ارتفاع معدلات التخلص من الأجنة الإناث في الهند بسبب المهور

[صوت الرحيل]

بسم الله الرحمن الرحيم


ارتفاع معدلات التخلص من الأجنة الإناث في الهند بسبب المهور

نيودلهي: رويترز
إنه سيناريو يضرب الهند في مقتل.. في وقت ما في المستقبل في قرية بغرب الهند لن يتبقى سوى عدد ضئيل جدا من النساء.. ونتيجة لذلك يتزوج 5 أشقاء من امرأة واحدة.
وقد تكون هذه فكرة خيالية لأحد أفلام صناعة السينما الهندية (بوليوود) لكن نشطاء مدافعين عن حقوق المرأة يقولون إن الفيلم "ماتروبومي" يمثل جرس إنذار في بلد تنتشر فيه اثنتان من أبشع الجرائم ضد المرأة وهما قتل المواليد وقتل الأجنة.
وقالت اخيلا شيفداس من مركز الدفاع عن القضايا والأبحاث "قتل البنات ربما يكون مازال موجودا في جيوب صغيرة لكن قتل الأجنة أكثر انتشارا.. فالسكان يرون أنه لا داعي للانتظار 9 أشهر للقضاء على مولودة أنثى إذا كان بإمكانهم القيام بذلك بعد 8 أسابيع فقط".
ويقول الخبراء إن عدد النساء انخفض إلى 933 لكل ألف رجل في عام 2001م من 194 امرأة في عام 1961م فيما يرجع أساسا إلى تاريخ طويل من قتل المواليد وفي الفترة الأخيرة للإجهاض الانتقائي على أساس النوع.
وليست الأسر الفقيرة التي تعيش في الريف هي فقط التي تفضل المواليد الذكور فقد أظهرت دراسة أعدتها جمعية الطب المسيحية صدرت حديثا أن قتل الأجنة منتشر حتى في العاصمة الهندية خاصة في الأسر التي أنجبت إناثا بالفعل.
وتوصلت دراسة استمرت 10 سنوات للمواليد في مستشفيات نيودلهي ( 1993-1994) إلى أن نسبة الذكور للإناث انحرفت بشكل غير طبيعي في الأسر التي أنجبت بنتا فيما يشير إلى ارتفاع معدل إجهاض الأجنة الإناث.
وقال جو فارجيس من الجمعية لـ"رويترز" "دراستنا تظهر أن 50 % من الأجنة الإناث يتم إجهاضها إذا كانت بنتا ثانية وبعد إنجاب بنتين فإن نحو 3 أرباع الأجنة الإناث تجهض."
ورغم الحظر تزدهر أنشطة تحديد نوع الجنين فالعديد من العيادات الطبية تعرض خدمة الأشعة بالموجات فوق الصوتية لتحديد نوع الجنين مقابل 11.50دولاراً (500 روبية) فقط. وهناك لافتات في بعض أرجاء البلاد كتب عليها "ادفع 500 روبية الآن ووفر 50 ألفا في المستقبل" في إشارة إلى المهور التي يدفعها أهل العروس لتتزوج بناتهن.
ويقول فارجيس "مع اختيار الأسر الاكتفاء بطفلين يتزايد الضغط لإنجاب صبي". وأضاف "أخل ذلك بنسبة الذكور للإناث الأمر الذي ينذر بكارثة على المدى الطويل تهدد التشكيل النوعي للمجتمع".
وتشن الحكومة بمساعدة منظمات أهلية حملة على العيادات التي تجهض سرا الأجنة الإناث.
وقال سوشما راث المسؤول بوزارة الصحة "بدأنا كذلك في إشراك الزعماء الدينيين ونطلب منهم إدراج مثل هذه القضايا في تعاليمهم".
وتدير الحكومة حملة تلقي الضوء على أهمية البنات الصغيرات في مجتمع مازال يشهد التخلص من المولودة بتركها في شبكة الصرف الصحي أو صناديق القمامة أو على أبواب دور الأيتام.