بســـــــم الله
قبل البدء
مساء الدم ..
مساء الهم ..
مساء الأشلاء ... والأنقاض
هل تأخرت في كتابة رسالتي الأخيرة ؟؟
اتمنى أن أكون متأخراً .. حتى تتأكدي أنّي أنا !!
يقولون عنّا أننا متأخرين دائماً عن كل شيء.... بشراك .. لم نعد
كذلك .. فلم نعد نأتي أصلاً !!!
.... ها أنا أكتب ... في فترة استراحة حنجرتي من الصراخ ... كم أخاف
على هذه الحنجرة !!
..... مسكينة أنتي يا فلسطين !!
ماذا ستفعلين لو فقدنا حناجرنا التي لم نعد نملك سواها ؟!!
من سيملاء الدنيا .. صراخاً ..وبكاءً ونحيباً !
أخاف ... يا عزيزتي ألاّ تجدي من يبكي عليك !
هل لازلت تذكرين يوم كنتي قضية ؟
أم تراك نسيتي كما نسينا بعد أن اصبحتِ في عهد
رب البيت " الأبيض " مسلسلاً تلفزيونياً ؟؟........
نراه كل ليلة ... ثم نصرخ .. وقد نبكي ... قبل ان نبتسم وننام !!
ليتك تدرين كم اصبحت مسلية !
كل شيء فيك يدعو للتسلية !
اصبح القتل فيك رهاناً .... ولعبة مسلية
... قد نلعبها في اي مكان !!
مشهد اعتراضي
خرجا من الملعب بعد مباراة حامية الوطيس ثم دار هذا الحوار :
-
أين سنتعشى الليلة ؟
- في أي مكان تريد !
- ومن سيدفع الفاتورة ؟
- أنت
- ولماذا أنا ؟
-
اسمع .. سنتراهن ومن يخسر الرهان يدفع الفاتورة !
-
اتفقنا ... ولكن على ماذا سنتراهن ؟
- فلنقل مثلاً .... كم سيكون عدد القتلى في فلسطين الليلة ؟
- رهان جيد ... انا أقول أكثر من عشرة وأقل من عشرين !!!
-
وأنا متأكد من أنهم سيكونون أكثر من عشرين !
- اتفقنا اذاً ... اذا كان عدد القتلى اقل من عشرين ستدفع الفاتورة ...
واذا كان اكثر فسأدفعها أنا !!
........ ويذهبان للعشاء في ضوء الشموع والموسيقى الهادئة ... فلا بد
أن ترتاح أعصابهما ... فالمباراة كانت حامية فقد فاز العين رغم سيطرة
الوحده ...
يقولون مات ثلاثة .. وعشرة اصيبوا بانهيار عصبي ...فقد كان الهدف
العيناوي قاتلاً
نامي يا فلسطين على ضوء الرصاص ... وأصوات المدافع ..
نامي يا فلسطين ... ولا تحلمي بنا ...
وأن رأيتي وجوهنا في المنام .. فاستعيذي بالله من شر خلقه ...
ونامي على شقك الآخر !!!
واصبري على فقدك لأبنائك ... كما صبرنا على فقداننا إحساسنا ...
وكرامتنا ... ورجولتنا !!
نامي .... ودعي حقول زيتونك ترتوي بدماءٍ نقية ...
فلعلها تطهرك .... من عار الانتساب إلينا !!
بعد البدء
...... وصباحٌ عربي !!
أنا : دهـشه !
أنا في جسـد هـذا الكون : رعـشه
أنا الحـيّ الوحيـد اللي كسـر نعـشه ..
أنا : الملك الوحيد - اللي في لحظة غضب - في أقرب سلة مهملات ..
رمى عرشـه !!
تحياتي