حينما تقودنا ارجوحة الحياة لتحلق بنا نحو السماء نحو الامل نحو الحلم .. لم نتخيل ان تلك الارجوحه سوف تحلق بنا نحو الذكريات نحو المصير نحو الالم .. وترمينا نحو عالم بغيض بعيد عن السعاده ربما نغرق ونغوص الى الاعماق ربما هذا قدرنا ولكن سيضل كل مرء منا مطوق بالامل حتى آخر لحظه الى ان يرمى اليه طوق النجاة وان لم يكن ..
=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-
=- في بادئ الامر هو ان رحى هذه الحكاية تدور حول انسان لايحب التحدث عن نفسه وعن مجرى حياته او انه تعود على ذلك .. فقد عاش حياته وحيد في كوكب من الفراغ العاطفي والذاتي الى ان اصابته حاله من الملل وضيقة الصدر لدرجة انه احيان كان يلعب على نفسه ويقول ياولد ليه ما تروح تقرا لك شي يفيدك وينفعك في مستقبلك والنتيجه كانت ان اول مكان سعى له هو المطبخ (( مستقبله في بطنه )).. وفتح الثلاجة ولكن حدث مالم يكن بحسبانه حيث انه لم يجد شي يوكل فالثلاجه فارغه عن بكرة ابيها واخيها هذا عدا الصراصير المتسدحة من كفرة الجوع اضافة الى ان الثلاجة معطله واباه جعل منها دولاب يحفظ فيها بشته (( عاد والله من زين البشت لو تشوفه تحسبه فانيلة من قصره )).. فانمدت براطمه وطال خشمه بعد ماملئه الحزن والكدر .. ورجع يقول لنفسه مرتن اخرى ياولد ليه ما تروح تنسدح عند التلفزيون وتقلب فيه اغديك تحصلك اغنية طارفه للبرتقالة ولا التفاحة هقوتك بشوفتهن تنسى الجوع (( لحد يشرهه تفكير لوح ))..
وحين كان منسدحن بالصالة تحت الظلام الدامس وتداعب خدوده النامس رافعن من قدمه اليمنى وواضعها على قدمه اليسرى او العكس لاادري (( بصراحه الكاتب توهق مايدري رجلينه صايره زي بعض )).. ومندمج مع البرتقالات والتفاحات آخر اندماج الى مابعد منتصف الليل تفاجأ بأن اقبلت عليه امه حاملتن معها فنجالها ودلتها فعدل من جلسته وخاطبها بصوت مبحوح وقال عسى ماشر يمه وش اللي مصحيتس تبين شي ؟؟.. ولكن امه لم تطق له خبر وعطته الخامس ماعليها منه ووقفت قدام التلفزيون تقلب بالمحطات تدور لها شي ؟؟.. ومع هذا رجع وبألحاح شديد قال يمه علميني وش تبين وانا ادوره ليتس .. ولكن امه استمرت في تطنيشها له وبعد فترة التفتت عليه وقالت هوو دريعم هذا انت .. قال لها ايه آمري .. قالت وينه ؟؟.. قال وشوو !!.. قالت الريموت ؟؟.. قال هذا هو معي !!.. فما كان منها غير ان جاوبته بالفنجال على جبهته اظهرت له صعرور هذا كبره (( يأشر بيده )).. وهي تقول وجع يوجع بطنك ياالهيس هالحين ماتشوفني لي ساعه وانا ادور حتى ماكلفت على نفسك تسألني وش تبين يايمه وانا ادوره ليتس ؟؟؟.. قال بس يايمه .. قالت اقول انثبر ولا يكثر هات الريموت !!
فاخذت امه الريموت منه وبدت تقلب بالقنوات وهو ماسكن رأسه ويلامس بالصعروره ويتمتم بالكلمات ويقول الله يسامحتس ياام دريعم لكن هذا السن وما يسوي .. فما كان منها يوم سمعته بأن عطته ركبه وهي تقول انا حتى ضرس العقل ما بعد طلع لي (( ما يفوتها شي )).. وماهي الا دقائق حتى سرح دريعم بافكاره وعاد بذكرياته للوراء يقوده اليه الحنين لذكريات الصبى حينما كان يذهب للجلوس بجوار امه فيحكي لها عن كل الاحداث التي تصادفه بكل براءة الطفولة وغثى البزران وهي كانت تقابله بتفله بوجهه وقولة قم انقلع والعب مع البزران .. الى ان بدا يخاطب نفسه وهو ينظر الى امه وكأنه يخاطبها .. اماهـ اه لو تعرفين مقدار فرحتي وانا اتذكر تلك الايام وتلك الزنوبة النايلو والتي لم انسى لونها الاخضر ومقاسها الـ37 هذا الرقم الذي يوجد منه الكثير محفورن على ظهري كعلامة جودة لحسن تربيتي (( امحق تربية )).. لو تعلمين كم افتقدها واشتاق الى هذا الاهتمام والذي لم اعد ارى منه الان وكأن كتب على المرء حينما يكبر ان يفقد جل انواع الرعاية والى لمسة ام يستمد منها الحنان في زمن ارتدى عبائة القسوة وجعل للحرمان عنوان .. عندها لانعلم ماحل به ومااختلج قلبه وبدأ يصيح على امه بصوته الشجي والذي يشبه المحقان ::
~Oo امــــــــــــاهـ oO~
أتكلم ام اظل صامتن ممتطي جواد الصمت منزوي في كهف السكوت .. لحظات تمر علي اقسى من اعتلاء صهوة الفرس .. نظرات هائمه في وجوه لست ادري ان كانت ترمقني رضا ام غضب .. خيالات الماضي تخنقني تحبسني تجعلني اضيع في بوتقة الوجوه .. وربيع احلامي تعصف بها رياح الخريف وتساقط اوراق الشجر يذكرني بآمالي المهترئه .. وشتائي لست ادري هل املك ما يكفيني للوقوف في وجه البرد القارس .. فصولي الاربعه منبهره يااماهـ .. اشرعتي مطويه .. كلماتي مخنوقه .. اروقتي مفتوقه .. اجزائي مبعثره .. اوراقي محترقه .. اقلامي رؤوسها منحسره .. حروفي تبعثرت كمسبحة شيخ ضاع عمره في لملمة الجراح .. اماهـ ماقيمة الدنيا اذا عصفت بها الظنون وصار المرء حيران ؟؟
عندها جاوبته امه بقذيفه صاروخيه في نفس محلها السابق لتعلن بحركتها تلك عن ولادة صعرور جديد بجانب اشقاءه في جبهته وقالت هوو منتب صاحي يادريعم قم رح نم موب زين لك السهر .. اما هو فنظر اليها وهو ماسك(ن) راسه ويقول بخاطره مالت علي طالع فيها اديب وباينها مااستوعبت .. ولكنه لم ييأس وعاد يصيح بصوته الشجي من جديد ::
~Oo امــــــــــــاهـ oO~
امي العزيزة .. ياام دريعم
اين انتي عن ابنك دريعم تتلاقفه الذئاب من كل صوب وانتي لاهيه عنه (( بشار ذا موب دريعم )).. فاليوم ياماه سوف اعترف لك بما يأجج صدري ويشغل فكري ويسرق مني منامي سوف اعترف لك بسر لطالما بلعته عنك لاكثر من 37 سنه (( متأثر بهاالرقم )).. اعترف بانني مللت الدشاره وشرب المعسل والزقاره .. مللت الوحده والهلال والخوف والعزله .. لا شقيق .. ولا صديق .. ولااعيال جايين بالطريق (( يازعم يلمح من بعيد )).. اعترف بانني في احدى ايامي الغابره من حياتي المتدهوره كنت منسدحن مثل البعير على فراشي واضعن رأسي الجميل على الوساده (( اول مره اشوف راس وجميل )).. مايلن ببصري جهة الحائط اتطلع الى صورة فتاه زملوقه تبلغ من العمر عشرين .. وبينما كنت انظر اليها فاذا بي احسست انها تمد لي يديها وتقول لي تعال يالفاقد .. فقمت من فراشي وهببت نحوها لكي امسك يدها مثل الغزال الشارد (( وانت الصادق مثل القرد الشارد )).. ولم اكن اعي ماافعل الا عندما اصطدم وجهي بالحائط لو رأيتيني يااماهـ لقلتي لي مع السلامه ياولدي اتعب القلب فراقك ..
.. ام دريعم مطنشه وماسكه الدله وتحتسي القهوه ..
~Oo امــــــــــــاهـ oO~
في احدى الليالي دخلت داري ورميت حالي على فراشي جراء الارهاق والتعب من السفر (( ماتسنها تدري انه البحرين )).. وحين التفت الى يساري وجدت رسالة مرمية على الوسادة آثارت معها استغرابي .. فالتقطتها بيدي لكي اعرف ما يخبئ لي ووجدت ورقة مكتوب بها احبك جد(ن) ! .. فبدا قلبي يرافس (( حمار ذا مهوب قلب )).. ويتصبب العرق مني .. واصبحت لااقدر ان ابلع ريقي .. ياآلهي عشت معها اجمل لحظات السعادة كوني رغم كل مايحصل لي يوجد من ( يحبني ) لا وبعد ( جد(ن) ).. ولكن بعد لحظات تسألت مع نفسي من كتب لي هذه الرسالة وتذكرت فقد كان انا قبل سفري (( الحمدالله والشكر ))..
.. ام دريعم التزمت الصمت وسكبت لها فنجال(ن) آخر ..
~Oo امــــــــــــاهـ oO~
في احدى الليالي ذهبت الى الشيخ ابوالمصالي لاحكي له عن سؤ حالي وعن خيال زارني في منامي وحين دخلت عليه وجدته جالس على مركته متركى عليها فالقيت عليه السلام ورد علي بمثلها ثم نظر الي وقال ماذا بك يادريعم فإنني ارى شيئن غريبن في ملامحك .. فجلست بجواره وقلت له ياشيخ قد زارني بالمنام رجل قبيح لم اراه من قبل كان وجهه كبير كالبعير المضيع اهله فقد كان قبيح ياشيخ قبيح بمعنى الكلمه .. فرد علي الشيخ مستهزءن وقال قبحك الله ياولدي قل انه يشبهك وخلصنا .. قلت لا ياشيخ فهذا رغم قبحه فقد جاء ليسخر مني .. قال الشيخ وكيف ذلك ياولدي .. قلت جاءني ليعايرني ويقول يالشين .. هل انا شين ياشيخ ؟؟.. فضحك الشيخ واعتدل بجلسته وأخذ رشفه من القهوه بعد ان احرق لسانه وقال اعلم هداك الله ووضع لك في كل طريق حفره فما هذا الا حلم وما الواقع الا اشد واقسى .. فنظرت نحوه وقد خنقتني العبره وقلت يعني لهدرجة انا شين ياشيخ ؟؟.. فسكت الشيخ لبرهه ومسك بلي الشيشة واخذ مزه (( والله من زين الشيخ )).. وكأنه يريد التهرب من الاجابه وقال اتعلم يادريعم لقد سمعت ان تدخين راس واحد من الشيشه يعادل تدخين خمسة واربعون زقاره فماردك ؟؟.. قلت ياشيخ ياحبذا لو بشرت امك اسألك بالله يابوالمصالي جاوبني عن سؤالي .. فدارى الشيخ عن دمعته وقال انصرف ياولدي ارجوك واتركني في حالي ..
.. ام دريعم لاعت تسبدها من مصالة ولدها وشالت فنجالها ودلتها وقامت عنه ودخلت غرفتها ..
=- فحين راى دريعم ذلك وكيف تم تزليبه وتطنيشه ولا حتى تعبيره اصيب بالاحباط الشديد ومسكت معه يعرف وش ذا الاهل اللي حقرينه ومو معبرينه ولا حتى معطينه وجه وبايعينه بنص نص نص ريال .. فقام وتبعها الى الغرفة والعبرات تختلج جبهته وحين اراد ان يفتح الباب وجده مقفل .. فبدأ يصيح بصوته الشجي عند الباب اماهـ لعله يلاقي من امه جواب ويرق قلبها لولدها العزيز وتفتح له الباب ..
وحين سمع صوت قفل الباب ايذانن بفتحه اقتحم الدار وهو يبكي مثل العصفور (( وانت الصادق مثل الظاطور )).. ويصيح هو انا من لي غيركم ليش ماتحبوني انا وش سويت لكم هذا وانا ولدكم وحيدكم واكبر عيالكم (( بالله وشلون تجي ذي )).. ولكن بعد لحظات واذا به ينتبه للشخص الذي واقف(ن) امامه وفتح له الباب ويتفاجئ بانه اباهـ ؟؟.. والذي نظر الى دريعم بنظرة هادئة ثم تقدم اليه بتثاقل وصفعه صفعتن ليست بصاحيه .. وقال انت متى بتعقل وتصير رجال فاضحنا في كل محل وانا ابوك ؟؟.. ثم التفت على ام دريعم وقال لها الظاهر ان العلاج ما فاد معه كل ما قلنا طاب وصار آدمي طلع لنا بسالفتن جديدة مرتن يحسب انه عنتر ويغازل الشغاله يحسبها عبله !! ومرتن يحسب انه صدام قلب البيت ساحة اعدام عذب اخوانه وغربلنا معه !! وهالحين طالع لنا بسالفه جديده مدري وشي اقول انثبر بس وانا ابوك ونم بدري ترا بكرا عندك موعد في المصحه اللي انت خابرها ..
~*¤§( زقـ ــ ـايـ ــ ــر )§¤*~
.. ياشين الواحد لما يتخيل انه وحيد امه وابوه ..
.. نصيحتي للابوات لايحقرون عيالهم ترى الحقران يضيع البزارين ويصير يكبرون داشرين او مجانين (( شكلك تقولها من واقع خبره ))..
.. بر بأهلك واحترم شيابك وحب راسهم واطلب رضاهم خلهم يدعون لك موو يدعون عليك ..
العرض العادي
