إن القراءة هي مفتاح الثقافة ،،، ووسيلة مهمة لتلقي العلم والاطلاع على كل معرفة ،،،
ومما يدل على ذلك أن أول آية نزلت على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم هي قوله تعالى :
<< اقرأ باسم ربك الذي خلق * خلق الإنسان من علق * إقرأ وربك الأكرم * الذي علم بالقلم * علم الإنسان ما لم يعلم * >>
فالقراءة والكتابة رافدان مهمان للتزود بالعلم ،،، فيجدر بنا أن نوليهما العناية التامة ،،،
*****
فوائــــــــــد القراءة ،،،
من فوائد القراءة ما يلي ،،،
1- الأجر والثواب عند الله تعالى إذا ابتغى القارئ وجه الله تعالى بقراءته للقرآن والسنة والعلم النافع ،،،
2- بها يتلقى العلم ،،، ويتزود المسلم في كا تخصص يرغب التوسع فيه ،،،
3- وسيلة للإطلاع على أخبار العالم وأحداثه المهمة عبر قراءة الصحف والمجلات ،،،
4- أنها سبب لمعرفة أخبار الأمم الماضية والاستفادة من حضاراتهم ،،،
5- أنها تفيد القارئ بمعرفة تجارب الآخرين وخبراتهم التي توصلوا إليها ،،،
6- أنها سبب لاكتساب الأخلاق الحميدة والصفات الكريمة عند قراءة كتب الآداب ،،،
7- أنها قناة تفيد القارئ بكل جديد في العالم من المخترعات والبحوث العلمية ،،،
8- أنها سبب للأنس والمتعة والترفيه عن النفس بقراءة اللطائف والطرائف ،،،
9- شغلها وقت الفراغ بما يفيد ،،، والوقت أنفس ما عنيت بحفظه وأرواه أسهل عليك ما يضيع ،،،
10- القراءة سياحة للعقل البشري بين رياض الحاضر وآثار الماضي وآمال المستقبل ،،، فينتقل القارئ من أفقه الضيق إلى عالم رحب واسع تتدفق عليه الثقافات المختلفة ،،، ويستطيع المسلم بما وهبه الله من عقل وعلم أن يميز بين الشر فيحذره ،،، وبين الخير فيستفيد منه ،،، فتحصل له السعادة في الدنيا والآخرة بتوفيق من الله تعالى ،،،
ولما كان للقراءة تلك الفوائد وغيرها كثير ،،، فلقد اعتنى بها علماء الإسلام وشغلوا أوقاتهم بها ،،، حتى صاروا هم جهابذة زمانهم ،،، وقمم الحضارة في بلادهم ،،،
*****
ضوابط القراءة ،،،
1- وقت القراءة أمر مهم يجب أن نحسن اختياره ،،، فلا تقرأ في وقت أنت مشغول فيه أو لديك ما يعيقك عن الفهم بسبب شرود الذهن أو كثرة الأعمال ،،، بل لا بد أن يكون وقتك وذهنك صافياً خالياً من الشواغل ،،، ليكون محطة استقبال للمعلومات التي سيفهمها ثم يحفظها فترسخ فيه ،،،
2- أهمية التدرج في القراءة ،،،فعلى القارئ إذا كان صغيراً أو مبتدئاً في العلم أن لا تمتد يده للمجلدات والكتب المطولة ،،، بل يتأنى ويبدأ بالمختصرات والكتب المفيدة لأنها أنسب لسنه وفهمه ،،، ويسرع فراغه منها فتتشوق نفسه لغيرها ،،،
3- حبذا أن تختار الكتب التي توافق ميولك العلمي وتناسب مهاراتك الثقافية لتشعر بالتوافق معها ،،، والفهم السريع لها ،،،
4- لا يكن همك الفراغ من الكتاب ،،، بل همك الاستفادة منه ،،،
5- لكي تتأكد من فهمك للكتاب ،،، راجع مع نفسك كل موضوع فيه أو كل عشر ورقات تقف عندها ،،، واستعد ما حفظته من فوائدها ،،، ثم استمر في قرائتك ،،،
6- إذا كان الكتاب مهماً بالنسبة لك فلتقم بتلخيصه في نفاط أو عناصر معدودة ،،،
7- من أسباب العزوف عن القراءة والملل عند بعض القراء ظنهم أنه لا بد أن يقرأ الكتاب من الغلاف إلى الغلاف ،،، وهذا مفهوم خاطئ ،،،لا يعمم على كل كتاب ،،، نعم هناك كتب مترابطة الفصول والأبواوب لا بد من قرائتها كاملة لتتكامل جوانب الموضوعات لا سيما إذا كان الكتابكبيراً أو من كتب معاجم اللغة أو الأنساب أو التراجم أو الفهارس ،،،
8- التنويع أمر مطلوب ،،، فلا يقصر القارئ جهده ووقته في فن واحد دون غيره ،،، بل حبذا لو يقرأ في عدة تخصصات ليجني ثماراً مختلفة تزهر في بستان المعرف لديه ،،، وليعود نفسه على أن يقرأ في كتب التفاسير ،،، ثم شروح الأحاديث ومؤلفات العقيدة ،،، وليطالع في كتب المسائل الفقهية والشرعية ،،، وليأخذ بين كل منها استراحة وسياحة في كتب الأدب واللطائف والأخبار والتواريخ ،،، فإنها تنشط القارئ للاستمرار في مقروءاته العلمية ،،،
*****
أخيراً ،،،
ليكن مقصدنا من القراءة هو الإيمان والتصديق والعمل والتطبيق ،،،
ولا يكن همنا هو كثرة القراءة وجمع المعلومات فقط دون أن يكون لها أثر علينا في علمنا وخشيتنا الله تعالى ،،، وفعلنا للطاعات ،،، واجتنابنا للمحرمات ،،،
لذلا ينبغي أن نستفيد مما نقرؤه علماً وعملاً ،،، لئلا يكون ذلك العلم حجة علينا ،،، بل نريده حجة لنا حينما يرى علينا أثر العلم في أقوالنا وأفعالنا ،،،
قال الحسن البصري رحمه الله : (( كان الرجل يطلب العلم ،،، قلا يلبث أن يرى ذلك في تخشعه وهديه ولسانه وبصره ويده ،،،))،،،
*****
أرجو أن تكون الفائدة عمت الجميع ،،،
لكم مني فائق التقدير والاحترام ،،،
تحيــــــــــــاتي،،،
العرض الشجري
