حسين الحجاجي (جدة)
إذا كنت مدعوا لمناسبة مسائية فهذا يعني سهرا في تلك الليلة.
الساعة الثانية عشرة على أقل تقدير يوضع العشاء و الساعة الواحدة بعد منتصف الليل تصل الى بيتك و ساعة أخرى لمغازلة النوم توصلك للثانية صباحا وبلا نقاش ستنام بمعدة ثقيلة وسوف تستيقظ برائحة الشحم و اللحم.
لن تستيقظ مبكرا خفيفا و تنطلق بمسؤوليات يومك كالمعتاد هذا بالنسبة للرجال أما النساء فموضوعهن مع المناسبات مشكلة أخرى لا تنتهي الا مع أذان الفجر.
في تنومه و النماص وسائر الجنوب اختصروا كل هذا العناء . و خففوا على عباد الله بوضع طعام العشاء بعد صلاة المغرب.. لا يؤذن لفرض العشاء الا والجميع قد انتهي. فماذا لو كان هذا التقليد عاما.
سؤال جاءت به هذه المرة الشائعة والتي لا أدري لم زجت بمجالس الاحياء - الميتة الحية في هذا الموضوع.. الشائعة قالت: أن هناك مشروعا اجتماعي ستنهض به هذه المجالس لغرض دعوة وتنوير الناس على المكاسب من تقديم العشاء في المناسبات قبل العشاء تأسيا بعادة جنوب المملكة تلك..
شائعة تمناها البعض و استبعد الأخذ بها كثير في حين رفضها آخرون جملة وتفصيلا على أساس أن مجمتعا تجاريا وصناعيا مثل مجتمع مدينة جدة يتعذر عليه ترك أعماله و كافة التزاماته وخصوصا في مثل هذا الوقت الحيوي.
فالمناسبات عموما و كما يراها هؤلاء يجب أن تكون في الوقت الضائع للانسان.
هكذا تم توصيف أوقات حضور المناسبات - بالوقت الضائع - في حين تناسى هؤلاء ايضا أن هذا المجتمع التجاري والصناعي يتطلب حضوريا مبكرا لليوم التالي وتأخير العشاء في المناسبات الى ما بعد منتصف الليل يعني ترهلا لما بعده.
وأيا كانت هذه الرؤى و القناعات دعونا نتصفح بعض منها:
بعد المغرب مباشرة
كان سعد احمد الذبياني يجلس في (الكافتريا ) و امامه كأس العصير حينما قال: كم الساعة الان - ستلاحظ انها الواحدة بعد الظهر قبل قليل مع الاسف الشديد استيقظت من النوم والسبب مناسبة زواج لأحد الاقارب اضطرني للسهر حتى الصباح ، و أحمد الله أنني في اجازة ماذا لو لم أكن كذلك؟ كيف أنهض و أذهب الى مقر عملي ، مرة واحدة في حياتي حضرت أنا وأسرتي مناسبة كانت في منتصف الاسبوع، اضطررت للتغيب عن العمل وغيبت حتى الاولاد عن المدرسة بعدها حلفت بالله لم ولن أحضر أي مناسبة تكون في منتصف الاسبوع..
فأنا في أوقات الدوام والعمل لن تجدني عند الساعة الحادية عشرة على أكثر احتمال الا وأكون قد نمت استعدادا لصباح العمل والمسئوليات أما في هذه المناسبات تجلس حتى الثانية عشرة وربما أكثر من أجل أن يوضع طعام العشاء لكي تتخلص من التزام الحضور ، هذه أعتبرها فوضى وعدم احترام للاوقات و الناس.
يؤيده فهد عطية الحارثي بالقول: أتفق تماما مع كل من يؤيد فكرة تقديم العشاء بعد صلاة المغرب ، في البداية سيكون التطبيق صعبا لكن بمرور الوقت سوف يتكيف الناس ، و القضية لا تحتاج الا لجرأة فقط.
صديقه سعيد شداد الحارثي لا يختلف عنه فهو يقول: أن هذه العادة موجودة اصلا في مناطق الجنوب فمن المعتاد أن يصلي الناس المغرب ويذهبوا الى المناسبة أيا كانت زواجا او غيره حيث يقوم صاحب الدعوة بإعداد الوليمة بعد المغرب مباشرة.
مناسبة في أيام العمل
مشعل جبر المطيري يجدها من الضروريات التي ينبغي على المجتمع أن يراجع نفسه حيالها وخصوصا في أوقات الدوام و الاعمال أما في الاجازات فهذا موضوع آخر .
لكن خالد عوض الله الجعيد يجدها فكرة لا تحتمل التطبيق قائلا : ربما تصلح هذه العادة في أماكن معينة لكن ليس بالضرورة أن تكون قابلة للتطبيق في أي مكان هنا مثلا في جدة هذا الوقت - من المغرب الى العشاء - فترة يستغلها الناس في قضاء أمورهم الشخصية لكن أرى أن تكون العملية وسطية بمعني أن يلتزم صاحب الدعوة بوضع العشاء عند الساعة العاشرة تماما بحيث يكون للمدعوين بعد هذا الوقت حرية البقاء او الذهاب لكن أن يتم التمادي الى ساعات متأخرة من الليل فهذا صعب وصعب جدا. لكن صالح أحمد الغامدي يقييم توقيت الوليمة الى ما قبل العاشرة بقوله: الصواب كما أرى أن تكون الوليمة جاهزة بعد أداء صلاة العشاء مباشرة ، و لا يتم تأخيرها أكثر من هذا الوقت لأن التأخير المبالغ فيه، فيه ضرر بالناس.
قتل الناس بالسهر
و يأخذ حمدان عبد الله الأمين بالمشكلة لأمتداد أخر حينما يقول : الحقيقة أنني لا أدري ما الذي اصاب الناس، فهم يبررون تأخير العشاء في المناسبات من أجل اتاحة الفرصة امام الاخرين لكي يحضروا في حين يكون هذا على حساب أناس لا تتحمل صحتها وظروفها الحياتية البقاء لتلك الساعات الطويلة من الليل و صدقني كل هذا يكون على حساب اليوم التالي ، فهناك مثلا و على رأس تلك الاضرار فروض الله التي سيتم تضييعها أما بالتاخير أو عدم الحضور لصلاة الجماعة بالاضافة الى ضعف الانتاجية المهنية او العملية في العمل و غير ذلك كثير و المصيبة هناك في وليمة النساء غالبا ما تنتهي مناسبتهن الا صباحا لماذا كل هذا التبديد و العنت حيال الناس أنا لا أدري؟.
مناسبة سعيدة لهذا أو ذاك لماذا نجعلها سببا من أسباب الضرر للناس؟ يا أخي بعد صلاة العشاء مباشرة خير الامور يتم وضع الوليمة ويترك الخيار للناس من شاء جلس و من شاء غادر و القضية قضية وعي ،، حتى بالناس لصحة الناس الصواب أن يتم تناول العشاء بعد المغرب من أجل أعطاء فرصة لجسم الانسان لكي يهضم على الاقل الجزء الكبير مما تناول لكن أن يتم تأخيره بتلك الصورة ثم يتوجه أحدنا للسرير من أجل النوم بمعدة مليئة «بالدسم» حتما لن يستيقظ سليما معافا .
((( من منكم استطاع ان يكــسر هذه العادة في مناسبه له فيها القرار )))