الحمد لله وكفى وصلاة وسلاما على عباده الذين اصطفى وبعد
اما بعد
فهذه قصة والله لما قراتها تأثرت كثيرا فارجو منك يا اخى قرائتها بقلب حاضر
يروى انه عند ظهور مسيلمة الكذاب استفحل شره واستطار وكان ذلك فى اواخر حياة النبى صلى الله عليه وسلم
فاراد النبى صلى الله عليه وسلم ان يرسل اليه برسالة توبيخ وتعنيف ليرده بها الى الله
فمن ياترى الذى اختاره النبى لكى يكون رسوله الى مسيلمة
حبيب بن زيد الانصارى فتى من الانصار فى ريعان شبابه هو الذى وقع عليه الاختيار
فما كان منه الا ان قال لبيك يا رسول الله على الرغم من انه يعلم مدى صعوبة المهمة الموكلة اليه
فانطلق الى قبيلة اليمامة قبيلة مسيلمة ثم وصل الى مسيلمة وقرأ عليه الرسالة
فغضب مسيلمة غضبا شديدا واحمر وجهه وانتفخت اوداجه ثم امر رجاله فالقوا بالقبض على سيدنا حبيب
وفى الصباح( وانتبه اخى القارئ) اجتمعت القبيلة وجئ بسيدنا حبيب فاقاموه بين يدى مسيلمة
فقال مسيلمة : هل تشهد ان لا اله الا الله فقال حبيب : نعم اشهد ان لا اله الا الله
فقال مسيلمة : هل تشهد ان محمدا رسول الله فقال حبيب : نعم اشهد ان محمدا رسول الله
فقال مسيلمة : وهل تشهد انى رسول الله فقال حبيب بسخرية : ان فى اذنى صمما فلا اكاد اسمع ماتقول
وهنا امر مسيلمة احد رجاله فنزل بسيفه على جسد سيدنا حبيب فقطع جزء منه وسال دمه الزكى على الارض يجرى انهارا
فقال مسيلمة : هل تشهد ان لا اله الا الله فقال حبيب : نعم اشهد ان لا اله الا الله
فقال مسيلمة : هل تشهد ان محمدا رسول الله فقال حبيب : نعم اشهد ان محمدا رسول الله
فقال مسيلمة : وهل تشهد انى رسول الله فقال حبيب بسخرية أشد: ان فى اذنى صمما فلا اكاد اسمع ماتقول
فهوى الرجل بسيفه مرة اخرى ليقطع جزء اخر من جسد سيدنا حبيب ليلحق بالذى قبله وتسيل الدماء اكثر من جسد ذلك الشاب الذى احب الله ورسوله
واعاد مسيلمة الكرة عليه مرات عديدة وفى كل مرة كان يبتسم بسخرية ليجاوب بثبات من عند الله :ان فى اذنى صمما فلا اسمع ماتقول
ثم جاءت اللحظات الاخيرة فى حياته الخالده بعدما تحول اكثر من نصف جسده الى قطع صغيرة على الارض
فنظر الى السماء وقال : بل اشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله
وفاضت روحه الى خالقها طاهرة طيبة لا خوف عليها ولا حزن
وهذه كانت قصة واحد من الذين باعوا انفسهم ليشتروا الجنة
فيا ترى ماذا باع كل منا ليشترى الجنة؟