أعلم بأن كلماتي ورسالتي ممله بسبب
طولها..
ولكن أحببت أن أكتب لكم...ولـي رفيق دربي..
قبل رحيلي ويتم نشرها بعد وفاتي...
فضعوا رسالتي أمام أعينكم...
الرساله الأولى لكم ولي رفيق دربي ...(1)...
أعدكم بأنها ستكون الرسالة الأخيرة
فروحي سوف تخرج من جسدي النحيل
و سأغادر الدنيا نهائياً
في .....الرسالة الأخيرة
سوف اغلق عينيا عن ذرف الدموع . و سوف أفتح لكِم قلبي
ليتلقى أخر كلمة
سوف أودعكِم بصمت و هدوء و سوف أتجرع كاس الوداع
الأخير عسى يكون أخر كؤوس أحزاني
في .....الرسالة الأخيرة
أكتب لكِم فيها اجمل الأماني وسأبعث لكِم كل الإخلاص و الوفاء
و أهديكِم كل حبي و عشقي
لو كتب لي عمر أخر
سأطلب العفومنكم ومن قلبي المسكين . سأطلب العفو من الأيام و الذكريات
سأطلب العفو من قلمي و حرفي . فما لي بهذا الرحيل يداً أو أمر
فمهما طال اليل فلابد
من طلوع الفجر
ومهما طال العمر فلابد
من دخول القبر
هذي هي حال الدنيا
فاالدنيا
ممر سالك
لا
مقر مالك
أحبتي..
لا أريد منكم هماً
لا أريد منكم حزناً
بل أريد قوةً وأيمانً بالله
فخير ما أتمنى في الوجود هو دعاؤكم لي عند السجود
ومرافقتكم في جنة الخلود
دعائي لكم قبل وفاتي...
اللهم لي أحبة اتذكرهم كلما نبض الفؤاد وحن00
وادعوا لهم كلما دنا ليل الظلام وجن00
الهي ظلل أحبتي بالغيوم00
وابعد عنهم كدر الدنيا والهموم00
اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك
وعظيم سلطانك
اسأل الذي جمعنا في دنيا فانية أن يجمعنا ثانية
في جنة قطوفها دانية
اللهم اهدي الحيارى و ثبتهم على طريق الحق و النور
أسأل الله أن يرزقنا وإياكِم الخاتمة الحسنه
قبل الرحيل...
أنني أعلم بأنني سوف أنمحي من ذاكرتكم
وقد يطويني النسيان بعد رحيلي
لكن أريد منكم طلباً ليتهُ يلبى
لا تجعلوا النسيان يطويني
محبكم
ناصر الراسي ,, سفير الحب ,,
الرساله الثانيه لرفيق دربي ...(2)...
أيها النديم...
أيها الغبار...
أيها..........
ترددت كثيراً عند كتابتي لك هذا الخطاب
كنت أخشى أن لا أجيد كتابته أو صياغة مفرداته
لاأعلم ..!!
هل لإنها آخر ما سأكتبه لك وآخر ماسوف تقرأه لي
وأخطه بما تبقى لي من أيام .....!!
أم ... ؟؟
حقاً لا أعلم ....؟؟!!
سوف أرحل وأترك
الذكريات .. و المواقف ..
والابتسامات ... و الضحكــات ..بيننا..
رفيق دربي ..
قد نسجت لي الأيام كفناً لابد لي من إرتدائه ...
وقد حجز لي قبراً لابد لي من الخلود فيه ..
وقد حضر السدر والطيب كي أُطَيَبَ به ..
ولكني لم أعرف من سيحملني ومن بالحدِ سيعزلني ..؟؟
ولكن كل ذلك لايهم ..!!
قد يكون هماً لغيري كيف أفعل أين المفر ..؟؟
أما بالنسبة لي فقد يكون الفرج ...!!
لاأبالي من الوحشة ولا من الغربة ولابدنوا الأجل
((فكل نفس ذائقة الموت))
نعم قد يكون فرج بعد ستةٍ وعشرون عاماً غرقت بها ..
تذوقت الظلم الوان ..
وتجرعت بها الحرمان على أشكاله ..
قد اكون أحمقاً ومجنوناً ..!!
فـ من يتمنى الموت ويدَّعي أنه الفرج غير إنسانٍ أصبح فاقداً للأهليه ...!!
نعم ... فاقداً للأهليه ... أحمق ... مجنوووون ... !!
ولكن .. ؟؟
سأخبرك يا رفيقي ..؟؟
من ذالك اللذي تمنى موته ..؟؟
إنه ذالك الإنسان اللذي جارت عليه الأيام وقست
إنه ذالك الإنسان اللذي كتب عليه الشقاء وعاش بهذه الحياة بطولها وعرضها دون إحتواء
إنه ذالك الإنسان اللذي ظلم بدنياه وقيل عنه أنه هو الظالم
إنه ذالك الإنسان اللذي حاول إسعاد الآخرين والحزن يلفه ويعصره ويمزقه من الداخل
إنه ذالك الإنسان اللذي ماتت سعادته أمام ناظريه ولم يستطع فعل أي شيء
فـ هل علمت الآن من هو ذلك الأحمق الذي تمنى ... (( ...... )) ......؟؟؟
رفيق دربي ...
لم أكتب لك تلك الكلمات
كي تبكيني
ولا لتحضرعزائي
ولا لترثيني
فـ أنا لا أحب الرثاء
إنما كتبتها كي أخبرك وأذكرك بما وصيتكَ به قبل رحيلي...
رفيق دربي ..
داهمني المرض وأصبح ينهشني
تفشى وتجول بجسدي
وبالرغم من ذلك ..؟؟
كبتُ ذلك الشعور أمامك وأمامهم
وكل ذلك الألم والعذاب أقسم لك بأنه لايهم ..؟؟
لأأنك كنتَ بجانبي
وأيضاً
بسبب بسمةُُ ترسمها لي دانتي من شفاهاه تعدل عندي سعادة العمر ..
رفيق دربي...
ولا أريد بعد هذا كله رداً ولا إنصات ..!!
لأني للأسف لن أستطيع أن أرى ردك وحروفك
التي أستمتع حينى أراها..
فكنت كل ليله بعد قرأة أذكاري أقرا كلماتك..
إنما أردت إخباركِ بأن الروح قد شارفت على الرحيل ..
وأردت أن أخبرك بأن بعد ستة أشهر من وفاتي سوف
يتم فتح وصيتي ولن تفتح ألا بحضورك..
فاأتمنى أن تحضر وأن تنفذ ماكتب فيها..
لاتقلق لن أطلب منك الكثير...
همسه أخيره لك قبل رحيلي ..
أحسستُ بأن العمر بدأ عده التنازلي ..!!
فـ أرجوك أن تعذرني ..؟؟
على هذا الخطاب ..!!
فـ سأضع قلبي جانباً ..؟؟!!
وسأمضي رحلة البرزخ بدونه ..!!
فـ الموت يارفيقي...
!! ... آتي لامحاله ...!!
ولابد لي أن أرتاح..
دعاوتي لك حفظك الله وأطال بعمرك
وأشغلك بطاعته..
أخيك ناصر....
أحبتي..
لقد سطرت أحرفي المتواضعه على أوراقي..
وكم كانت هذه الأحرف بمثابه كنز ثمين لي قبل رحيلي ...
وها أنا ياأحبتي .. مازلت محتفظ بذالك الكنز..
ولكن عند رحيلي سوف أترُك الكنز لكم..
فاأحتفظوا به جيداً...
رحمك الله...رحمك الله
اللهم اجعله ممن يورثون الجنان..
ويبشرون بروح وريحان ورب غير غضبان..
اللهم آمين...
العرض العادي
