ثـقافـة الـفـرونـت بـيـج

[سيف الود]

لن ادخل في معمعة حاسوبيه ولا في شرح برنامج أمكن تحويره الى مسار عقلي

يمكن تغييره وملؤه بالردئ والجيد , جميعنا نحمل قناعات تفسر لنا

ما نفعله في حياتنا ونسير عليه تحت مسؤوليتنا

متى ما كان الجميع قادراً على حمل المسؤوليه

من المفرح جداً ان يرد الى أسماعنا ونتكلم اكثر عن أهمية التغيير

في نظرتنا لأنفسنا وذواتنا ونظرتنا للناس والعالم من حولنا

مع مراعاة ان تكون تلك النظره ايجابيه

وحتى لو سلبيه فأن تلك النظره تساعدنا على

تطبيق الايجاب عليها ومعالجة ما يمكن علاجه ,,

ان ما نحمله من سلوكيات وافكار وما نطلقه من اراء ومعتقدات

ما هو الا محصله ودلاله على اسلوب معيشتنا وسلوك من حولنا , ولذلك فإن:

اختلاف الاراء والمعتقدات لا يعزو الى اختلاف تراكيبنا الجينيه وانما الى اختلاف ما سمعناه وقرأناه وعايشناه طوال سنين طفولتنا مرورا بمراحل عمرنا السابقه

فالعقل البشري برنامج لا يثبت على مسار تفكيري معين

فهو قابل للتغيير كقدرة الفرونت بيج على

تغيير المحتوى الموضوعي لصفحه HTML

دون المساس بالاطار العام والرئيسي المتعارف في بقية الصفحات الاخرى ,

تماماً مثل العقل البشري

فمع تغير الوقت وتسليطه لافكار معينه فإنه يمكن تغيير معتقداته

دون المساس بالشكل الخارجي العام ,,

وارباب الفكر التكفيري اقرب مثال الى ذلك

ولربما نعزو ذلك الى ضعف الوازع الديني

في المقدمه بالاضافه الى البيئه المحيطه به ومدى تعمق التربيه وصحيتها

وايضا مخالطة رفاق الشر والظلال ,,

فالإنسان المدرك لواجباته والعالم بأهدافه والقادر على تحقيقها والعازم على ذلك

لن يلجأ الى تغيير وتزييف الحقائق واصطناع التمسكن لكسب تعاطف الاخرين

لإنه ببساطه يعرف ماذا يريد وكيف يحقق ما يريد بعيدا عن الاساليب الملتويه والمشبوهه ,,

ولو رأينا الى حال بعضنا اليوم لرأينا الكثير من العاطلين

يرثعون هنا وهناك على أمل كسب تعاطف الاخرين

حتى لو استدعى ذلك تزييف الحقيقه على طريقة الفرونت بيج اياه ,,

أنا وأنت وفلان من الناس قادرين على الكذب والخداع وتزييف الحقيقه

ولكننا نختلف في اشياء رئيسيه دينيه تربويه اخلاقيه

لا نريد الحيد عنها او مجانبتها ,,

*نختلف في طريقة اختيارنا لرفاقنا ونوعياتهم ,,

*نختلف في تربية ذوينا لنا ومدى تعمقها وحرصا على

الا تخرج تصرفاتنا عن الاطار العام للاخلاق والفضيله ,,

*نختلف في الهدف من الوصول الى مسامع الناس وابداء ارائنا

دون المساس بحقيقة تلك الاراء.

فمهما وجد هؤالاء التشجيع الظاهر او الخفي فإنه من المعلوم

ان الناس احيانا هم من يضطرونك الى فعل وقول ما ليس صالحاً

والناس انفسهم هم الذين بعد ذلك ينتقدونك لأي سبب من الاسباب

وهم ايضا من يفرضون عليك ان تتصرف وتتحرك بطريقه معينه

وهم ايضا اول من ينكرون عليك هذا الفعل اذ لم يعجبهم ما حصل ,,

للأسف اصبح البعض يركض خلف رأي ومقال أحد مع الاعتقاد بصحة كلامه

دون المساس او التفكير ايضا بإمكانية كذبه وخداعه

ومع ذلك يلقى الحب والاحترام لأنه وضع نفسه بموضع غير لائق

ويحتقرونه اذا لم يكن شيئاً

ويعيبون عليه اذا ما اتسعت خطواته

ويعيبون عليه اذا ما برح مكانه

ويسخرون منه اذا صمت

ويودون نزع لسانه اذا تحدث

فمن الصعب جداً ايجاد الحاله الوسطى بين نزعاتهم واحاسيسهم

لإصابة بعضهم بمرض الوسواس ولا شفاء لذلك بعد مشيئة الله

الا ان يراقب الانسان ربه في حاله ومقاله

ويحترم نفسه ويصونها ويهذبها ويبتعد عن مزالق القول السيء

وتوهمات فراغ العطاله والبطاله , فذلك هو الحل الاوسط والاسلم لمثل تلك الحالات .

وفي نهاية مقالي أذكر بأنه ورد في الحديث الشريف توصيف لشر الناس

حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

" الا انبئكم بشر الناس ؟ قالوا بلى يا رسول الله , قال :

من أكل وحده ومُنع رفده وجلد عبده ,

ثم قال الا انبئكم بشر ن ذلك ؟ قالوا بلى يا رسول الله , قال:

من لا يقيل عثره ولا يقبل معذره , ثم قال :

الا انبكم بشر من ذلك ؟ قالوا بلى يا رسول الله , قال:

من يبغض الناس ويبغضونه ".

يقول الاستاذ الكاتب عبدالله الجعيثن عن شر الثلاثه وهو الثالث

" من يبغض الناس ويبغضونه " يقول :" ...

فالذي يبغض الناس كلهم والناس كلهم يبغضونه

قد بلغ من الشر منتهاه فإن الناس شهود الله في أرضه

ولا يمكن لإنسان ان يبغض كل الناس الا لأنه قد سقط في قرارة الحقد والحسد والضغينه

وكأنه صار شيطاناً من الشياطين وكما هو معلوم فإن الشيطان

هو الذي يكره كل بني آدم ويضمر لهم الشر والسوء ويريد جرهم الى النار

والناس لا يجتمعون على بغض أحد الا وقد جمع الشر من اطرافه

والعياذ بالله , ان قوله صلى الله عليه وسلم : من يبغض الناس ويبغضونه ,,

يذكرني بحديث آخر وهو قوله عليه الصلاة والسلام :

"من قال هَلَكَ الناس فهو أهلكهُم" فالذي يقول :

هَلَكَ الناس فهذا يدل على بغضه لكل الناس ... انتهى كلامه"

يروى قديما قول احد العامّه قوله :

" أعجب من هذا المجتمع .. الاذاعه تدفع دراهم للمغني كي يغني , والمجتمع يكفر وينكر من يستمع الى الاغاني ..!

بقلم,, سيف الود