وعندما تتصفح عبر الإنترنت المواقع الإسلامية التي تعرض أهم خطوط الموضة للحجاب والأزياء النسائية الإسلامية(3)، ربما يعجبك انفتاح المسلمين ورغبتهم عدم كبح حب الإنسان في التمتع بالحياة، لكن سيبادرك سؤال: هل ما يحرك هذه المواقع والمروجون للأزياء الإسلامية رغبة حقيقية في الترويج للبديل الإسلامي في الموضة؟ أم أن هذا البديل الإسلامي هو المفتاح الذي يروج به الراغبون في زيادة الاستهلاك لدى الإسلاميين؛ على طريقة "فوانيس رمضان" المبتكرة التي تصنعها الصين غير المسلمة وتصدرها لأسواق المسلمين رغبة في الرواج التجاري!.
المحجبات رقم (1)
أشعر أن الحجاب نفسه هو فكرة اصطفائية؛ بمعنى أن الله أراد بالمسلمات خيرا عندما أمرهن بالحجاب؛ لأنه يجعل من ينظر إليهن يقيِّمهن على أساس عقولهن لا أجسادهن.
هكذا أمرنا الله
لا أخلص إلى وضع المحجبة بحجابها الذي هو "على آخر موضة" في قفص الاتهام؛ بل على العكس، ربما التنوع والأناقة يكونان سببا في الإحسان إلى الدين وتيسيره على الملتزمات، وكل ما أود الإشارة إليه أن شروط الحجاب (أن يكون ساترا للبدن عدا الوجه والكفين + واسعا لا يصف + سميكا لا يشف + لا يلفت الأنظار + ألا يكون زينة في ذاته + ألا يكون لباس شهرة) هي الأولى في وضع الحجاب على الرأس؛ لأنها مواصفات أمر الله بها ولا يجوز المساومة عليها باستخدام مقولة: "هذا الحجاب غير الكامل أفضل من التبرج" و "نصف العمى ولا العمى كله". فالتبرج لا يعني خلع الحجاب؛ وإنما هو عدم استيفاء شروط الله في حجاب المسلمة؛ لأن المسلم مأمور بأن يعبد الله كما أمر لا أن يعبده على هواه {أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلاً} (الفرقان: 43).