أعزائي أعضاء الود .. جميعنا نشكو من تدني مستوانا في اللغة العربية .. ــ خاصة في الحديث ــ
والبعض منا يشكو من سوء الاملاء والتعبير .. لكني اعتقد ان أغلبنا لم تعجبه مادة البلاغة حين درسها .. وكنا نراها عبئا ثقيلا ..
فنحن وللاسف شعب لا نفقه الكثير عن لغتنا الأم .. ولعل ذلك له أسبابه الكثيرة ..
قرأت ذات مرة حوارا بين أمير المؤمنين وبين الصحابي الجليل حذيفة بن اليمان ..
وقد عجبت لما فيه من فصاحة منحهم الله إياها .. واستطاعوا هم المحافظة عليها ..
احببت ان انقل لكم ذلك الحوار ,, فتأملوا كيف كان أسلافنا .. وكيف نحن الآن ..
قيل أن عمر رضي الله عنه لقي حذيفة بن اليمان فقال له :0 كيف أصبحت يا حذيفة ؟
فقال حذيفة : أصبحت أحب الفتنة ,,,،وأكره الحق ,,، وأصلي بغير وضوء,,,، ولي في الأرض ما ليس لله في السماء ,,,,
[shdw](( تأملوا الإجابة بتمعن وتفكروا فيها بعقل وحكمة )) [/shdw]
](( حاولوا أن تفهموا المعنى .. واسالوا أنفسكم بصدق .. هل فهمتم ما قصده حذيفة ؟؟
كل واحد يجاوب نفسه بصراحة .. وبعد ان تجيب على نفسك .. اكمل القراءة ’’’’ )),,
والآن نعود إلى عمر رضي الله عنه ..
عندما سمع عمر بن الخطاب رضي الله عنه هذه الإجابة .. غضب واهتم ـ بمعنى أصابه الهم والغم لما كان من أمر حذيفة رضي الله عنهما ـ ،
وفي أثناء ذلك .. دخل عليه علي بن أبي طالب رضي الله عنه
وقال مستغرباً : أرى على وجهك أثر الغضب يا أمير المؤمنين ؟؟
فقص عليه عمر ـ رضي الله عنهما ـ ما أغضبه من حذيفة ،,,
فقال علي رضي الله عنه : لقد صدق حذيفة ......
(( انظروا الآن لجواب علي رضي الله عنه الذي يدل على فطنته ونباهته وحكمته وكيف فسر لعمر بن الخطاب إجابة حذيفة .. رضي الله عنهم أجمعين ))
قال علي مفسرا ::
[gl]أما حبه للفتنة :[/gl]
فهو يعني المال والبنين ,, لأن الله تعالى يقول (إنما أموالكم وأولادكم فتنة )
[gl]وأما إنه يكره الحق :[/gl]
فهو يكره الموت ,, والموت حق .
[gl]وأما صلا ته بغير وضوء[/gl]
فيعني صلا ته على النبي صلى الله عليه وسلم ,, وهي صلاة لا يلزمها الوضوء..
[gl]وأما ما له في الأرض مما ليس لله في السماء[/gl]
فهو يعني أن له زوجة وولدا .. وليس لله زوجة ولا ولد
فقال عمر : والله لقد أقنعتني و أرحتني ... وذهب عنه ما كان أصابه من غضب وهم ..
فسبحان الله على فصاحتهم وبلاغتهم .. وكم أتمنى أن تكون لها عـُشر فصاحتهم ..
تحياتي للجميع .. وعذرا للإطالة