السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد
فإن من محاسن ديننا الاهتمام بمكارم الاخلاق يقول النبي صلى الله عليه وسلم : (إنما بعثت لأتمم صالح الاخلاق) رواه الامام احمد
وإن من مكارم الأخلاق التي كان الجاهليون يتصفون بها غيرة الرجل على محارمه حتى قال قائلهم:
اصون عرضي بمالي لا أدنسه . . . لابارك الله بعد العرض في المال
وقد طلق اعرابي زوجته عندما رأى أناساً ينظرون اليها فعوتب في ذلك فقال
واترك حبها من غير بغض . . . وذلك لكثرة الشركاء فيه
إذا وقع الذباب على طعام . . . رفعت يدي ونفسي تشتهيه
وتجتنب الأسود ورود ماء . . . إذا كان الكلاب ولغن فيه
بل كان بعض أهل الجاهليه يشتط في الغيره ويبالغ فيها حتى وصل الحال ببعضهم الى ان يئد ابنته خوفاً من ان تقع في الفاحشه إذا كبرت
فحرم الشرع هذا وهذب جانب الغيره وحسنه وجعله من شعب الإيمان لتصرف في محلها
قال صلى الله عليه وسلم : ( إن من الغيرة مايحب الله ومن الغيرة مايبغض الله ) فأما الغيرة التي يحب الله الغيرة في الريبه وأما التي يبغض الله الغيرة من غير ريبه
والمقصود بالغيره في الريبه أي التي تثور في نفس الرجل إذا رأى مايخدش الحياء في اهله وأما الغيرة من غير ريبه فهي المبنيه على الاوهام والشكوك بلا آية قرينه
قال الله تعالى : (قل إنما حرم ربي الفواحش ماظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله مالم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله مالا تعلمون ) الاعراف
وقال صلى الله عليه وسلم : ( لا احد أغير من الله من أجل ذلك حرم الفواحش ماظهر منها وما بطن ) رواه البخاري ومسلم
وقد بلغ ديننا الغاية في حفظ الاعراض والغيرة على المحارم فقال صلى الله عليه وسلم ( من مات دون عرضه فهو شهيد ) فهكذا يجل الإسلام الرجل الغيور .
إن اندثار الغيرة نذير شؤم على المجتمع ونحن نحمد الله على أن الغيره باقيه بحجمها العملي الصحيح عند كثير من الناس ممن سلمت فطرتهم من الانتكاس ومع هذا
الخير الباقي إلا ان مظاهر ضعف الغيره آخذه بالازدياد وبشكل مخيف فهل من تدارك ياأهل الغيرة قال تعالى : ( الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما انفقوا من اموالهم ) النساء
والرجل صاحب القوامه في الاسره فإذا ضعف القٌوام فسد الأقوام وأذا فسد الأقوام خسروا الفضيلة وفقدوا العفة وتاجروا في الأعراض وقد قال صلى الله عليه وسلم
( ثلاثه لا ينظر الله إليهم يوم القيامه : العاق لوالديه والمرأه المترجله والديوث ) صحيح الجامع . والديوث هو الذي لا يغار على اهله ومحارمه
هـلالـي