مساء الخير ..
قبل قليل كنت أتابع في إحدى القنوات العربية .. أغنية مصورةً من جديد المغنية اللبنانيةالحسناء
المدعوه باسكال ..
حقيقةً عجبت كثيراً لسيناريو هذه الأغنية ...
كانت تدور فكرتها حول فتاة جميلة .. تبحث عن علاقة عن طريق الأنترنت .. وبخاصة برامج
المحادثات بأنواعها ..
مرد أستغرابي لكون هذه المغنية بارعة الجمال .. لدرجة أن جمالها أصبح عقدة لكثير من فتياتنا
وهذا الجمال هو الذي دفعني لعدم تقبل فكرة أنها تبحث عن علاقة عبر الأثير .. في وقت أنها
تستطيع بإشارة من أصبعها .. أو إيمائة من رأسها .. أو غمزة من عينيها أن تجعل أشد القلوب
صلابة تذوب وتهرول طالبة الود !!
لطالما كنت على قناعة أكيدة بأن النت هو المخرج والوسيلة الوحيدة لتكوين العلاقات لمن هم لا
يستطيعون ذلك على أرض الواقع ..
بمعنى أن هناك فتيات يفتقرن للجمال وأبجدياته ... وتراهن يصبن بخيبة أمل كبيرة حين يشعرن
بتجاهل الشباب التام لهن عند رؤيتهن .. وهذا مايدفعهن للبحث عن صديق بينهن وبينه حجاب ..
حجاب لا يهتك الا عند لحظة اللقاء .. تلك اللحظة التي يكون الشاب مخيراً فيها بين الإقدام
والاحجام .. وغالباً أنه يُقدم مستمراً بهذه العلاقة مع من صُدم بأنها ليست كما تخيلها في أحلامه ..
ولكن لسان حاله يقول .. شيء أفضل من لا شيء ..
الأمر ذاته ينطبق على الشباب .. فالشاب غير الوسيم وغير المقبول .. والذي يعاني من عدم
تقبل الفتيات له في سوق أو مجمع تجاري .. نراه يهرب لساحات الحوار يبحث عن رفيقة يوهمها
بأنه الشاب الوسيم الجميل ..
وقد يذهب لأبعد من ذلك بإرسال صور شاب جميل .. بالتأكيد ليس هو .. لكنه أحد أصدقائه أو
معارفه ..
ويستمر في تضليل الفتاة حتى تحين ساعة اللقاء .. وعندها لن تجد الفتاة مناصاً من القبول به
على مضض .. ولو لمرة واحده فقط .. تكفيه بلا شك..
علاقات الأنترنت بالتأكيد ليست لمن يستطيع تكوين علاقة خارجها ..
فعلاقات الانترنت تعتمد على الخيال كثيراُ .. ويشوبها التضليل كثيراً أيضاً ..
وحقيقة الأمر ..فقد سمعت وقرأت وشاهدت كثيراً من هذه القصص ..
قصص تهاوي الأحلام الجميلة .. حين يكتشف الشاب أن سندريلا أحلامه .. ماهي الا عجوز
شمطاء .. أو فتاة قبيحة ..
والفتاة بدورها تُصدم بالشاب .. حين تكتشف أنه والوسامة على طرفي نقيض .. بل هو للبشاعة
أقرب ..
قد يستعجب البعض من تركيزي على مفهوم الجمال وكأنه الفيصل في هذا الموضوع ..
واقول نعم فهو الفيصل بالتأكيد .. فمثل هذه العلاقات لا تنظر للعقل ولا للتفكير ولا للأخلاق ...
فهي علاقات رخيصة تبدأ بالجسد .. وتنتهي اليه ..
لا أعلم ... هي فكرة دارت برأسي .. قد تحتمل الصحة والخطأ ..
تهمني أرائكم كثيراً ..
و لكن كل ماأخشاه أن تفسر بعض العقول الضيقة أن كلامي هذا نابع من تجربة شخصية ..
وأيضاً أقول أنه من العبث إنكار أن مواقع وبرامج الشات .. هدفها الأول والاخير تكوين العلاقات
بين الشباب والفتيات ..
علاقات لا تعرف للبراءة طريقاً ...
((( منقوووول )))