بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم أحبتي
اليوم [ أبفش خلقي هون ] والله ضايق صدري ومقهور حيل حيل الآن ....
دائماً ما أسأل نفسي [ ليش حنا كذا ] وإلى متى سنصبح هكذا إلى متى ونحن [.........] وبالعامي [........] طيب ليش ودي أفهم ليش ليييييييييييييييييييييييش !!!!!
قبل سنوات كان خالي العزيز يدرس الطب في أمريكا وقد دار بيني وبينه حديث مطول حول ارتفاع الأسعار و مبررات وأسباب الارتفاع وردات الفعل الناتجة من هذا الارتفاع.....إلخ ....
فسألته بحكم أنه قضى أكثر من سبع سنوات في أمريكا كيف ستكون ردت فعل المجتمع الأمريكي في حال أرتفع سعر أحد المنتجات ذات الاستهلاك الكبير في السوق ؟
فحكا لي قصة هزت كياني وكم تمنيت أنني لم أسأله والله أنه أمر مؤسف جداً ......؟؟!
في صباح يوم غائم أستيقظ سكان تلك المدينة الأمريكية على زخات المطر المتساقطة كتساقط أوراق الشجر في فصل الخريف ..... .... فهناك من ذهب لتنزه وآخرون ذهبوا لتسوق لأن اليوم يوم أجازة .... فيكون يوم لقضاء الحاجات المهمة للمنزل ومن المعروف أن الحليب يشكل مادة أساسية على المائدة الأمريكية [ يهتمون بصحتهم ] لهذا كان الحليب مادة مستهلكة وبقوة في المجتمع الأمريكي [ تقريباً مثل الرز عندنا ] فتفاجئوا الناس حينما وجدوا أحد أنواع الحليب وهو من النوع [ الجيد ] و [ المرغوب ] قد أرتفع سعره [ سنتاً ] واحد فقط !!!
للمعلومة الدولار = 100 سنت ........... والدولار = 3,75 ريال سعودي
يعني 1 سنت = 3 هللات وكم قرش تقريباً . يعني يعتبر ولا شي !
ماذا تتوقعون ردت الفعل من قبل المستهلكين تتوقع قالوا أرتفع سنت فقط وش يعني عادي
أو أخذوا الأمر على محمل الجد ..!
بعد التوقع ننتقل بكم إلى الواقع الذي نتج كــ ردت فعل من قبل المستهلكين الذين قاطعوا فوراً هذا المنتج وفي أول الساعات من ارتفاعه كــ ردت فعل [ طبيعية ] ناتجة عن حسن أدراك وتصرف والمقاطعة شملت جميع طبقات المجتمع [ الغني والفقير ومتوسط الحال ] حتى إلى يملك ملايين قاطع هذا المنتج ليس حباً في المال ولكن من باب [ التكافل الاجتماعي ] والوقوف جميعاً في وجه طمع وجشع التجار ....
بعد المقاطعة [ خاس ] الحليب في الثلاجات المخصصة لهذا المنتج وقد ألصقت عليها بعض الأوراق التي تحمل عبارات ساخطة من قبل المستهلكين وكان من ضمنها
[ نحن لسنا أبقار في حظيرتك أيها الجشع ] .......
بعد أسبوع من المقاطعة خسرت الشركة المنتجة [ ملايين الدولارات ] فقامت بإرجاع السعر كما في السابق مع حملة إعلانات تدعم هذا التراجع ...
وش تتوقعون الحين بعد ما رجع سعر الحليب إلى عهده السابق وبعد صيام الناس عنه تتوقعون أنهم توجهوا فوراً إلى الأسواق لشراء الحليب أم ماذا ......؟؟
الحقيقة والواقع أن المستهلكين لم يحركوا ساكناً ولم يتأثروا بإعلانات الشركة المصنعة ومازالوا متمسكين بالمقاطعة ...؟؟
مر أسبوع ثاني من المقاطعة ومازلت الشركة [ تحصد ] الخسائر كنتيجة فعلها [ الهمجي ]
قامت الشركة على أثر هذه الخسائر بحملة إعلانات كبيرة جداً تعلن فيه أن الحليب الذي تنتجه
والموجود في الأسواق هو [ مجاني ] لمدة أسبوع وطرحت سعر جديد للحليب حيث أنزلت سنت واحد من سعره السابق ...
هنا [ انتهت المقاطعة بفوز المستهلكين ] كل هذا في مجتمع [ كافر ] فكيف في مجتمع مسلم
الذي من تعاليمه التكاتف والتكافل وحسن التدبير والالتفاف حول الجسد الواحد ؟؟
تعذروني ألحين إذا قلت أنني [.........]
للحديث بقية بعد الفاصل .........................
.