوا، فلن يكون لي أي وجود. أعشق الصراخ، أريدهم أن يصمتوا لكي أتكلم، ولكن بعد أن يصمتوا، لا يسمعون منّي شيئًا، لا أعرف ما سوف أقول، سوى الصراخ.

أنا الذي أصرخ مطالبًا بحقوق المرأة وحرّيتها، أنا الذي أريد مساواتها مع الرجل، فهي نصف المجتمع كما أدّعي. ولكنني سوف أقتل أختي لو وجدتها تتحدث مع شخص غريب تدّعي أنه صديقها أو حتى زميلها في العمل.

أنا الذي أعتبر نفسي إسلامي الفكر، واعتبر نفسي ليبرالي التفكير، ربما لسوء فهمي لمصطلح "ليبرالي". أنا استوردت الليبرالية كما هي، واعتبرتها آلية التفكير المثلى. أريد أن آخذ محاسن الليبرالية وأترك مساوئها، فأنا لازلت مسلم، فأنا لست ليبرالي في هذه الجزئية الضخمة. ربما لأني أخاف أو أخجل أن أعلن عن إلحادي. فأنا أشتم المقدسات في أعمالي الأدبية، ولكنّي لازلت مسلم.

أنا مولّع بالجنس وبالشرب والسجائر. أنا أحلق اللحية فقط نكاية بالمحافظين. أنا أشرب وأدخّن فقط لأني حرّ وغير مقتنع بحرمة هذه الأشياء، على الرغم من أني أكثر الناس إيمانًا بالعلم - فأنا مادي مولّع بالماركسية – والعلم يثبت مضرّة هذه الأشياء. أنا باختصار، مولّع بكل ما يغيض المحافظين، وسوف أستمر في بث مغامراتي الجنسية وأجوائي المزاجية في رواياتي ومقالاتي ومسرحياتي وكل منتجاتي.

أنا أنفي أحكام شرعية، وأطالب بإزالتها لأنها غير إنسانية. أنا أطالب بإلغاء حكم الإعدام على الرغم من أنّه ثابت في القرآن، مبرّرًا ذلك بأنه لا إنساني وغير صالح لهذا الزمان، ثم أعود وأصرّ على أنّي لازلت مسلمًا، متناسيًا أن القرآن منظومة فكرية متكاملة، ونقض أحد أجزائها يعني نقضها كلّها. ولكنّي مرّة أخرى أخشى أن أعلن لادينيّتي، أو ربما لأني متناقض بالفطرة.

أنا، وأنا، المفعم بالنرجسيّة أنا. أنا الثائر الخائف وبلا قضيّة، أنا المتمرّد الخجول، أنا ملك الصّراخ، أنا ثورة بلا أهداف، أنا المصلح بلا مشروع، أنا القادم بلا أجندة، أنا الذي ينتقد الظاهرة ولا يقدم لها حلول. أنا من تجدني في كلّ مكان، انظر حولك، فإذا رأيت أي متذمّر في فمه سيجارة، فذلك هو أنا.

أنا في اليسار دائمًا، واليسار ضد اليمين. أنا المعارضة، وضد المحافظين أو الأصوليين أو أيًّا كانوا. أنا من انتقد خطابهم العاطفي الغبي، ولكنّي لا أمتلك لغة خطاب بديلة. لغتي هي النقد الهدّام الغير بنّاء. أنا الظاهرة الصوتيّة، أنا مجرّد عاهة مرحلية، أنا عود كبيرت أحرقه المحافظين، وسينطفئ قريبا، صدقوني لن يبقى منّي إلى الرماد.

أنا من التناقض، والتناقض منّي. أنا، تبًّا لي، أكره نفسي. فأنا مطرقة تهدم ولا تبني. إن كنت تريد أن تصبح ليبرالي، فأنصحك ألاّ تكون أحمقا مثلي فتصبح ليبراليّا سعوديًّا. أما أن تكون ليبرالي غير متناقض، صاحب مشروع، ناقد بنّاء، باحث متمكّن، تتقبل أي فكرة وتتفحصها مهما كان مستواها، أو فلتبقى في صفوف المحافظين.







 

مواقع النشر (المفضلة)
   


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:17 PM.




 


    مجمموعة ترايدنت العربية