إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا إنه من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، جعل الجنة لمن أطاعه وجعل النار لمن عصاه...
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وصفيه وخليلة خير من بلغ عن ربه عز وجل ، أدى الأمانة وبلغ الرسالة ونصح الأمة وكشف الله به الغمة وتركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك صلى الله عليه وسلم..
أمـــــا بــــعـــــد :
أخواني وأخواتي :
كما تعلمون أن البكاء رحمة من رحمة الله عز وجل والبكاء من خشية الله عبادة وخضوع واعتراف بالذنب والخطيئة وقربى عظيمة لله الواحد الأحد فالعين التي تبكي من خشية الله لا تدخل النار كما جاء في الحديث النبوي قال صلى الله عليه وسلم ((لا يلج النار رجل بكى من خشية الله حتى يعود اللبن في الضرع )) ولن يعود.
فالخوف من الله عز وجل يهذب القلب ويطفئ الشهوات ويزهد العابد في الدنيا الفانية ويرغبه في الآخرة الباقية ويطرد الشيطان وينطق اللسان بذكر الله فمن خاف الله أخاف الله منه في كل شئ ومن لن يخف الله تعالى خاف من كل شئ .
والخوف والخشية لله جماع كل العبادات التي يؤديها المسلم ودليل على قبولها حتى الدعاء المستجاب فإن دليل قبوله البكاء بين يدي الله وأثناء الدعاء لذلك فإن البكاء من خشية الله منزلة عظيمة لا ينالها إلا عباد الله الصالحون.
وبعد هاذه المقدمة البسيطة أتمنى منكم أحبتي وأخواني أن نجتهد ونجمع قصص لإناس في الأزمنة الماضية من الأنبياء والصالحون والأولياء والزهاد الذين بكوا من خشية الله كي نستلهم منهم العبرة والعظة لعلنا نرتقي تلك المرتبة العظمى من الخشية التي تجلب البكاء لله عز وجل عسى ربنا أن يرحمنا ويغفر لنا ويعفو عنا إنه هو الغفور الرحيم .
وفي الختام نسأل الله أن يتقبل عملنا هذا وسائر أعمالنا خالصة لوجهة الكريم إنه سميع مجيب الدعاء واساله سبحانه ان ينور قلوبكم بالقران ويرطب ألسنتهم بذكره ويجعل أعينكم تبكي وتدمع من خشيته ويحرم وجوهكم ووالديكم من النار وأن يدخلكم الجنان من غير حساب ولا عقاب وأساله سبحانه أن نلتقي بالجنان أخوان على سرر متقابلين ولا تنسوني أنا أخوكم بالدعاء ودمتم أحبتي بحفظ الباري ....
أخوكم في الله :
فجر الإسلام