بسم الله الرحمن الرحيم
قطيعة الرحم
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه ومن والاه ، أما بعد : فإن قطيعة الرحم ذنب عظيم ، وجرم جسيم ، يفصم الروابط ، ويقطع الشواجر ، ويشيع العداوة والشنآن ، ويحل القطيعة والهجران .
وقطيعة الرحم مزيلة للألفة والمودة ، مؤذنة باللعنة وتعجيل العقوبة ، مانعة من نزول الرحمة ودخول الجنة ، موجبة للتفرد والصغار والذلة .
وهي- أيضا - مجلبة لمزيد الهم والغم ؛ ذلك أن البلاء إذا أتاك ممن تنتظر منه الخير والبر والصلة- كان ذلك أشد وقعا ، وأوجع مسا ، وأحد حدا ، وألذع ميسما ، قال طرفة بن العبد في معلقته المشهورة :
وظلم ذوي القربى أشد مضاضة
على المرء من وقع الحسام المهند
وكفى بهذا الذنب زاجرا- قوله تعالى- : فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ وقول النبي _ صلى الله عليه وسلم : لا يدخل الجنة قاطع .