(بندر ..) ..شخص يـقـرأ جـل وقته ويعيش بين كتابه ودفتره ليسجل ما يخطر على باله من الأبيات أو الخواطر أو القصص ..
كان منذ أن بلغ الرابعة عشر من عمره يقرأ قراءة الأديب المفكر .. فالقراءة هي المتنفس الذي يجد فيه نفسه ..
عاش في مكتبة أبيه بين كتبها وأوراقها .
بعد أن كبر (بندر ) قليلا وبدأت يداه تصل إلى الرفوف العليا من المكتبة إستخرج رواية كان اسمها {أشواك الحب**فقرأها في أربعة أيام ..
هنا تكونت عنده فكرة سيئة عن الحب .. وعرف بقرارة نفسه أنه أمر قبيح لا يجلب إلا العذاب والهم ..
لم يكتف (بندر ..) بهذا بل قرأ قصة مجنون ليلى وعرف كيف أنه أحبها ومات من شدت حبها
ثم قرأ قصة عنترة وجميل وغيرهم من المحبين الذين ذاقوا *العذاب من الحب*...
ورغم أنه كان يستمتع بقراءة هذه القصص إلا أنه كان وهو لا يعلم يبني خلفية كريهة عن الحب.. أحس (بندر ..)بعد فترة من الزمن
أنه يكره هذه اللفظة (( الحب)) لأنها سببا لعذاب كثير من الناس .
كبر (بندر ..) وهو يحمل هذه الفكرة التي رسخت في عقله ..
وبدأ (بندر ..) رحلته مع النقاشات الفكرية والثائرة في أغلب الأحيان على الحب ..
لقد كان يدير الحوار بعقلية المفكر وكلام الأديب وكان يستشهد بأبيات ويذكر قصصا لينفر الناس من الحب ..
في أحد الجلسات التي كان بندر يقتلها بكرهه للحب ومحاولة تبغيضه للناس ., قال له أحد اصدقائه...
يا(بندر ..) لن تخالف الناس جميعا فالجميع يكتب عن الحب وجماله في المنتديات . ورحل صديقه .
لقد بقيت هذه الكلمات تنخر في عقل (بندر ..) لأنه آمن أن الحب خرافات وأن هذه الخرافات لابد أن تنتهي ..
رجع إلى بيت أهله وهو عازم على أن يقتحم عالم المنتديات ليكتب ضد الحب ولينفر الناس وليعلمهم أن الحب خرافة .
في صبيحة اليوم التالي .. تعلم (بندر ..) كيفية إستخدام الإنترنت وكيفية المشاركة والكتابة فدخل هذا العالم الذي يموج بالحب .
وبدأ مشوار النضال .. كان قاسيا على الجميع . وخاصة المعرفات النسائية .. لقد كان يلهب مقالاتهن نقدا ويسخر بعقولهن ..
كتب (بندر ..) عشرات الخواطر الساخرة .. وكتب عشرات المقالات التي تنفر عن الحب وكتب قصائد سخرية بمن أحب والحب
أصبح (بندر ..) بعد حين معروفا في هذا المنتدى الأدبي الذي اقتحمه نظرا لتواجده وقلمه النازف وكتاباته ولغته و تخصصه
استمر (بندر ..)على هذه الحالة ما يقارب 3سنوات .. حتى علم في قرارة نفسه أنه لن يكون أقوى من الجميع...
استمر (بندر ..) على حالته مناضلا يكافح حتى علم أنه لن يكون أقوى من الجميع ..
حينها بدأ يخفف من حدته وأخذ يتلطف مع النساء ويجاملهن ...
(بندر ..)شخصية المثقف الرزين الذي لا يعرف البسمة ...
في هذه الوقت لم يكن (بندر ..) يعلم أن القدر يخبئ له مفاجأة .
فهو لم يعلم أن ( غاده ) تلك العضوة تتابعه
كان يستغرب في كل مرة يدخل فيها إلى المتواجدين أن العضوه ( غاده ) تقرأ في ملفه الخاص
يسأل نفسه لماذا ؟ وماذا تريد تبحث هذه العضوة في ملفاتي .
أكثر من شهر و (بندر ..)يراقب غاده .. بينما غاده تقضي معظم وقتها بين ملفات (بندر..).
بعدها لاحظ (بندر ..)أن غاده بدأ تكتب في المنتدى الأدبي وبدأت تسجل ردودها بعد (بندر ..) مباشرة
دائما تكتب غاده ( وردة لمن أحب ) في نهاية ردها .
دائما تكتب أو تختم بكلمات منها (الرحمة الرحمة.. أحب من كان قبلي .. أو نحبكم لدرجة لا تعلمونها) .
أحس (بندر ..) أن غاده تقصده فبدأ يسأل نفسه .. لماذا أنا ... ألست أنا من يكره الحب ؟
أيعقل أن يُحب من هو مثلي !! بهذه القسوة على الفتيات ..
أسئلة كثيرة جدا طرحها (بندر ..)على نفسه قبل أن يضع أيميله في توقيعه .
وضع (بندر ..)إيميله في توقيعه ..
وبعد يومين استقبل الضيف الأول ..
بعد حوار جميل دار بين الطرفين على الماسنجر .. كان حوارا حول الحب..
وكان الطرفان مثقفان لدرجة أنه أتعب كل شخص الثاني ..
أحس (بندر ..)أن الطرف الثاني يحمل قلبا مرهفا وأنه على طرف الهاوية يكاد أن يسقط في هاوية الحب ..
فأحب أن ينقذه دون أن يعلم أنها فتاة ...
تواصل معها (بندر ..) لمدة ثلاث أيام حتى بدأ يحس بشيء في قلبه يجذبه إلى الشخص الذي لم يعرفه ..
سأله (بندر ..) يوما فقال له .:
يا سيدي هل أنت تحب ؟
هل أنت من المحبين ؟
فأجابا الطرف الآخر ..
عذرا يا سيد ( بندر )
قد لا تعلم من أنا ولكن الآن ستعرف
أصحح طريقة كتابتك فأنا سيدة
وأنا أحب
وأعشق من شهر شخص تعرفه
وأريدك أن تساعدني كي أصل إليه
وهذا هو الهدف الأساسي من مراسلتي لك .
هنا أحس (بندر ..) أنه المقصود .. وأحس أن هذا الشخص هي نفسها ( غاده ) التي تقرأ في مواضيعه.
فدارت به الأرض ولم يستطع كتابة حرف واحد
وقال إني خارج ... مع السلامة .
خرج (بندر ..)لكن قلبه بقي هناك عند الشاشة ..
خرج وهو يفكر في نفسه .. أيعقل أن تكون هي .. وأن أكون أنا حبيبها دون أن أعلم ... ؟؟!!
أمضى (بندر ..) يومه وهو يفكر بينما أمضت غاده يومها تنتظر عودت (بندر..)إلى الماسنجر لتبوح بما في صدرها .
عاد (بندر ..)إلى الماسنجر.. عاد من أجل تلك الفتاة التي أشغلت قلبه ..
لقد كان عازما أن يكون معها حازما وأن ينهي هذه الخرافة التي بدأت تشغل عقله ..
حينما فتح الماسنجر ووجد غاده وقد غيرت اسمها من ( إني أحب ) إلى ( أحبك يا بندر ) ..غاده .
لم يستطع (بندر ..)أن ينفذ ما عزم عليه فبدأ معها وهو حذر إلى أنها استطاعت أن تسقطه في حبها بعد أسبوع واحد فقط من المراسلات
هكذا سقط (بندر..)في حب غاده..
وبعد أن سقط (بندر ..)في حب غاده
بدأ يتغير دون أن يشعر فقد أصبح ينقد الحب ولكن بأسلوب لطيف ,.
لقد أصبح أقل ثورة على الحب .
حتى جاء اليوم المشهود وكتب في توقيعه ,,
(((إني أحب ))) وبدأ يكتب عن الحب مقالات وقصائد .
لقد كان يرسل هذه الخواطر إلى غاده من خلال المنتدى ولكن الجميع لا يشعر بذلك
هي غاده وحدها التي تعرف أن (بندر ..)يقصدها
لذلك فهي ترد عليه ردا يفوق موضوعه جمالا .
إلا أن الأعضاء بدئوا يلاحظون التغير الذي طرأ على (بندر ..)خاصة بعد أن كتب في توقيعه ( إني أحب )
بدأت تصله رسائل على الخاص من الأعضاء
من مهنئ بهذا التغير وقائل :
(مبروك عرفت إن الحب شيء جميل )
إلى غاضب وساخر يقول أهذا (بندر )الذي أزعجنا عن الحب يكتب : إني محب ؟؟
وكثير من النساء كتبن رسائل مطولة (لبندر ..)من مبدية إعجابها به.. إلى مبدية إعجابها بما يكتب..
إلى من صرحت أنها تحبه إلى قائلة عد إلى رشدك يا ( بندر )إلى ......
ولكم أن تتخيلوا أكثر من 5000 عضو يعرفون (بندر )في المنتدى بشخصيته الكارهة للحب .. يتفاجؤن أنه يحب
كيف ستكون الرسائل .
شهر أو أكثر وهو يشتغل بالرد على الرسائل مهملا المنتدى ..
بعدها بدأ الجميع يعرف أن (بندر ..)سقط في شراك الحب ..
أثناء هذا كله كان (بندر ..)يقضي مع غاده ساعة أو ساعتين في كل يوم على الماسنجر حتى أصبحت هذه الفترة أهم جزء في يوم (بندر ..)
بعد فترة وبعد أن تأكد الحب بين الطرفين ؟؟
طلب (بندر ..)من غاده أن يسمع صوتها .
وأرسل رقم جواله بعد أن وافقت على ذلك .
كان هذا الحوار الذي لا ينسى .
غاده : السلام عليكم
(بندر ..): وعليكم السلام ... من معي ( قالها من شدة الارتباك )
غاده : نعم ... من الذي أعطيته رقمك قبل قليل ...
(بندر ..): آه عذرا أنت غاده
غاده : أنا اسمي ( ساره ).
(بندر ..): وأنا اسمي (بندر ..)
غاده : أعرفك ...
(بندر ..): كيف ؟؟
غاده : وهل يخفى القمر .. أعرفك وقد رأيت صورتك أكثر من مرة واستقبل هذا الملف على الماسنجر ..
(بندر ..): كيف ؟
غاده : أتذكر حينما وضعتم لقاء لأعضاء المنتدى ..
عرفت من العضو ....... أنك صاحب هذه الصورة فاحتفظت بها .
(بندر ..): نعم هذا أنا صاحب الصورة
غاده : أكمل باقي حواري معك على الماسنجر .
أكمل (بندر ..)حديثه على الماسنجر إلا أن صوت ( ساره ) غاده يرن بأذنه
لم يستطع الصبر فكتب بيتا وأرسله لها برسالة قصيرة عبر الجوال .
لقد كتب .......
أذني يا سيدتي تزعجني ... تريد مزيدا من صوتك
فهمت ساره قصد (بندر ..)فاتصلت مرة أخرى لتتكلم معه أكثر من 30 دقيقة
كان(بندر ..)يحاول أن يفهم في نفسه هذا السر الذي يجتذبه إليها . لكنه للأسف لم يفهم إلى بعد حين أنه الحب وليس غير الحب .
هنا نسي( بندر ..)الماسنجر وبدأ يتحدث مع ساره متى شاء على جوالها الخاص ..
قويت العلاقة بين (بندر ..)وساره وأحب كل الآخر حتى اتفقا على الزواج بعد علاقة لأكثر من 6 أشهر
رغب(بندر ..)أن ينظر إلى ساره فواعدها في يوم الخميس
جاء يوم الخميس وخرج أهل ساره إلى الاستراحة بينما لعبت ساره دور المريضة وطلبت أن تبقى الخادمة معها في البيت
خرج الأهل للإستراحة وبعد نصف ساعة كان (بندر ..)بكامل جرأته يقف أما الباب
فتح الباب ودخل (بندر ..) وماتت الجرأة فأصبح حرجا لدرجة أنه لم يستطع الكلام وقد جهز ما سيقول .
لم تكن ساره بأقل حرجا من (بندر ..)..
استمر اللقاء أكثر من 30 دقيقة وكان الحوار فيه عن المنتدى والأعضاء
بعد أن أردا (بندر ..)الخروج تذكر أنه يحمل هدية لها
هي خاتم أغلق على ورقة فيها قصيدة حب من 18 بيت ..
ركضت ساره إلى غرفتها وأحضرت عطرا كان نصف ممتلئ وأهدته (بندر ..)
كــــــــــــــانت جميـــــــــــلة .. لدرجة أنه يخجل من النظر إليها .
اتفق بعدها الاثنين على أدق تفاصيل الزواج وعزم (بندر ..)أن يخطب ساره وان يخبر أهله برغبته بها
عزم(بندر ..)أن يخطبها خلال صيف عام ....( الإجازة الصيفية ) فكلمت أم ( بندر ..)أهل ساره
وأعطوها الموافقة المبدئية ..
هنا وصل الحب بين (بندر ..) وساره أعلا درجاته ..
لقد كان يكلمها بالساعات كل يوم ..
أجل موضوع الخطبة لان ساره سوف تسافر في الصيف
وفي طريق سفرها أصيبوا بحادث سير لا يعلم .. تفاصيله إلا أن سائق السيارة الأخرى كان صغيراً .
وماتت ساره في هذا الحادث...
وهكذا رحلت ساره و بقي عطر ساره
رحلت وأخذت معها كل شي أخذت قلب شخص لم يعرف الحب الا منها ولها ولم يبقى من ذكرها الا عطرها يبكيه حـتــى الآن ..
وسيبقى .......
*·~-.¸¸,.-~*بقلم ياكثرك*·~-.¸¸,.-~*