[overline]
ذات مساء كنت عائدة من قضاء زيارة لي
فتناءى إلى مسامعي صخب وضجيج وأصوات متعالية نظرت
وإذ بشبان بمقتل العمر وقد افتر شو الشارع ملعبا
وأخذت الكرة تتسارع بين اقدامهم وندأأأأاتهم تتعالى هنا وهناك
وصفير ونفير و وكر وفر
اضرب ابعد اقدم يمين يسار كووول هاتها من عندك جائتك تفاديها
هيا هيا فكم أبهجني منظرهم وكم أدهشتني أصواتهم وأفرحني تواجدهم
ولعبهم وصخبهم
ورحل ذهني بعيد لهؤلاء هم رجال المستقبل هم قادة الغد هم منارة الأمل
هم أمل الوطن هم بنيانه
وأنا أحادث روحي شد انتباهي وهز كياني احدهم يقف بعيدااا
عنهم قليلا يستند على جزع شجرة لالالالا يشارك ولالايكر ولالا يفر
صامت صمت الخوف اقتربت منه قليلا
غاية في الجمال والأناقة قامة طويلة أكتاف عريضة وجه مستدير يعتليه شاربان صغيران جميلان
ملابس نظيفة أنيقة ياربي
وقد تحجرت الدمعة في المحاجر ووقفت الغصة في الحلق وتجهم والوجه واعتلته موجة من الحزن والأسى
صباح الخير ياعزيزي صباح النور
ما بك لا تعلب مع رفاقك لما لا تشاركهم
هؤلاء رفاقي هؤلاء أعدائي هم لا يريدوني أن العب وإياهم هم لايقبلونني معهم
هم يتراكضون ولالايقفون لي
لفت ناظري كسر في عينه وبريق مختلف في المآقي
فعرفت فورا إن له مشكلة علقيه ونفسية//تخلف عقلي واضح قليلا//
قلت لالالاياحبيبي هم يلاعبوك ويحبوك فقط انزل وانظر
فقال لالالالالا هم لالالايلالاعبونني واقدااامي لالاتستطيع التسارع مهم
بل هم يكرهونني وأنا لالالا أطيقهم واكرههم جميعا
قلت لالالالالا هذه المرة سأعزل منك
لالااريد ان اسمع منك هذاااا فأنت لالاتعرف الكره ولالاالحقد
قال بلى ان اعرفه جيد وقد علموني إياه
حتى الله الذي خلقني يكرهني
قلت بالله عليك كيف هذاااا
قال ابتعدي عني وأنت مثلهم جئت تسخرين مني جئت تضحكين على
قلت لالالالا والله ياعزيزي أنا أريد ان اجلس وإياك قليلا
وبعد فترة من الأخذ والعطاء واليمين المغلظة حتى قنع
أو استسلم إني لست منهم اعتلينا واياه حجرة كانت موجودة بشارع
واخذ يقص علي بقلب حزين وروح متعبة وسرعة بديهة لا ولم ألاحظها عند احد
قال انظري
هذااااا يقول مجنون وذااك يقول خالصين
وذاااك يصيح ربي ثبت العقل
وهاذااك يستجدي نحن بالعاقلين غير خالصين فكيف بأنصاف العقال
وهذاا وذااك وهاذاااك
أنا لا اكرههم ولكن هذه الكلمات تجعلني احقد عليهم واكرههم واكره نفسي واكره أمي وأبي
لما أنجباني هكذاااا
لما أقدامي لا تساعدني بالعب معهم فيطلقون علي هذه الألفاظ
هل آنا مجنون فعلا ؟؟؟؟
هل أنا خالص فعلا ؟؟؟
هل ان؟؟؟هل أنا؟؟؟هل أنا
حتى والدتي عندما اسألها هذه الأسئلة تشيح بوجهها بعيدا عني
لما أنا هكذا لما خلقت غيرهم
لما يطلقون علي وحدي هذه العبارات
ارجوا ان تصدقينني القول ان كنت أنا هكذااا لن اخرج من البيت بتاتا
ياويلي ما ذا صنعت؟؟؟؟ وأين لي بالمخرج؟؟؟؟؟
أحسست ان الأرض مادت بي وبيني وبين السقوط برهة واخذت تنتابني موجات من الحزن والأسى كدت أجهش بالبكاء
وأخذت موازين العدل في داخلي تتهاوى وكل شيء يشرخ ويكسر
تما لكت نفسي قليلا وقلت يا حبيبي
قال أنا لست حبيب احد الكل يكرهني كل لا يعيرني انتباهه الكل يهرب مني من رفقتي ومن صحبتي ومن اللعب معي
قلت طيب ما رااايك لو نجرب تعالى لنجلس تحت تلك الشجرة وتحكي لي واحكي لك
قال طيب وقد لاح بريق الأمل من ناظريه وجلسنا وأخذنا من الزمان خلسة
واخذ يمسك بيدي ويشدهما ويحاول تقبيلهما أحقا تصبحين رفيقتي؟؟؟
ولا تتركين كما تركوني من قبلك
قلت فلنجرب دعها فترة تجربة
واخذ يقص علي أقاصيص ساعة متماسكة متناسقة مرتبة وساعة واحدة من الشرق وأخرى من الغرب وبين هذه وتلك يقول أأأأ نا مجنون؟؟؟؟؟ أأأأأنا خالص ؟؟؟؟؟؟؟ لما أنا وحدي هكذاااا
قلت لا لست وحدك يا حبيبي يا صديقي
انظر إلى الجانب الآخر هناك إلا ترى ذاك الشاب الذي يتكئ على عكازين الا تعرف انه بساق واحدة وهو يتفرج على اللاعبين ولا يلعب !!!!!! أكيد يحب ان يلعب
وقلت وانظر إلى تلك الفتاة الا تعرفها قال هذه بنت جيراننا قلت ألا تراها مقعدة وتحب ان تلعب!!!! لكنها لا تستطيع قال بلى الالالاتعرف احمد ابن 00000قال بلى الم ترى يديه بلا أصابع قال بلى قلت الا يحب اللعب ولا يقدر؟؟؟؟!!!!!
انظر إلي أنا أتظنني سليمة كثيرا قال نعم قلت لا ياعيوني أنا أعاني من الم في الرأس لا يحتمل ولا يطاق يدعى الشقيقة
وأبيك أتظنه سليم قال طبعا قلت لا يعاني من السكر وهاتيك المرأة تعاني من الضغط
وهذااوذااا وذاااك وفتح فاه مستعربا مستهجنا متسائلا متحريا
قلت ياعيوني كل من جاء إلى هذه الدنيا له مشكلة معينة
إذا لست وحدك من تعاني الكل يعاني وكل
له مشكلة قد تعرفها وقد لاتعرفها
لكن لست وحدك اخذ يبكي تارة يضحك أخرى وتارة يصرخ بصوت عال وكلمات غير مفهومة واخذ يدي واخذ يرقص ثم عاد للبكاءضمني بقوة وضممته قال أتبقين صديقتي قلت سأبقى
وكأني زرعت الفرح في فؤاده الصغير كأني زرعت الربيع والأمل
ولفت انتباهي سيدة كبيرة تراقبنا من بعيد قال تعالي أعرفك على والدتي---- ألا تزورينا
وذهبت معهم إلى البيت قالت السيدة آلا تريد ان تأتي بالضيافة لصديقتك
وركض مسرعا
قالت لي آنا سفرته لأني لاستطيع الكلام إمامه فهو حساس جدا أكثر مما تتصوري لم يتمها الله عليه
انه اشد ذكاء من إخوته خريجي الجامعات لكن فيه نقص ما يجعله هكذا وجود نقص كبير يجعل
عمره العقلي اصغر من عمره الزمني بسنين
كان لطيفا وطيبا ورقيقا حتى بلغ المراهقة
وانهمرت الدموع من عينها كانهمار المطر
فبدا يبحث عن صحبة وعن رفقة فلم يجد تصوري يغتسل باليوم ويبدل ثيابه أكثر من أربع مرات
لظنه ان العلة في ثيابه لذ يعمل على أناقته وهندامه وأخذت تغوص بالتفاصيل حتى انهمرت دموعي مع دموعها وكأن شيء بروحي قد تخرب
وتساءلت رباه ما أشقانا في هذا العالم إننا ندوس على آلام بعضنا دون ان نشعر دون ان نحس دون ان ينتابنا شيء من الألم والهـة
التي تسكن قلوب الآخرين وخاصة المعاقين بدلا من ان نساعدهم على البقاء أقوياء منتجين
نشعرهم كل لحظة بعاهتهم ونساعد في هدمهم وهدم مشاعرهم وجعلهم قوة منبوذة ملعونة خارجة الحياة الطبيعية مع انه بكلمة بسيطة أو لمسة أو قرب منهم
نضع الضحكة الأمل على محياهم
وتساءلت لو ان هذا الشاب في موقع من المسؤولية الا نأتيه مطالبين ليساعدنا بتحقيق ما نصبو إليه؟؟؟؟؟؟
فلما لا نساعده بوقفة بسيطة معه نمسح الجبين نزرع الحب نزرع الامل نزرع البسمة نزرع التفائل
نزرع الحياة
[/overline]
العرض العادي
