أنا شاب مصري أعمل بالكويت، خاطب منذ سنة تقريباً، وبإذن الله كتب كتابي خلال الشهر القادم، وسوف يكون كتب كتاب فقط بدون دخلة لظروف دراسة فتاتي.
مشكلتي هي أن فتاتي ملتزمة والحمد لله على ذلك وإلى الآن لا أستطيع تصور كيف أمسك يديها بعد العقد؟ أو كيف أقبلها؟ وما هو رد فعلها؟ وما يتوجب علي عمله معها؟ مع العلم أننا تحدثنا في هذا الموضوع منذ فترة، وكان الحوار حول حكم الدين، وما هو المسموح لي؟ وما هي حقوقي وواجباتي في فترة العقد؟
وبالطبع فإن خلفيتي الثقافية والدينية حول هذا الموضوع اكتسبتها من مقالات سيادتكم ووجدت خطيبتي تعلم كل ذلك، ومقتنعة أن من حقي الخروج معها وتقبيلها وغيره (دون طبعا المباشرة الكاملة)، ولكن فاجأتني أنها تقول (أنا مقتنعة أنه حقك بس مش شايفة له لزمة نعمل كده دلوقت، بعد الجواز أوكي لأننا متجوزين على الورق بس) وهل هذا الأمر له دلالات أخرى كضعف الرغبة عندها أو شيء من هذا القبيل؟
لاأدري ماذا أفعل وأنا بشر وأعمل خارج مصر وحولي من المغريات الكثير وتقريبا أقضي شهرا واحدا بمصر في السنة إجازة، ولن يكون زفافنا قبل سنة ونصف.
كان هذا استفساري الأول.
أما الثاني فهو: أحس بخوف خطيبتي من الزواج ولا أدري السبب، وقد تحدثنا أكثر من مرة بخصوص هذا الموضوع (ارتبطنا سويا عن حب شديد)، وكان جوابها دائما مش وقته دلوقت نتكلم في الموضوع ده ودائما تحاول عقد مقارنة بيينا وبين بعض النماذج التي واجهتها صعوبات بعد الزواج. فما رأى سيادتكم؟
شكرا لثقتك ولرسالتك التي تذكرني برسالة قديمة أرسلتها إحداهن كانت تتساءل فيها أين أضع رأسي ليلة الزفاف؟ حيث القاسم المشترك بين الرسالتين هو أننا في بعض الأحيان من شدة القلق ننسى أن هناك اللقاء الطبيعي الفطري بين الرجل والمرأة أو قل الفتى والفتاة...
هذا اللقاء الطبيعي الناتج أيضا عن المشاعر الطبيعية التي تجعل طالب الثانوي يعرف كيف يمسك بيد فتاته ويقبلها وهي تتمشى معه على شاطئ إسكندرية.. الذي أقلقك كما هو واضح من رسالتك هو رد خطيبتك عليك عندما تحدثتما في الموضوع وأبدت اقتناعها، ولكنها رأت التأجيل لحين الزواج الحقيقي؛ لأن زواجكما على الورق... وكأنه المطلوب منها (وهي ما زالت خطيبتك أن تعلن ترحيبها وشوقها لإمساك يدك وتقبيلك يا رجل يا طيب افهم) ألم تسمع عبد الفتاح القصري وهو يقول "يتمنعن وهن العايزات" أي الراغبات.. أي أن الأمر ليس فيه قلة رغبة أو ضعفها أو أي شيء من هذا القبيل، ولكنه حياء الفتاة الذي يجعلها تبدي هذا التحفظ خاصة، وأن ثقافة الفتاة بصورة عامة والشرقية بصورة خاصة تستوجب ألا تبدو هي الراغبة أو البادئة لا تقلق فستمسك يدها وتقبلها، ولكن ليست هذه المشكلة فكما لاحظت في حواري المفتوح حول العقد أن الشباب كلهم يسألون عن العلاقة الجسدية مع زوجاتهم بعد العقد، ولا يهتم معظمهم بتطوير العلاقة العاطفية والفكرية والنفسية مع زوجته، وهو ربما ما ركزت عليه في مقال عقد الزواج قصة حب حقيقية.
يظل جواب زوجتك مهما حول مخاوفها نحو الزواج؛ وبالتالي يظل بدون أي دلالة والأرجح أن تكون مخاوفها عادية مثل أي مخاوف أي فتاة مقبلة على الزواج وذكرها للحالات التي واجهت صعوبات في زواجها دلالة على هذا المصدر للخوف.. فليكن حسن أدائك وتفاعلك وفهمك لها هو أفضل علاج لهذه المخاوف ونحن معك