طيب . . و ما بعد ذلك ؟ !! . .

[الفـــــارس]

عفوا . . هي أفكار طرأت لي في لحظات صفو أو مصالحة مع النفس امتزجت بها ذكريات . .
.

.

.

عندما كنت صغيرا . . علموني دائمـاً بأن اليهود هم أحفاد القردة و الخنازير . . و أن الله " عز و جـل " غاضب عليهم و لذلك هم مشتتين في الأرض . . و كنت أفكر دومـا . . بالذهاب لفلسطين . . لأضع السم في الوحل و أشجار الموز علهم ينتهون . . و لا أنسى صدمتي حين سمعت ان هناك معاهدة سلام بين مصر و اليهود . . و كيف أني ثرت يومها و نعت كل من في البيت بالكذب علي مرارا . . لا أعلم إن كنت قد استوعبت الأمر بعد اتفاق " غزة - أريحا آخرا " . . لأني كنت قد ريحت " دماغي " و جلست أنتظر نزول المسيح عيسى " عليه السلام " في ساحة بيتنا . ! . .

عندمـا كنت في التاسعة من عمري تجرعت الغربة مع والدي في بلجيكا . . و كان لجيراننا ابن في سني تقريبا . . دخلت يومـا إلى غرفتـه . . و اتجـه إلى خارطة العالم . . و قال لي . . " أين هي قطر ؟ " . . أذكر يومهـا علامات الدهشـة التي رسمت على ملامحي يومـها . . و أنا أقول له . . " ألا تعرف أين الخليج العربي ؟ !! " . . أجابني باستنكار طبعا . . " لا " . . يومهـا تقمصت شخصية مدرس الجغرافيا . . و أخذت أريه قطر و باقي الدول العربية . . و أشرح له عن تاريخنا . . إلى أن وصلت لفلسطين . . قلت له . . " هذه هي فلسطين " . . قال لي " أنت جاهل " . . " هذه إسرائيل " . . يومهـا أحسست بالورطة كيف أقنعه [انها بلد عربي و اليهود ما هم إلا محتلين . . أخذت بشرح الأمر له . . و بعد ساعة من الشرح و الظمأ و بح الصوت قلت له أفهمت . . أجابني . . " نعم العرب مجرمون و قد احتلوا إسرائيل " . . !! .

أذكر أول مرة رأيت فيها يهودي و أنا صغير . . نظرت له باشمئزاز . . [ و كان يكبرني بكذا عام ] . . أتى للعب معي فسارعت بالهرب و البحث عن مبيد حشري لأقتله . . لأني و كما علمت في مرحلة ما بعد القردة و الخنازير أنهم كالذباب . . أحضرت المبيد ففاجأني بـ"حية " بين يديه . . !! ..

في أحد السنوات كنا مستقرين في بلد عربي . . و نحـن في أحد الجلسات . . كانت هناك امرأة من فلسطين قادمـة للتو من هناك . . كانت تحكي لنا حكايتها مع ضابط الجوازات في هذا البلد . . و ذلك حين دخولها من المطار . . أبرزت وثيقة عربية . . فرفض الضابط إدخالها . . الكلام على لسانها الآن . . " نظرت إليه من فوق لتحت . . و أخرجت جوازي الإسرائيلي و رميته في وجهه و قلت له و هذا أيدخلني ؟ " . . وقف لها باحترام و ختم الجواز . . !! . .

و كذلك عندمـا كنت صغيرا . . كنت أرفض و بشدة أن أدرس مادة اللغة الإنجليزية . . لأنهم كفار و يأكلون لحم الخنزير و هذا حرام . . اليوم . . أدخل مئـة كلمة من لغات مختلفة لأظهر ثقافتي . ! . . أخشى أن أتعلم العبرية يوما حتى أجيد التفاهم مع اليهود و مصادقتهم . . !! . .

أذكر سنة 1990 كنت أعشق صدام حسين . . هذا البطل الذي يهدد إسرائيل . . و أمريكا و لا يخشى أحد . . في نفس السنة صحوت على خبر غزو الكويت . !! . .

بعد تلك الأحداث كرهت شعبا كاملا بلا استثناء . . و حسبتهم كلهم صدام . . اليوم أقرأ و أسمع عن تهديدات بضرب العراق . . أتراني سأكره الأمريكان . ! . .

كنت أسمع جميع من حولي يقول . . نحن في حالة " استسلام " . . لا . . " سـلام " . . أترانا لم نعي حتى الآن أن ما نحياه هو " الانهزام " . . ! ! . . أووه . . عذراً . . لقد نسيت بأن ما نقوم به هو "التكتيـك" عفوا . . " التنكيت " . . !

منقووووووووووول

مع تحيات

الفارس