سلاف فواخرجي: نجدت أنزور سبب تأخير عملي مع زوجي لا تجد منافسة لها وتؤكّد أن الدراما السورية متفوّقة على المصرية
في سنوات قليلة تحوّلت الممثلة السورية سلاف فواخرجي إلى نجمة عربية يشار إليها على أنها تمتلك موهبة وحضوراً طاغياً، إضافة إلى جمالها الأخاذ الذي يجعل كل من يشاهدها على الشاشة يستعيد جمال نجمات الخمسينات والستينات سواء في السينما العربية أو العالمية.
> لنبدأ من النجاح اللافت الذي تحقق في فيلم «حليم» ، هل كان متوقعاً؟
ـ كنت واثقة من أن «حليم» سيقدّمني للناس بطريقة جيدة، ولكنني مازلت أنتظر عرض الفيلم في سورية. فأنا أرغب بأن يراه الجمهور السوري، وأتشوّق لرصد رأيه بالفيلم وبمشاركتي فيه على وجه الخصوص، لأنني دائماً وأبداً أرى رأي الجمهور السوري هو الأساس.
> لكن، هل بلغت توقعاتك حد التفكير أنك عبر هذا الفيلم ستسيرين على السجادة الحمراء إلى جانب نجوم العالم في مهرجانات دولية؟
ـ لم أتخيّل ذلك. وفي الوقت ذاته، لم أحلم به فأنا واقعية وأجد كل المواضيع المتعلقة بالخيال بعيدة عن شخصيتي لأن من يعش في الخيال لا ينجح، وإنما النجاح من نصيب من يتعامل مع الواقع بكل ما فيه من حقائق ومشكلات ومعوقات، والنجاح في رأيي هو كيفية التغلب على تلك الصعاب والخروج منها بالنتائج المطلوبة بأقل خسائر ممكنة.
> خلافاً لكل الفنانين السوريين إقتصرت مشاركتك في مصر على السينما ولم تشاركي في أي من الأعمال التلفزيونية، فما السبب؟
ـ منذ أن شاركت في فيلم «حليم» كان قراري الإقتصار على المشاركة في أفلام سينمائية فقط والإبتعاد عن أي عمل تلفزيوني، وذلك لأسباب عديدة أهمها قناعتي بأهمية الأعمال التلفزيونية السورية، وهذا ليس تقديري وحدي فهي بشهادة الجميع متفوقة على الدراما المصرية. في الواقع، لقد طرحت عليّ مغريات عديدة على قدر من الأهمية من أجل المشاركة في أعمال درامية مصرية في إطار السعي وراء النجوم السوريين للعمل في الدراما المصرية، ولكن قناعتي بأهمية الدراما السورية وأولويتها بقيت هي المسيطرة. لذلك، أنا أعطي الأولوية دائماً لمشاركتي في الأعمال التلفزيونية السورية.
> كيف تنظرين إلى تكرار مشاركة الفنانين السوريين في الأعمال المصرية، هل تعتبرين الأمر نوعاً من الموضة؟
ـ أنا ابتعدت عن هذا الأمر كما قلت ولا أستطيع أن أقوم بشيء عكس قناعتي، حتى لو كان سائداً. من المؤكد أن الوجود في مصر مهم جداً، لاسيما أنها تحتفظ بجاذبية خاصة لا يمكن إنكارها، ولكنني رغم ذلك، فضّلت أن يقتصر عملي فيها على السينما وإن حدث وشاركت في أعمال تلفزيونية فلن أشارك إلا بالمواصفات والشروط التي أحبها، فالجمهور العربي بشكل عام أصبح متذوقاً هاماً للفن ويستطيع الحكم على كامل مراحل العمل الفنية وتقييمها. ولذلك، من الصعب علينا خداع الناس. أينما أذهب أجد أن عليّ مراعاة شروط العمل التي أعيشها في سورية، من جودة فنية عالية وغيرها، ولست مضطرة للقيام بعمل لا أقتنع به وبشروطه الفنية. وهذا الأمر
لا ينطبق على الدراما فقط بل حتى بالنسبة للسينما، حتى إنني رفضت الكثير من الأعمال السينمائية قبل أن أوافق على المشاركة في فيلم «حليم».
روز اليوسف فكرتي
> هل أفهم من كلامك أنك ستشاركين في دراما تلفزيونية مصريـــة ولكــن بمــواصفاتك الخاصة؟
ـ صحيح، وأنا بالفعل قدّمت فكرة مسلسل عن «روز اليوسف» وهي شخصية كنت اطلعت على تفاصيل حياتها جيداً وأعرف تماماً كيف يمكن تجسيدها درامياً. وهناك بعض الأصدقاء الذين يعملون في الوسط الفني في مصر يعلمون تماماً ما أبحث عنه، وهنالك نص تتم كتابته حالياً ليلائمني، خاصة وأن هاجس الإنتشار لا يأتي ضمن أولوياتي بقدر ما تسكنني هواجس مثل: ما الذي عليّ أن أقدمه، وأي الأدوار عليّ تأديتها، وما الذي ستضيفه الى تجربتي وللناس من حولي؟ يستطيع أي منا أن يقدّم عدداً كبيراً من الأعمال، ولكن المشكلة تكمن فيما سأحققه والنوعية التي أسعى إليها. أنا شخصياً، لا تطغى عليّ فكرة الإنتشار وهي ببساطة أمر سهل، وإنما أبحث عن تحقيق القيمة الفنية وهنا تكمن الصعوبة.
> يعني هذا أنك لا تقبلين كل ما يعرض عليك من أعمال ربما لأنها لا تناسبك؟
ـ عندما يعرض علي عمل يحمل نوعاً من الإستسهال فلاشك أنني سأكون في حالة من السخف الشديد إن فكرت بطرح نفسي من خلاله، بل وسأكون آذيت نفسي لأن الناس سيشعرون بالملل مني. أنا أشجع فكرة أن يكون المؤلف على علم بما يرغبه الممثل وما يناسبه، بمعنى أنني مع أن تتم كتابة عمل لممثل معين ولكن ضمن شروط مهنية من كتابة جيدة ومحترمة دون اللجوء إلى أسلوب الإستعراض.
> ربما كان لجمالك دور في اختيارك لتلك الأدوار؟
ـ لا علاقة للجمال بالأمر، فهناك جمال يوحي باللؤم وآخر يعطي الهدوء هناك الجمال المريح والجمال المخيف، ولكل ما يميّزه عن غيره. وإذا أردت التحدث عن نفسي فالموضوع ليس مقتصراً على الملامح، ولكن هناك حالة سلام تسود شكلي وتشعرني شخصياً بالراحة فيلمس المشاهد بشكل تلقائي تلك الراحة والشفافية.
اتصال كاظم الساهر
> أعلن الفنان فراس إبراهيم مؤخراً أنك ستقومين ببطولة مسلسل «أسمهان»، فما تفاصيل هذا الموضوع؟
ـ حتى ساعة إعلان فراس للخبر كنت أتحفظ في الحديث عن الموضوع. وفي كل الأحوال، تم إرجاء العمل إلى رمضان 2008. أما بخصوص النص فهو معدّ بطريقة سينمائية جميلة وجيدة وهو من كتابة قمر الزمان علوش وممدوح الأطرش،
إلا أن الصياغة النهائية كانت لنبيل المالح، وهي خطوة جميلة لتجربتي الفنية فأسمهان شخصية غنية درامياً وتعيش عدداً من الحالات والإنقلابات والدور تمّت صياغته بطريقة ممتازة.
> ماذا عن العمل الذي ستقفين فيه أمام كاميرا زوجك وائل رمضان؟
ـ يحمل العمل اسم «إسأل روحك» وهو من تأليف والدتي الكاتبة ابتسام أديب وإخراج زوجي وائل رمضان، وكان يجب أن نبدأ به مع بداية العام، ولكننا تعرضنا إلى عدد من العراقيل الإنتاجية. المسلسل يحمل مضموناً مهماً وهو عبارة عن ثلاثين حلقة تتحدث عن قصص إنسانية منفصلة تماماً عن بعضها البعض، وقد انتهينا من تصوير الحلقة الاولى من إنتاج المخرج الكبير نجدت أنزور لكن لظروف مادية لم يتسن له الإستمرار، وهو من بطولتي مع رامي حنا. كما تشارك في العمل باقة من نجوم الدراما السورية وأقدّم فيه عدة حلقات فقط. بدأنا مؤخراً تجاوز المشاكل الإنتاجية بالتصوير من جديد من إنتاج نجدت أنزور وشركة «بانه» للإنتاج.
> رغم اختيارك نجمة سورية لعام 2006 تقبلين القيـام بأدوار صغيـــرة كضيفة شرف كما في مسلسل «عنترة بن شداد»، فما الذي يدفعك لذلك؟
ـ لا يزعجني أبداً تقديم دور صغير نسبياً في أي عمل طالما أنه دور جميل يغريني كمــمثلة لتأديـته. وقد شعرت أن الدور في مسلسل «عنترة» جميل جداً وأقرب إلي من دور «عبلة»، كما يعني لي العمل مع رامي حنا كصديق وكمخرج موهوب.
> جاءت تجربتك في «الفيديو كليب» مع الفنان كاظم الساهر في وقت لم نعتد فيه من نجومنا مثل هذه المشاركات، فكيف بدأت الفكرة، وماذا قدّمت لك؟
ـ كنت سابقاً أستبعد هذه الفكرة تماماً. ولكن، تحديداً في هذه الأغنية شدّني الأمر لأهميته، فهو عمل يحمل توقيع كاظم الســـــاهر ونزار قباني ولن تضرني المشاركة في العمل مع هذه الأسماء الكبيرة.وقد بدأت الفكرة عندما تلقيت اتصالاً شخصياً من كاظم طلب مني خلاله أن أكون موجودة في العمل. أعتقد أن «الكليب» لاقى استحساناً عند معظم الناس. وبالتأكيد، قدّم لي شيئاً مهماً على الصعيدين الفني والشخصي.
سفيرة النوايا الطيبة
> دعينا ننطلق من هذه النقطة نحو تجربتك الإعلانية، فالكثيرون يعتبرون أن دخول الممثل عالم الإعلان يحمل نوعاً من الإستخفاف بقيمته، ويؤكّـــد عــلى ســـعي الممثل إلى العائد المادي. فكيف ترين الأمر، وكيف قبلت العرض؟
ـ هذا الأمر بدأ قبل ثلاث سنوات وكانت الفكرة جديدة نسبياً وتردّدت كثيراً في قبولها، ومن المعروف أن الناحية المادية مضمونة في الإعلان وأحب أن أذكر أنه قد عرضت علي عدة إعلانات قبله بمردود مادي أكبر لكني لم أشعر بقيمتها. وهذا المنتج الذي تناولته في الإعلان أقوم باستخدامه، والشركة التي أعمل معها شركة محترمة، والطريقة التي ظهرت بها في الإعلان كانت متميزة جداً ولا أريد أكثر من تقديمي بشكل جيد. ولابد أيضاً أن نؤكد أن نجوم هوليوود أنفسهم شاركوا في مثل هذه الأعمال لأنه أمر يزيد من رصيدهم، فلو لم يكونوا شخصيات مؤثرة لترويج منتج عالمي لما طلب منهم هذا الأمر، وهذا إعلان على أنني وصلت إلى مرحلة تستغل فيها شركة عالمية اسمي ونجوميتي.
> رغم أن تجربتي الإعلان و«الكليب» كانتا إيجابيتين إلا أنك لم تكرريهما، فما السبب؟
ـ عرضت علي عدة مشاركات في الأغاني المصورة ولكن مرة واحدة تكفيني، وفي الإعلان ما زلت مستمرة في هذه الشركة ولا أريد أن أفقد مصداقيتي بالمبالغة في الظهور الإعلاني مع شركات مختلفة.
> ماذا لو طلب منك أن تكوني سفيرة للنوايا الحسنة تمثل سورية على صعيد دولي؟
ـ من المؤكد إذا طلب مني الأمر فسأوافق طالما أن هنالك رسالة إنسانية أستطيع تأديتها. ويمكــن أن يصنــف هذا كنوع من الإعلان فهم يستخدمون أسماء النجوم والمشاهير لهدف معين، وأنا بدأت منذ سنتين تقريباً أولي اهتماماً خاصاً ببعض الأمور الإنسانية وعلى الأخص موضوع «ذوي الاحتياجات الخاصة»، وأنا أحب المشاركة في النشاطات الإنسانية وأشعر بواجب تجاه مثل هذه الأمور فهي تمنحني نوعاً من الغنى النفسي. لقد طرحت مشروعاً شخصياً باسمي على الأمم المتحدة ونحن بانتظار التمويل والتنظيم، وقد حصل على موافقة اليونيسيف المبدئية، كما طلب مني تقديم إعلان يتعلق بالشباب في إطار خدمة موضوع الشباب والمجتمع وهو بالطبع إعلان غير مدفوع.
> ألاحــظ قلة صداقاتــــك في
الوسط الفني؟
ـ الأمر بالطبع ليس مقصوداً أبداً، ولكن ربما لأن العمل يأخذ وقتاً طويلاً من حياتنا، فليس من المعقول أن نخصّص ما تبقى من الوقت بعيداً عن البيت، لا أنكر أهمية الصداقة ولكن لا وقت لذلك فأنا أحلم باللحظة التي سأعود فيها إلى المنزل لأرتاح وأعيش حياتي الطبيعية كما ان لدي التزامات عائلية.
المنافسة الزوجية مشتعلة
> زواجك من الممثل والمخرج وائل رمضان هل يصعّب عليك الأمور أم يسهلها؟
ـ نحن عائلة طبيعية كأي عائلة أخرى ولا أرى زواجي في الإطار المسمّى «الزواج الفني» فنحن اثنان أحبا بعضهما البعض وكوّنا أسرة ليس أكثر من ذلك.
> ماذا عن التنافس بينكما كفنانين شابين؟
ـ أعتقد أن المنافسة تنحصر دوماً بين ممثل وممثل آخر وممثلة وممثلة أخرى أما بهذا الشكل فلا أرى منافسة.
> ولكن المقارنة موجودة بشكل دائم. ولنكن أكثر صراحة، فقد طغت نجوميتك على نجوميَته، ألا يشكل هذا الأمر حساسية بالنسبة إليه؟
ـ أعتقد أن طرح هذه الأمور عادة ما يسبّب المشكلات الأسرية فلماذا تتم هذه المقارنة بيني وبين وائل، لماذا علينا أن نبحث ما إذا كان أحدنا أكثر نجومية من الآخر؟ أنا فتاة وكانت لي فرص أكثر وحظ أكبر كما أن وائل ابتعد لفترة معينة عن العمل. والمهم أن أذكر أنه عند زواجنا لم يكن أحدنا نجماً بعد فبدأنا معاً واشتهرنا معاً وهذا الأمر لصالحنا.
> كيف ترين نفسك، وإلــى أيـــن تريديــن الوصول؟
ـ أرى نفسي ممثلة تحب عملها كثيراً فهو جزء من روحي وأتمنى أن أقدم دوماً الأعمال الجيدة، وإلى أين سأصل؟ الله أعلم وطالما أنني أجتهد فسيكون مكاني جيداً.
> ومن ينافسك في رأيك؟
ـ لا أعتقد أنني أنافس أحداً أو أن هناك من ينافسني، فنحن مجموعة جيدة جداً في سورية من ممثلين وممثلات وجميعنا نشكّل دراما سورية راسخة في العالم العربي، ولا أنكر أن الغيرة شعور إنساني طبيعي، ولكن ليست هناك أسماء معينة فوحدي لن أستطيع تقديم مسلسل وكلنا نعمل معاً وقد قدمنا المسلسل السوري للعالم العربي وكان انتشار الدراما السورية في صالحنا كفنانين، بينما في السابق كان اسم سوريا يرتبط فنياً بأسماء مثل دريد لحام ومنى واصف...
.........مقابلة مع سلاف فواخرجي..........
العرض العادي
