~ أنثــى المطــر ~

[لورانس]

أنثى المطر ..




أنثى مخلوقة من جمال الورد ..




رأيتها هكذا تحت سحابة المطر ..




ساحرة هي بجمال شموخها ..




تعترف بالوفاء ..




وتعرف كبرياء الجمال ..




هنا ..




تحت سحابة المطر ..




رأيتها تحتضن قطرات أمنياتها ..




وكأنها تسير إلى عالم جميل ..




لا يعرفه سواها ..




ولا يعترف بغيرها ..




أنثى المطر ..




رأتني وأنا أنظر إليها ..




فمدت يديها إلي ..




فحاولت أن أمسك يديها ..




فوجدت الغيرة من تلك السحابة التي تظللها ..




بعد ذلك ..




رمشت بعيناها العسليتان ..




لتقول لي تعال إلي ..




تعال نمسح حزننا بقطرات المطر ..




حاولت أن آتي إليها ..




فإذا بالبرق يغازل عيناها بدلا مني ..




فقالت لي بكلمات ليست كالكلمات ..




كلمات تحمل صوتا يحمل أوتار الشجن ..




فلم أعلم بمعاني الكلمات ..




فقد شدني طرب صوتها العذب ..




ولكني حاولت أن أرسم كلماتها بقلمي ..




فأخذت ورقة من أوراق الشجر ..




وحاولت أن أرسم بعض الكلمات ..




لأرسلها لها ..




ولكن للأسف ..




كان هناك من يغار حتى على صوتها ..




إنه ذاك المطر ..




فقد بلل المطر أحبار تلك الورقة ..




فسال الحبر على من الورقة إلى الأرض ..




ولكن ..




كان المطر قد قرأها قبل أن تسيل الكلمات ..




لأنه غازل كلماتها فغضب ..




فجرف الكلمات بقطراته ..




كنت هناك أنا ..




وكانت هنا هي ..




كان المطر يحيط بها من جميع الجهات ..




وكانت السحابة تحرسها من الأزمات ..



وكان البرق يهتف بروعتها ليقهر الدمعات ..




أنثى المطر ..




تلك الأنثى التي عانقت السحاب ..




وأطربت بصوتها أوتار الألباب ..




ورسمت لقلبها لوحة من الضباب ..




لا يراها سواها ..




ولا يعترف ببروازها سوى ذاك المطر ..




أنثى المطر ..




أنثى تتميز بالعنفوان ..




وتعيش بجمال الكبرياء ..




يميزها الوفاء ..




لأن عنوانها الصفاء ..




ومنزلها النقاء ..




هي تلك أنثى المطر ..




لوحة هائمة من جمال الزهر ..




وعطر يحدوا بريشتي إلى بهاء القمر ..




يا ألله كم أنتي محظوظة يا أنثى المطر ..




حينما تعزفين أشواقك ..




وترتحلين مع أسرار هيامك ..




وتعشقين جمال ذكرياتك ..




أنثى المطر ..




أنثى تبكي بدموع الجمال ..




وتضحك بإبتسامة كأنها روعة من الخيال ..




أنثى المطر ..




قلبها يحاكي الزمن ..




وشموخها أغلى من أي ثمن ..




تعرف قيمتها ..




وتعترف بجمال وجودها ..




أنثى المطر ..




أنثى من عطر السحاب ..




يفوح عبير وفاءها عبر الرياح ..




ولا يسمعه سوى ذاك الرعد ..




الذي يمازح دائما أشواق عاطفتها ..




أنثى المطر ..




فتاة تحمل في قلبها عاصمة الحب ..




وتختفي عن هذا العالم لتسقي مشاعرها ..




فما أجمل مشاعرها ..




وما أروع إخلاصها ..




وما أغلى فنونها ..




هي هكذا أنثى المطر ..




جمال في كل مجال ..




وعنفوان يكسوه الكبرياء ..




وأنوثة تترجم جمال سحر قلبها ..




أنثى المطر ..




أنثى من زمن الوفاء ..




أنثى المطر ..




أنثى عملتها الكبرياء ..




أنثى المطر ..




أنثى محرابها الشموخ ..




أنثى المطر ..




هكذا عزفها لورانس ..




التوقيع ..




~ المطـر ~