مفهـــــــوم العيد
العيد مظهر من مظاهر الدين، وشعيرة من شعائره المعظمة التي تنطوي على حكم عظيمة، ومعانٍ جليل، وأسرار بديعة، لا تعرفها الأمم في شتى أعيادها.
فالعيد في معناه الديني:
شكر لله على تمام العبادة، لا يقولها المؤمن بلسانه فحسب؛ ولكنها تعتلج في سرائره رضا واطمئناناً، وتنبلج في علانيته فرحاً وابتهاجاً، وتسفر بين نفوس المؤمنين بالبشر والأنس والطلاقة، وتمسح ما بين الفقراء والأغنياء من جفوة.
والعيد في معناه الإنساني:
يوم تلتقي فيه قوة الغني، وضعف الفقير، على محبة ورحمة وعدالة من وحي السماء، عنوانها الزكاة، والإحسان، والتوسعة.
يتجلى العيد على الغني المترف؛ فينسى تعلقة بالمال، وينزل من عليائه متواضعاً للحق وللخلق، ويذكرُ أنَّ كلَّ من حوله إخوانه وأعوانه؛ فيمحو إساءة عام بإحسان يوم.
ويتجلى العيد على الفقير المترب، فيطرح همومه، ويسمو من أفق كانت تصوره له أحلامه، وينسى مكاره العام ومتاعبه، وتمحو بشاشة العيد آثار الحقد والتبرّم من نفسه، وتنهزم لديه دواعي اليأس على حين تنتصر بواعث الرجاء.
منقول
اخوكم الهدار