بسم الله الرحمن الرحيم
يا جيوش المسلمين : أليس فيكم رجل رشيد ،
فيغارَ على الإسلام والمسلمين وحرماتهم وأعراضهم
بثت الفضائيات مشاهد حية لمطادرة اليهود بالرصاص لنساء المسلمين في بيت حانون ، فيقتلون منهن ويجرحون ، ويعتدون على المساجد ويدمرون ، بعد أن اقتلعوا الأشجار وجاسوا خلال الديار وقتلوا الشيوخ والأطفال ... وحكامكم المسلمين يرقبون المشهد : يعدون القتلى والجرحى ، ينظرون نظر المغشي عليه من الموت لليهود وهم يطاردون المسلمات بالرصاص ، فلا تطرف لهؤلاء عين ، ولا يهتز لهم قلب ، ولسان حال أمثلهم طريقة يأسف لخروج النساء تحتج على عدوان يهود لا أن يأسف على قتل يهود لهن !!
أيها المسلمون
يا جيوش المسلمين
ألم يأن لكم أن تخرجوا من طوق هؤلاء الحكام الذين أوردوكم موارد الذل والهوان بدل أن يحركوكم للقتال في الميدان ؟ كيف يقف جنود مصر والأردن وسوريا ولبنان في صمت الأموات على الحدود مع فلسطين ، وهم يرون بأعينهم نساء المسلمين يلاحقهن يهود ؟ تستأذن مصر دولة يهود لإرسال ثلة من حرس الحدود إلى جزء رفح التابع لمصر لتمنع هذا الجزء من نصرة إخوانه ساكني جزء رفح التابع لفلسطين بدل أن يكون هؤلاء الجند نصرةً لأهل فلسطين ضد وحشية يهود وبطشهم !
أليس فيكم من يشتاق إلى رضوان الله والجنة ؟ أليس فيكم من يتطلع إلى عز الدنيا والآخرة ؟ أليس فيكم من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله فيُغَيِّرَ على هؤلاء الحكام منكرهم ، وينصر الله ورسوله فيُكتَبَ عمله عند الله في صحائف بيضاء ؟ أليس فيكم ( معتصم ) لتلك النساء ينتقم لهن من وحشية الأعداء ؟!
أيها المسلمون
يا جيوش المسلمين
إن أعدائكم ليسوا أقوياء إلا من قعودكم وخيانة حكامكم ، فإن يهود لا ينصَرون في أي قتال حقيقي لا ( تمثيلي) . بهذا ينطق كتاب ربنا سبحانه {َإِن يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الأَدُبَارَ ثُمَّ لاَ يُنصَرُونَ} ، وبهذا يشهد حديث رسولنا صلى الله عليه وسلم الذي أخرجه مسلم << لَتُقاتِلُنَّ اليهودَ ولتَقتُلنَّهم >> وفي رواية << تُقاتِلُكُمُ اليهودُ فتُسّلَّطُونَ عليهم >> ، وكذلك هي الوقائع التي كان فيها قتال : فتلك أسوار القدس في 1948 عندما رفضت الانسحاب منها ثلة مؤمنة من الجيش فثبتت وانتصرت ، وتلك معركة الكرامة 1968 حيث تمرد جزء من الجيش على أمر سلطنه ، فدخل المعركة نصرة للمقاومين في الكرامة ، وكان النصُ وسَحبُ بضع دبابات للعدو تركها خلفه ، وكان سائقوها مربوطين ربطاً محكماً على مِقودِها كي لا يهربوا ! ، وتلك بدايات حرب 1973 عندما اجتاز الجيش المصري حصون يهود في خط بارليف ، واجتاز الجيش السوري حدود 48 في الجولان رغم ترسانة يهود المدججة ، ولولا خيانة السادات في ثغرة الدفرسوار ، وخذلان حافظ لجنده في الجولان ، انقيادا لمخطط أمريكا في دخولهما الحرب لتكون طريقاً إلى التفاوض في ردهات الاستقبال لا النصرة في ميدان القتال ، لولا ذلك لتغيرت نتائج الحرب ... ثم ها هي أحداث عدوان يهود في تموز 2006 فثلة مؤمنة مقاومة تمرِّغ أنف يهود في التراب مع فارق العدة والعتاد ...
إن يهود قد ضُربت عليهم الذلة والمسكنة ، ولو كانوا يتوقعون أن تُغير عليهم دولة واحدة من دول ( الطوق ) وليس كلها ، ناهيك عن باقي بلاد المسلمين ، لو توقع يهود ذلك لامتنعوا عن العدوان ولم يجرؤوا عليه ، بل لاهتز وجودهم في فلسطين واضطرب ، ولأصابهم ما أصاب أشياعهم من قبل : يُخرِبون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين ، و لكان صاحب الحظ من نجا منهم ببدنه مولولاً هاربا من فلسطين .
حقاً ، أيها المسلمون ، إن قوة أعدائكم هي بقعودكم وخيانة حكامكم ، وليس هذا فلسطين فحسب ، بل هو في كل بلد من بلاد المسلمين احتلها الكفار ، فما كانوا ليحتلوا بلداً إلا بخيانة الحكام وأعوانهم ، وقعودهم عن العون والنصرة : فتلك كشمير تحتلها الهند وتقعد عن نصرتها باكستان ، بل هي تضيِّق الخناق على الحركات الكشميرية المجاهدة ، وتلك الشيشان تحتلها روسيا وتقعد عن نجدتها دول آسيا الوسطى وأذربيجان ، وأما أفغانستان فلم تكن لتحتلها أمريكا إلا بخيانة وتواطؤ من حاكم باكستان ، ثم هل كان يمكن لأمريكا أن تحتل أرض الرافدين لو تحركت سوريا لنجدتها أو تركيا أو إيران ؟ أو لو حالت دويلات الخليج دون جعل أراضيها مرتعا لترسانات أمريكا وبريطانيا ومنطلقاً للعدوان ؟
أيها المسلمون
إن جيوش المسلمين هم أبناؤكم ، وحرارتهم من حرارتكم ، فكيف لا تنطلقون بهم ومعهم لتغيير هؤلاء الحكام الرويبضات ؟ كيف لا تحركونهم لإنقاذ الأرض والعِرض ، وحماية الحرمات والمقدسات ؟ إن حرصكم وحرصهم على أنفهم لن يؤخر من أجَلهم شيئاً ، بل إن أقصى ما تنالون وينالون هو قضاء الحياة هي هي ، ولكنْ في ذل وهوان وخنوع واستسلام ، وإنها لحياةٌ تعيسة لو كنتم وكانوا يعلمون .
إن حزب التحرير يناديكم أيها الناس ، يستصرخكم أيها الجند أن تجيبوا استغاثات النساء وصرخات الأطفال وهمهمات الشيوخ . إن حزب التحرير يستنفركم للتحرك إلى القتال للانتقام لهؤلاء وأولئك ، وإن تّقلعُوا من طريقكم كلَّ من يعوقكم من الحكام وأعوانهم ، فقلُهم قُربةٌ إلى الله تنجيكم من عذاب الله يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم .
إن حزب التحرير يستنصركم لتقوموا معه لإعادة الخلافة الراشدة ... فيكون الراشدون ، والقادةُ الأوائل والمعتصمُ و صلاحُ الدين والفاتح ... وعندها لن يجرؤ كافرٌ أو ظالم على أن يمس طرف امرأة بسوء وينجو بنفسه ، ناهيك عن ملاحقتها بالرصاص ، ومن ثمَّ تعودون كما كنتم خير أمة أخرجت للناس .
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ} .
13 من شوال 1427هـ حزب التحرير
الموافق 04/11/2006م
................................
اللهم ارزقنا نصرك ونصر دينك وعبادك المخلصين