لايضر بلادنا الحبيبة ان تقصف مساجدها وتهدم منابرها وقببها ولا خوف على ابناء بلدنا الحبيبة فأرواحهم مصونة وأنفسهم محروسة ولو دمرت مساجدنا جميعا وسويت بالأرض لأن شبابنا أبناء الاسلام وحماة الدين غير موجودين في المساجد أصلا ولا يصلون فيها.
اما المصلين فهم إما شيوخ أكل الدهر عليهم وشرب وإما عمالة وافدة إن فقدناهم مانقص منا شيء.
مساجدنا تئن وآن لها أن تئن فهي ترتعش من شدة البرد وتقتلها الوحدة مع أنها في قلب احيائنا. فلاتشعر بانفاس الناس الدافئة وهتافات الذكر الخاشعة سوى في رمضان.
اما في بلاد الرافدين فكانت لهم المساجد الام الرؤوم والاب الحنون فمنها انطلقوا وتحت جدرانها احتموا فكانت في السلم حاضنة المصلين جامعة المبتهلين وفي الحرب ملجأ وسكنا ومدرسة للجهاد.
كانت اذا دمرت تموت وهي تبتسم لأنها ادت المهمة عند حدوث الملمة , وخرجت الابطال والشهداء وكانت حصنا للأولياء , لقد بادلتهم الصدق بالصدق والوفاء بالوفاء.
فلا خير في شعب مساجده خاوية , وأركانه من الذكر طاوية.
فأين شبابنا ماذا اغناهم عن ترانيم الذكر بعد اذا جاءهم.
بعضنا أثناء الصلوات في سبات , وبعضنا تتلقفه الملذات على الشات , وبعضنا يعزف أنغام الهوى آهات .
فهل يولد من رحم الخذلان فرسان , ويحمي حمى الاوطان وسنان.
كلا وكلا والف كلا....
اخوكم
وحيد الهموم